الشيخ القادري يصدر إعلانا عالميا ضد الإرهاب وحماية حقوق الإنسان في لندن اليوم

صاحب فتوى «الانتحاريون لن يدخلوا الجنة ولن يشموا ريحها والإرهابيون أعداء الإسلام»

د. محمد طاهر القادري
TT

أعلن المرجع الدكتور محمد طاهر القادري، أحد العلماء المسلمين البارزين في العالم، أنه سيصدر إعلانا عالميا لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله في مؤتمر كبير في ساحة ويمبلي اليوم. وفى حديثه خلال مؤتمر صحافي في لندن، قال الدكتور طاهر القادري إنه سيصدر الإعلان في «مؤتمر السلام من أجل البشرية لعام 2011»، الذي نفدت جميع تذاكر حضوره، والمقام في ساحة ويمبلي، حيث وفد الآلاف من جميع أنحاء أوروبا. وستتم أيضا تأدية صلاة سلام جماعية يؤمها ممثلون لجميع الأديان الكبرى.

وقد تعهد القادري مؤسس منظمة «منهاج القرآن» العالمية المعتدلة، والمشرف عليها، وهو ذو قاعدة شعبية عريضة وتلقى تهديدات بالقتل من عدة جماعات أصولية متطرفة، بأنه سيواصل العمل من أجل تعزيز الإسلام المعتدل ولن تردعه التهديدات. وقد منحت منظمته مكانة استشارية خاصة من قبل الأمم المتحدة في يوليو (تموز). كما أصدر الدكتور القادري فتوى ضد الإرهاب في مؤتمر عقد في لندن منذ فترة، وتلقى الثناء من جميع أنحاء العالم. ويعيش هذا العالم بشكل دائم في لندن وكندا، وقد تم تخصيص مكافأة تقدر بملايين الروبيات لمن يقتله.

ويزعم الدكتور القادري أن الفتوى التي سيصدرها في المؤتمر المنعقد في ساحة ويمبلي سوف تساعد على إزالة الالتباس بين الإسلام والغرب، كما أنها ستساعد أيضا في تجنب الصدام بين الحضارات. وسيقوم نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، ورئيس أساقفة كانتربري، بمخاطبة المؤتمر أيضا من خلال رسالة مرئية.

وهذا العالم الباكستاني الذي يعيش في كندا هو مؤسس منظمة «منهاج القرآن» العالمية، وهي منظمة تقوم على مبادئ الصوفية وتروج للإسلام المعتدل. وقد أصدر فتوى ضد الإرهاب في العام الماضي، وتلقى منذ ذلك الحين تهديدات بالقتل من جماعات عديدة، من بينها تنظيم القاعدة. وقد تم رصد مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.

وقد قام العالم خلال السنوات الماضية بإقامة معسكرات للشباب تهدف لنبذ التطرف في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأميركا وأوروبا. وهو يعتقد أن هناك حاجة ماسة لهذا للإعلان لأنه يرى أن هناك عددا متزايدا من الشباب المسلمين الذين يمكن أن تتم استمالتهم بسهولة لطريق التطرف. وسيوقع على وثيقة «السلام من أجل البشرية 2011» في ويمبلي عدد كبير من الزعماء الدينيين والسياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس أساقفة كانتربري روان ويليامز.

والقادري، الوزير الباكستاني السابق، يدير كذلك معسكرات للشباب لاجتثاث التطرف في بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا. وقال القادري «هناك حاجة ماسة للإعلان بسبب تزايد عدد الشباب المسلمين الذين يسهل اجتذابهم لأفكار التطرف، ونريد أن نوجه رسالة إلى العالم الإسلامي بأسره والشباب الذين تم غسل أدمغتهم بأن الإسلام يمثل السلام والانسجام والاعتدال والتسامح والمحبة والرحمة للبشرية».

وتملك منظمة منهاج القرآن، التي يديرها القادري، مقرات في 80 بلدا حول العالمـ وتتبع تعاليم الصوفية في السلام والاعتدال، وتقدم مشورات للحكومة البريطانية حول طرق مكافحة التطرف بين أوساط الشبان المسلمين، وتدير 10 مساجد في عدد من المدن البريطانية، ولديها نحو 5000 عضو في بريطانيا.

وكان الشيخ القادري أصدر فتوى في مارس (آذار) 2010 اعتبر فيها أن الذين يقومون بأعمال إرهابية هم أعداء للإسلام ومصيرهم جهنم. وقد أثارت هذه الفتوى الكثير من ردود الفعل في الأوساط العربية والإسلامية، ورحبت بها دوائر صناع القرار في العواصم الغربية. والفتوى مكونة من 600 صفحة، وكانت تصريحاته عقب هجمات سبتمبر مدوية ضد الانتحاريين الـ19، في تأكيده أن تفجير مركز التجارة العالمي ليس جهادا بل هو إرهاب واضح للعيان، لأن الانتحاريين قتلوا آلاف الأبرياء وعرضوا حياة المسلمين حول العالم للخطر. وفي فتواه الأخيرة التي أصدرها من لندن، اعتمد على الأدلة الشرعية المستنبطة من السلف الصالح والمستمدة من أقوال الشيخ عبد العزيز بن باز وناصر الدين الألباني وشيخ الإسلام ابن تيمية والفوزان في التحريم القطعي للإرهاب، مؤكدا أن الانتحاريين «لا يمكنهم الادعاء بأن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الأمة، هذا غير صحيح لأنهم سيصبحون من أبطال جهنم وبئس المصير». وأضاف أن «أفعالهم في هذه الحالة لا يمكن بأي شكل أن تصنف في إطار الجهاد». وأضاف أن الإسلام «ليس فقط بريئا من التفجيرات الانتحارية والهجمات التي تستهدف المدنيين لكنه أيضا يخرج المتورطين فيها من ملة الدين الحنيف، أي أنه يعتبرهم كفارا».