طالباني: القوات الأميركية ستخرج من العراق نهاية العام

الرئيس العراقي: سنعمل على تقوية العلاقات مع كل من ساعدنا.. ونحفظ الجميل لأميركا وأوروبا

TT

شدد الرئيس العراقي جلال طلباني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، على أن العراق يتعافي ويعمل على تقوية علاقاته بدول العالم بما فيها الولايات المتحدة. وقال طالباني: «سنعمل على توسيع التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة مع انسحاب القوات الأميركية نهاية العام.. وستكون العلاقات ضمن إطار اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل».

وقدم طالباني الشكر بشكل خاص إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قائلا: «سيعمل العراق على تقوية علاقاته مع كل من ساعده، وهنا أخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأن لدينا آليات عمل مع الطرفين ونعمل على تقويتها». وأضاف: «سنحتفظ لهما بهذا الجميل» لمساعدتهما للعراق. وأكد أن بلاده ستعمل على توسيع التعاون مع الولايات المتحدة، خاصة مع سحب قواتها في نهاية العام، لكنه لم يشر إلى إمكانية تمديد بقاء القوات، حتى وإن كان ذلك ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي. وكان التركيز في خطابه على تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، وهذه نفس الرسالة التي حملها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ندوة عقدها في نيويورك قبل يومين قال فيها إن من الضروري أن تكون الروابط بين البلدين قوية. وأضاف أنه من المتوقع أن تكون أي قوات إضافية «قوات تدريب» على الأسلحة التي سيشتريها العراق من الولايات المتحدة.

أما في ما يخص الاتحاد الأوروبي، فقال طالباني إن «التعاون مع الاتحاد الأوروبي سيأخذ نطاقا أوسع»، مشيرا إلى اتفاق الطاقة بين البلدين كمصدر أساسي لتوسيع العلاقات. وذكر أيضا العلاقات مع الصين والهند وباكستان، بالإضافة إلى الحرص على العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة.

إلى ذلك، أبدى طالباني، في خطابه، ثقة بقدرة القوات العراقية بتزويد الأمن للبلاد، قائلا: «أثبتت قواتنا الأمنية خلال هذا العام، 2011، قدرة كبيرة على مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن وأنها قادرة، وبكفاءة عالية، على ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية من العراق، وهذا ما سيعزز قدرات العراق الوطنية في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في العراق الجديد». لكنه أردف: «بيد أن الحاجة ستدفع بحكومة العراق إلى الاحتفاظ بأعداد من الخبراء الأميركيين وغيرهم للاستفادة من خبراتهم في مجال التدريب وبناء القدرات وحسب حاجة العراق إلى ذلك». كان ذلك إعلانا رسميا من الرئيس العراقي بما كان متوقعا منذ فترة، وهو أن يطلب العراق مساعدة عسكرية مختصة من الأميركيين في المرحلة المقبلة.

وتحدث طالباني مطولا عن الأوضاع داخل العراق والمستجدات الأخيرة فيه، مشددا على أن «العراق يعمل على بناء دولة عصرية تعيش بأمان وسلام مع شعبها وجيرانها». وعدد طالباني الجهود العراقية المبذولة لبناء الدولة، قائلا إنه «يعول على الخطة الخمسية للأعوام 2010 - 2014، لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية» في البلاد.

وتحدث طالباني في خطابه عن التطورات في المنطقة خلال العام الماضي. وقال إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «تشهد تطورات مهمة وتغيرات وإصلاحات تاريخية وغير مسبوقة»، في إشارة إلى الثورات والاحتجاجات في المنطقة. وأضاف: «العراق باعتباره سباقا في هذا التغيير يؤيد نضال الشعوب العربية في ما تشهده المطلقة وما يطلق عليه الربيع العربي». وبينما أشاد بالحركات الشعبية في دول المنطقة، شدد طالباني على أهمية «تفادي كل ما يهدد سيادة ووحدة دور المنطقة»، مؤكدا على أهمية حقوق الشعوب في مختلف أطيافها وإثنياتها.

ولفت طالباني إلى إمكانية جعل العراق نموذجا لدول المنطقة، وقال: «نأمل أن يكون العراق وهو من الديمقراطيات الناشئة نموذجا حيا للديمقراطية والفيدرالية». وربط طالباني بين التطورات في العراق وسعيه إلى تقوية الديمقراطية فيها، مع التطورات التي تشهدها المنطقة.

ومثل غيره من قادة عرب يحضرون اجتماعات الجمعية العامة ويدعمون تقديم السلطة الفلسطينية طلبها للانضمام إلى الأمم المتحدة، دعا طالباني إلى تأسيس الدولة الفلسطينية والتوصل إلى حل سلمي للنزاع العربي - الإسرائيلي. وشدد على أن استقرار المنطقة أيضا يتطلب «أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وذلك يشمل إسرائيل أيضا». واعتبر الرئيس العراقي أن على إسرائيل توقيع المعاهدات الدولية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وأجرى طالباني خلال زيارته إلى نيويورك مشاورات مع قادة عرب وأجانب عدة، من بينهم رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر الأحمد الجابر آل صباح. وأصدر مكتب الرئيس العراقي بيانا قال إن القائدين اتفقا على أهمية العمل على تسوية القضايا المتعلقة بالحوار والابتعاد على التصريحات الاستفزازية، والتي زادت من التوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة على خلفية بناء ميناء المبارك الكويتي، الذي يقول العراقيون إنه يضيق المنفذ العراقي للخليج.