كير: مستعدون للمفاوضات الجدية مع حكومة السودان

في أول كلمة لجنوب السودان أمام الجمعية العامة

TT

ألقى رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس الخطاب الأول لأول رئيس لجنوب السودان أمام الجمعية العامة بعد إعلان استقلالها عن السودان في يوليو (تموز) الماضي وانضمامها إلى الأمم المتحدة بداية هذا العام. وارتكز خطاب كير على السعي إلى تنمية البلاد والعيش بسلام مع دول الجوار كلها، وأهمها السودان. وأكد كير في خطابه أمام قادة العالم أمس أن حكومة جنوب السودان مهتمة بعلاقات جيدة مع الخرطوم، قائلا: «نحن مستعدون للمفاوضات الجدية مع السودان لحل القضايا العالقة». ويأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترا خاصة في ما يتصل بتحديد مصير منطقة أبيي الغنية بالنفط والإيرادات الخارجة منها. وأضاف أن من بين القضايا التي تستعد جنوب السودان للتفاوض حولها «ضمان إيرادات جيدة للسودان من إيرادات النفط».

وتحدث كير أولا عن امتنانه للأمم المتحدة واعترافها بجنوب السودان، قائلا: «أتمنى منذ البداية أن أنتهز الفرصة وشرف أن أتقدم في التحدث إليكم وأعبر عن امتناننا لكم للترحيب الحار بدولتنا». ولكن بعد ذلك الاعتراف، أوضح كير الاحتياجات الضرورية لبناء تلك الدولة، مناشدا القادة بتقديم المساعدات والمنح لهم. وقال: «نحن بحاجة ماسة إلى كل الدعم.. فنحن نحتاج إلى الإعمار وليس إعادة الإعمار فحسب ونأمل في الحصول على المساعدة التنموية». وأشار إلى أنه «على الرغم من أن الطبيعة أنعمت علينا بالموارد والنفط فنحن نستورد كل احتياجاتنا حتى الآن». وأضاف أن لدى حكومته استراتيجية جادة في مواجهة المشاكل الاقتصادية والتنموية لبلاده. وقال: «استراتيجيتنا استخدام النفط ليطلق قدراتنا في نواح أخرى، فالنفط مصدر سيخلص في نهاية المطاف ولكن الأرض والموارد البشرية هي حقا نافورة الثراء».

وبعد الحديث عن الاحتياجات التنموية، اهتم كير بعلاقات بلاده مع دول جوارها وخاصة السودان على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين. وقال: «نولي الاحترام الكلي لكل الدول وخاصة السودان واحترام سيادتها ووحدتها». وردا على الاتهامات من حكومة الخرطوم بأن جنوب السودان يدعم مسلحين في مناطق مثل جنوب كردفان، صرح «أؤكد هنا أن جنوب السودان لن يتدخل في أية قضايا داخلية للسودان». ولكنه أردف قائلا: «بما أن بعض النزاعات على حدودنا وقد تؤثر على أمننا، لذا نطالب حكومة السودان بالتوصل إلى حل سلمي لتلك النزاعات». واعتبر أن اتفاق أديس أبابا هو الأفضل لحل الخلافات حول جنوب كردفان، مؤكدا أن بلاده مهتمة بالسلام في السودان وعلى الحدود مع جنوب السودان من أجل استقرار البلدين.