قائد القوات البرية للثوار يمهل أهالي سرت 24 ساعة للخروج منها.. وأنباء عن اتصالات مع أطراف روسية لتأمين خروج القذافي

المجلس الانتقالي يرجح تخطيط القذافي للهرب رغم تأكيدات فرنسية وأميركية بقاءه

أتباع للقذافي الموقوفون في مصراتة أمس (أ.ب)
TT

على الرغم من وصول تأكيدات فرنسية وأميركية إلى المجلس الوطني الانتقالي بأن الزعيم الليبي الهارب العقيد معمر القذافي لا يزال داخل الأراضي الليبية ولم يغادرها، فإن مصادر في المجلس أعربت لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقادها بأن القذافي ربما يكون في طريقه إلى النيجر متوجها إلى دولة أخرى إذا لم يكن بالفعل قد غادر البلاد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بشير صالح مدير مكتب القذافي وبعض مساعدي سيف الإسلام النجل الثاني للقذافي يجرون اتصالات غير معلنة مع أطراف روسية وفرنسية يعتقد أنها رسمية لتأمين خروج القذافي.

وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع إن أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي والمنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية يضطلع بدور بارز في محور هذه الاتصالات، مشيرة إلى أن قذاف الدم الذي تثور شكوك كثيرة حول عدم انشقاقه على نظام القذافي رغم استقالته من عمله مؤخرا على صلة بدوائر روسية في محاولة لإقناع القذافي بالخروج.

وأكد ميخائيل مارجيلوف ممثل روسيا الخاص للشؤون الأفريقية صحة هذه المعلومات عبر إشارته إلى اتصالاته مع ابن عم القذافي، فيما قالت مصادر بالمجلس لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا من العاصمة الليبية طرابلس إن القذافي الذي اختفى عن الأنظار منذ اجتياح قوات الثوار لمعقله الحصين في ثكنة باب العزيزية بطرابلس في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، يستعد للرحيل إلى النيجر في طريقه إلى إحدى الدول الأفريقية التي تربطه بها علاقات وطيدة.

ولفتت إلى أن المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي استمع إلى تأكيدات أميركية وفرنسية مفادها أن أجهزة المخابرات الأميركية والفرنسية لم ترصد خروج القذافي ما يعنى أنه على الأرجح ما زال مختبئا في مكان غير معلوم.

ومع ذلك تثور تكهنات واسعة النطاق بأن القذافي في طريقه للهرب إذا ما فقد آخر المعاقل المؤيدة له في مدينتي بني وليد وسبها حيث تحتشد بقايا قواته العسكرية وكتائبه الأمنية داخل المدينتين وهي مزودة بأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي الذي يتولى إدارة الحكم في ليبيا، أن اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية بالجيش الوطني التابع للمجلس الانتقالي، حذر أهالي مدينة سرت (مسقط رأس القذافي) وأمهلهم مدة 24 ساعة للخروج من المدينة وتركها لكتائب القذافي وعدم معاونتهم لهم، مؤكدا أنه حيال عدم انصياعهم واستجابتهم لهذه الأوامر، سيتم اعتبارهم فلولا لنظام العقيد، وسيعاملون مثل أسرى الكتائب.

وكانت قيادة الجيش الوطني الليبي، أعطت تعليمات لأهالي المدينة بالخروج من المدينة خلال المدة التي حددتها مؤكدة أنه سيعقب هذا التحذير هجوم علي المدينة لتحريرها، وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن ما يمنع تحرير الثوار للعديد من المدن التي تحصن بها فلول العقيد الهارب معمر القذافي أنهم يستخدمون سكان هذه المدن، كدروع بشرية، وأداة للضغط على المجلس الانتقالي.

وعبر خير الله محمود القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي، عن استيائه حيال الأساليب التي تتبعها كتائب القذافي في معامله أهالي المدن، حيث قال إن «كتائب القذافي تستغل منازل الأهالي وأمتعتهم وأرواحهم للتخفي وللدفاع عن العقيد وأبنائه»، مشيرا إلى أن جيش الثوار يأتيه المدد كل وقت من المدن المحيطة بمدينة سرت، نافيا ما يشاع حول نقص الذخيرة والأسلحة في صفوف الثوار، ومؤكدا على أن الثوار كانوا خلال الفترات الماضية على استعداد كامل لتحرير المدينة بالكامل، لكن منعهم من ذلك خوفهم علي أرواح الأهالي.

وكان موسى إبراهيم المتحدث باسم العقيد الليبي معمر القذافي أعلن خلال تصريحات صحافية أمس، أن ضربات قوات التحالف الجوية وهجمات قوات الحكومة المؤقتة على سرت خلال اليومين الماضيين تسببت في مقتل 151 شخصا داخل منازلهم بعد سقوط صواريخ غراد وغيرها من المتفجرات على رؤوسهم، مما أدى إلى توقف مستشفى المدينة عن العمل تماما.

وحول تجديد المهمة قوات التحالف الأجنبي ثلاثة أشهر في ليبيا، علق خير الله خلال اتصال هاتفي معه من مدينة بني غازي، بأن تحديد تلك الفترة كان وفق الحسابات العسكرية، ولكن إذا تمت سيطرة الثوار على المدن التي ما زالت بها قوات للعقيد قبل الثلاثة أشهر، فمن المؤكد انتهاء مهمة قوات التحالف في ليبيا، لافتا إلى أن ما يشاع حول بقاء قوات أجنبية داخل الأراضي الليبي أمر مرفوض ومحسوم منذ بداية الثورة.

وأكد محمود، أنه حتى الآن لم يتسن للمجلس الانتقالي معرفة مكان القذافي، إلا أن استخبارات الثوار توصلت إلى أنه يتحصن بسيارة، مجهزة بتقنيات إلكترونية حديثة، لا تستطيع أجهزة الاستشعار رصدها، مؤكدا أن القذافي ما زال داخل ليبيا.

وأوضح أن قوات القذافي خرجت عن الشكل النظامي للمواجهات العسكرية، وأصبحت أفرادا متفرقين في بعض المدن، يقومون بحرب الشوارع مع الثوار، مدللا على ذلك بقوله إن الثوار وقت ملاحقتهم لقوات الكتائب، كانوا يفاجأون بمجموعات متفرقة منهم تائهة في الصحراء.

وحول الوضع في بني وليد، أشار محمود إلى أن طبيعة المدينة الجغرافية والتي تحوي الجبال والوديان المرتفعة وتضم العديد من المنازل تعد عائقا أما تقدم الثوار، موضحا أن قوات الثوار التي تطوق المدينة، قامت بقطع الكهرباء والمياه للضغط على كتائب القذافي، مما أضعف موقف الكتائب داخل المدينة، وأوجد عناصر متمردة فيما بينهم، وأكد محمود أن المجلس الانتقالي يتوقع سقوط المدينة خلال 48 ساعة القادمة.

وفيما يتعلق بآخر التطورات في مدينة سبها، أكد محمود أن الثوار الليبيين تخطوا مرحله السيطرة على المدينة خلال اليومين الماضيين، موضحا أن الجيش الوطني يقوم الآن بتمشيط المدينة من بعض أفراد الكتائب الذين يتخفون في منازل السكان، مؤكدا على انضمام الأهالي للثوار.

وقال متحدث باسم الحكومة الليبية أمس، إن القوات الموالية للحكومة الجديدة بسطت سيطرتها على كل أجزاء مدينة سبها التي كانت معقلا لأنصار معمر القذافي.

وأضاف المتحدث لمجموعة من الصحافيين في طرابلس أن المجلس الوطني الانتقالي يتحرى تقارير عن احتمال فرار القذافي من المدينة، قائلا إن قوات المجلس تسيطر الآن على مائة في المائة من سبها، وإن كانت هناك جيوب مقاومة من جانب قناصة.