اليمن: صنعاء تتحول لساحة حرب.. وقصف مدفعي واشتباكات عنيفة في أحياء عدة

نجاة وزير الدفاع السابق من محاولة اغتيال في صنعاء ومقتل أحد مرافقيه

TT

تواصلت في اليمن، أمس، حوادث العنف التي حصدت أرواح المزيد من المواطنين، وذلك بعد أن تحولت صنعاء إلى ساحة حرب، في الوقت الذي نجا فيه وزير الدفاع السابق من محاولة اغتيال في غرب صنعاء.

واستمرت الموجهات المسلحة في «جولة كنتاكي» وحي القاع وشارع الرياض «هائل» بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح التي يقودها نجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، من جهة، وقوات الفرقة الأولى مدرع المؤيدة للثورة.

وأكد الكثير من المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، خاصة بعد استخدام المدفعية في القصف المتبادل لمواقع الجانبين، بعد أن انهارت هدنة وقف إطلاق النار، وتوسعت دائرة المواجهات في صنعاء، مساء أمس، حيث استهدفت المدفعية منزل الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة، وقالت مصادر مقربة من الأحمر إن القذائف المدفعية انطلقت من مبنى وزارة الداخلية ومعسكر النجدة القريبين من المنزل.

وقصفت قوات صالح، لليوم الثالث على التوالي، «ساحة التغيير» قرب الجامعة الجديدة التي يقبع فيها بصورة دائمة عشرات الآلاف من المحتجين، وقتل في القصف، أمس، نحو 10 معتصمين، وترددت أنباء عن مقتل امرأتين، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وفي شمال صنعاء، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الحرس الجمهوري قصفت منزل الشيخ حمير الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب، وفي إحصائية أولية تحدثت المصادر عن مقتل أحد حراسة الأحمر وإصابة أكثر من 10 آخرين، وتحدث شهود العيان عن اشتباكات قرب مطار صنعاء الدولي بين مسلحين من أنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، ومسلحين قبليين من أنصار الرئيس صالح، دون أن يتوفر أي معلومات عن حجم الخسائر البشرية في تلك الاشتباكات، وامتدت أعمال العنف لتصل إلى منطقة الشيراتون، حيث سمعت اشتباكات وانفجارات قرب السفارة القطرية وأيضا في حي «مسيك»، في الوقت الذي استمر فيه إغلاق حي الحصبة.

على الصعيد ذاته، نجا وزير الدفاع السابق، اللواء عبد الله علي عليوة، من محاولة اغتيال في شارع الستين، وقالت مصادر محلية إن قناصة أطلقوا النار على سيارة القائد العسكري المؤيد للثورة، الأمر الذي أسفر عن مقتل أحد حراسته وإصابة نجله الذي كان يقود السيارة.

وينتشر الرعب في أوساط السكان في صنعاء بسبب انتشار القناصة على أسطح المباني في معظم أحياء العاصمة، وتحدثت مصادر المعارضة اليمنية عن وجود مرتزقة يحملون الجنسية الصومالية ويعملون لصالح النظام اليمني، وتتبادل جميع الأطراف الاتهامات بشأن نشر أولئك القناصة في صنعاء التي لم تشهد مثل هذا الوضع من قبل.

من جانبها، اتهمت وزارة الداخلية اليمنية اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع وزعماء قبيلة حاشد من أسرة الأحمر وقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، بالسعي لتفجير الموقف عسكريا في البلاد، وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن من وجه إليهم الاتهام أقدموا على «محاولة تفجير الوضع عسكريا في العاصمة صنعاء، بقيامهم بالقصف المكثف والعشوائي بقذائف الهاون على الأحياء والمنازل الآهلة بالسكان وقصف عدد من منازل المواطنين في حي مسيك وعلى مشروع تلال الريان الذي يقام عليه المشروع السكني القطري والقصف على معسكر حرس الشرف في شارع الزبيري مما أسفر عن إصابة أكثر من 15 فردا من منتسبي المعسكر وإحداث أضرار مادية جسيمة، والقصف على عمارة العودي الكائنة في ميدان العلفي بالقاع وعلى مسكن الشيخ صغير بن عزيز عضو مجلس النواب نتج عنه استشهاد 4 أشخاص وجرح ستة آخرين إلى جانب قيام عناصر من الفرقة وحزب الإصلاح بالتهجم على المواطنين في منازلهم وإرغامهم على إخلائها والتمركز فيها».

وأضاف المصدر الأمني أنه «أمام هذا العمل الهستيري المجنون وغير المحسوب عواقبه الوخيمة على الوطن والمواطنين وعلى من ارتكب هذه الأعمال العدائية الوحشية والإجرامية، فإن وحدات القوات المسلحة وأجهزة الأمن لا تزال ملتزمة بعدم الرد على هذه الممارسات عملا بتوجيهات الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار، والذي كانت وحدات القوات المسلحة والأمن قد التزمت به منذ اللحظة الأولى لصدوره من جانب واحد، في وقت واصلت ميليشيات علي محسن والإصلاح وعصابات أولاد الأحمر اعتداءاتها على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين واحتلال منازل عدد من المواطنين وتشريدهم منها ونشر القناصة فيها وفي عدد من أحياء العاصمة ومباني البنوك والشركات الخاصة بشارع الزبيري والقاع وغيرها وإطلاق النار على المواطنين وأفراد الأمن مما أدى إلى سقوط ضحايا، والاعتداء على أقسام الشرطة وعدد من مؤسسات القطاع العام والخاص وإحراق بعض المنازل».

كما اتهمت الوزارة، أيضا، قوات اللواء الأحمر بالقيام بـ«إغلاق بعض الشوارع في العاصمة صنعاء إغلاقا كاملا ومنها شارع هائل وتحويلها إلى متاريس وضيق على المواطنين الساكنين فيها وأجبر عدد منهم على مغادرة منازلهم بالقوة»، وقال المصدر الأمني إن «تلك الممارسات التي تقوم بها تلك العصابات المسلحة إنما تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع والزج بالوطن في أتون حرب أهلية لن يكون في النهاية من ضحية وخاسر فيها سوى الوطن والمواطن»، وشدد على «ضرورة التزام المنشقين والمتمردين بقيادة علي محسن الأحمر وأولاد الأحمر وحزب الإصلاح بتوجيهات نائب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار»، وحذرهم من «مغبة تفجير الوضع عسكريا» ودعاهم إلى «العودة إلى رشدهم والتوقف عن اعتداءاتهم وخروقاتهم».