إرشادات طبية حول الحساسية من الغذاء وعدم تقبله

فروق بين الحالتين ينبغي رصدها

TT

الحساسية الناجمة عن الغذاء، وعدم تقبل الغذاء، حالتان تزدادان انتشارا في العالم، ولذا يرى الخبراء أهمية التعرف على الفروق بينهما. والخوف من الغذاء ليس أمرا مريحا أبدا، فإن كنت لا تتقبل بعض أنواعه، فإنك تكون دوما متوجسا من احتمالات الأذى الذي تسببه تلك الأنواع لجهاز الهضم. أما إن كنت مصابا بالحساسية من الغذاء، فإن العواقب تكون أشد؛ إذ قد تقودك وجبة طعام إلى قسم الإسعاف والطوارئ.

ولا يعرف الكثير من الأشخاص بالضبط الأعراض الناجمة عن الحساسية (وهي المشكلة الصحية التي تتطلب إزالة أي أثر لنوع الغذاء المسبب لها، من الطعام)، أو أعراض «عدم تقبل الغذاء» (وهي المشكلة التي يمكن التحكم فيها بخطوات أخف).

وتشير التحليلات إلى أنه وبينما يصف 13% من البالغين أنفسهم بأنهم يعانون من حساسية فول الصويا، والحليب، والبيض، والسمك، أو المحار، فإن 3% فقط منهم مصابون بتلك الحساسية فعلا. وأشارت دراسات أخرى إلى أن الحساسية التي لم يتم تشخيصها قد تلعب دورها في حدوث عدد من المشكلات الصحية.

وقد ازدادت أعداد حالات الحساسية من الغذاء - أو على الأقل الحالات المشخصة - بشكل متواصل منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، وتقدر نسبة الإصابة بـ5% بين الأطفال و4% بين المراهقين والبالغين.

أما عدم تقبل الغذاء فهو حالة يصعب رصدها، إلا أن التقديرات تشير إلى انتشارها بنسبة تتراوح بين 2 و20%.

وتوضح إرشادات المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي كيفية التمييز بين الحساسية من الغذاء - الحالة التي قد تؤدي إلى الموت - وبين عدم تقبله التي يمكنها أن تتسبب في قدر كبير من الانزعاج إلا أنها يندر أن تقود إلى عواقب خطيرة.

والفروق هي أن الحساسة من الغذاء تنجم عن عمليات يقوم بها جهاز المناعة لدى الإنسان، أما عدم تقبل الغذاء فينتج عن قصور الجهاز الهضمي في هضم الطعام بشكل طبيعي. وتشمل أعراض الحساسية: الدوار، والحكة، والقروح، أو الطفح الجلدي، وتورم الشفتين، واللسان، والبلعوم، والغثيان، والتقيؤ، وتلبك المعدة وضمنها التقلصات والإسهال. ومن النادر أن تحفز الحساسية على حدوث عمليات تهدد حياة الإنسان، أي الحالة المسماة فرط الحساسية.

وهناك أكثر من 170 نوعا من الغذاء ترتبط بحدوث رد فعل تحسسي، إلا أن 90% من كل الحالات تشمل الحليب، والبيض، والفول السوداني، ومكسرات الأشجار، والسمك، والمحار، والحنطة، أو الصويا. وتبدأ الحساسية من الغذاء عادة من المهد، ثم تختفي لدى الأطفال بعد وصولهم إلى مرحلة المراهقة. إلا أن الخطر يستمر لدى بعض الأشخاص طيلة الحياة خصوصا المتحسسين للفول السوداني ومكسرات الأشجار.