تركمان كركوك يتحدثون عن مخطط لبث الفرقة بين مكوناتها

قيادي أمني: اختطاف المسيحيين جرى بعد تجاوزهم المنطقة المحرمة

TT

قالت مصادر أمنية عراقية أعلنت أمس عن اختطاف أربعة أشخاص، هم ثلاثة مسيحيين وتركماني من قبل مسلحين مجهولين عندما كانوا في رحلة لصيد الخنازير جنوب كركوك، مساء الأربعاء الماضي. وقال قائد شرطة محافظة كركوك اللواء جمال طاهر بكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «أربعة صيادين، ثلاثة مسيحيين وتركماني اختطفوا قرب ناحية داقوق (45 كلم جنوب كركوك) عندما كانوا في رحلة لصيد الخنازير مساء الأربعاء الماضي».

وأشار إلى أن الصيادين الأربعة هم ثلاثة مسيحيين: بطرس كوركيس (50 عاما) وأشور داود (50 عاما) ونويا أيوب يلدا (43 عاما)، وتركماني يدعى جنكيز عز الدين (62 عاما).

بدوره، أكد العميد كاوة عبد الرحمن مدير شرطة ناحية داقوق أن «الإرهابيين خطفوا الصيادين الأربعة أثناء رحلة صيد كانوا يقومون بها» مؤكدا «قيام الشرطة بتحذير جميع الصيادين بعدم الدخول لهذه المناطق بسبب إيوائها عناصر إرهابية». وقام الإرهابيون بحرق سيارة الصيادين وبداخلها كلاب الصيد على طريق ترابي يمتد في منطقة زراعية معقدة، وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته قال العميد سرحد قادر قائد شرطة الأقضية والنواحي التابعة لقيادة شرطة كركوك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «لقد أصدرنا بيانا في وقت سابق لمواطني المحافظة حذرنا فيه من دخول المناطق الأمنية المحرمة، ولكن للأسف هناك الكثيرون ممن لا يستمعون إلينا، وهؤلاء المسيحيون الثلاثة ومعهم التركماني خرجوا للصيد في منطقة تعتبر محرمة ووقعوا في كمين للإرهابيين الذين كمنوا لهم بسيارتين ودراجة بخارية، وكانت قيادة الشرطة في الناحية المذكورة قد أخذت تعهدا من هؤلاء الأشخاص بعدم الاقتراب من المنطقة المحرمة، وهي نفس المنطقة التي لقي العام الماضي أحد قادة البيشمركة حتفه فيها عندما خرج للصيد، ولكنهم لم يستمعوا إليهم، ومن ناحيتنا لا يمكننا أن ندفع بمفرزة أمنية ترافق كل شخص يخرج للصيد بلا تصريح قانوني بحدود المحافظة، لأن هذه ليست مسؤوليتنا، وبالنتيجة فإن مثل هذه الحوادث يتحمل مسؤوليتها الأشخاص أنفسهم، لأننا سبق أن حذرنا الجميع بعدم الاقتراب من المناطق المحرمة التي يوجد فيها الإرهابيون».

من جانب آخر كشف عرفان كركوكي رئيس حزب الشعب التركماني وهو معاون المحافظ ونائب رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة أن «تصاعد حدة عمليات الخطف والاغتيال التي تستهدف مكونات المحافظة بات واضحا، وخاصة استهداف أصحاب الكفاءات العلمية كما حصل قبل فترة باغتيال الدكتور التركماني يلدرم وغيره من أطباء المدينة الذين يعيشون في أوضاع مرعبة جراء التهديدات الإرهابية ضدهم، ومن الواضح أن الهدف من هذه العمليات هو زرع الفتن بين مكونات المحافظة وبث الفوضى، لكن الحمد لله فإن أبناء المحافظة يعون أهداف ومخططات الإرهابيين، وأثبتوا بتماسكهم وتآلفهم فشل كل تلك المحاولات، وكما بدا واضحا فإن تصاعد وتيرة الاغتيالات وعمليات الخطف لم يتحدد بمكون معين بل طاول جميع المكونات وهذا دليل واضح على ما يرمي إليه الإرهابيون من إحداث الفتنة بين أبناء المحافظة المتعايشون بينهم بالسلام والوئام».

وحول الوضع الأمني قال كركوكي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الأمني مستتب حاليا في المحافظة، وإن جهود القوى الأمنية مستمرة في كشف وملاحقة فلول الإرهابيين بجميع أطراف المحافظة وفي داخل مركز المدينة، وهذا ما يساعد الجهات الإدارية على تصريف جهودها نحو إعادة إعمار المحافظة وزيادة وتيرة المشاريع الاستثمارية التي أصبحت اليوم من أولويات الإدارة المحلية بالمحافظة، إلى جانب العمل من أجل القضاء على البطالة، ومعالجة بقية المشكلات الخدمية، ورفع مستوى مشاريع التنمية بالمحافظة».