حيدر الياسري لـ «الشرق الأوسط»: مطالبنا تهم كل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم

مسؤول في التيار الصدري بلندن: علاقاتنا مع دول الخليج متينة ولا أحد يملي علينا قراراتنا

حيدر الياسري («الشرق الأوسط»)
TT

قال حيدر الياسري المنسق السياسي لمكتب العلاقات الخارجية للتيار الصدري في لندن إن «لمكتبنا علاقات جيدة مع السفارات العربية لدى المملكة المتحدة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ولبنان ودولة الإمارات العربية وغيرها، وكنا أول من دعم الثورة الليبية في العاصمة البريطانية، حيث استضفنا أول مؤتمر صحافي للثوار الليبيين في لندن، ونحن على تواصل مستمر معهم، ونحن مع مطالب الشعوب العربية في أي مكان»، مشددا على أنه «ليست لنا أية علاقات مع الإدارتين الأميركية والبريطانية، وهذا خط أحمر بالنسبة لنا لأن جيوشهما احتلت العراق، فكيف لتيار وطني مثل تيارنا أن يقيم علاقات مع المحتل».

وتحدث الياسري لـ«الشرق الأوسط» في لندن عن مهام مكتب العلاقات الخارجية للتيار الصدري في المملكة المتحدة، قائلا: «أنشئ مكتبنا قبل عامين في المملكة المتحدة وأوروبا حيث توجد جالية عراقية كبيرة، والمكتب يغطي نشاطاتهم، ويقدم الخدمات لكل العراقيين بغض النظر عن قوميتهم أو دينهم، كما نهتم بإقامة الندوات التي ترفد البنية التحتية في العراق؛ حيث أقمنا ندوة عن التعليم العالي وسبل النهوض به في العراق حضرها أكاديميون وقدموا خلاصة تجاربهم وآرائهم، كما أقمنا ندوة عن الصناعة النفطية في العراق، وندوة أخرى عن أزمة السكن في البلد.. كل هذه الندوات وخلاصة الدراسات نبعث بها إلى الجهات المتخصصة في بغداد للاستفادة منها»، مشيرا إلى أن مكتبهم يقوم «برعاية الكفاءات وتشجيعهم على العودة إلى العراق؛ إذ إن غالبية من هذه الكفاءات الوطنية تشكو من عدم وجود فرصة عمل لهم في العراق كونهم لا ينتمون لأحزاب سياسية متنفذة، وبالتالي، ليست لهم فرصة عمل، ومكتبنا يقوم بترشيح أسماء هذه الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم وإرسالها إلى بغداد لترشيحهم من قبل التيار الصدري للوزارات المعنية كي يتم الاستفادة من طاقاتهم بدلا من هدر جهودهم في الدول الغربية، ولنا مثال بارز؛ إذ تم ترشيح المهندس محمد الدراجي الذي كان رئيسا للمهندسين في بلدية برنت في لندن وهو شاب وكان مشرفا على إنشاء ملعب ويمبلي، ورشح عن التيار الصدري وزيرا للإسكان والتعمير في الحكومة العراقية الحالية وجاءت وزارته الأولى في تقييم مجلس الوزراء من حيث تقديم الخدمات والنزاهة، وكان معيار التيار مهنيا وليس سياسيا، فليس من العبث أن تختار بلدية كبيرة ومعروفة في لندن (برنت) مهندسا عراقيا ليكون رئيسا للمهندسين فيها، فهنا لا تتلاعب السياسة أو الوساطة في اختياره وإنما الكفاءة، ونحن على يقين أن هناك الآلاف من الشباب العراقيين أصحاب الكفاءة في دول العالم الذين بإمكانهم خدمة العراق والعراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم».

ونفى المنسق السياسي لمكتب العلاقات الخارجية في التيار الصدري أن «تكون للتيار أية علاقات مع دول الجوار على حساب دول أخرى»، في إشارة إلى اتهامات البعض بعمق علاقات التيار مع إيران، وقال: «التيار توجهه عراقي عروبي ويتزعمه السيد مقتدى الصدر وهو رجل دين عراقي من عائلة عربية معروفة بمواقفها الوطنية، وعلاقاتنا مع إيران لا تختلف عن علاقاتنا مع كل دول الجوار، بل إن علاقتنا مع دول الجوار العربي متينة جدا وكذلك مع تركيا التي استضافت في إسطنبول قبل عامين مؤتمرا للتيار الصدري، كما أن علاقتنا بدول الخليج العربي متينة، وليس هناك أية قوى خارجية تملي على التيار قراراته أو مواقفه، وهذا واضح للجميع».

وحول المظاهرات التي كانت قد خرجت الأسبوع الماضي بدعوة من التيار الصدري، قال الياسري إن «المظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار السيد مقتدى الصدر هي تلبية لمطالب شعبية، والعراقيون اليوم يطالبون بتحسين الخدمات والوضع الاقتصادي والأمني، وهذا كان واضحا في مظاهرات الجمعة الماضية حيث رفع المتظاهرون نماذج لأجهزة كهربائية خارجة عن الخدمة بسبب غياب التيار الكهربائي»، مشيرا إلى أنه «عندما تخرج حشود العراقيين بأعداد ضخمة تطالب بتغيير النظام، فمن المؤكد أن التيار الصدري سيكون مع جمهوره العراقي، ومظاهراتنا المليونية لا تقتصر على أتباع التيار وإنما يشارك بها العراقيون من كل انتماءاتهم القومية والدينية؛ فالتيار خطابه وطني بحت بعيدا عن الطائفية أو المذهبية؛ إذ ليس هناك في العراق شعور طائفي بين أبناء الشعب وإنما هناك طائفية سياسية».