بيريس يحذر حكومته: كل عقوبة ضد السلطة الفلسطينية ستنقلب على إسرائيل

رئيس كتل الائتلاف الحاكم يدعو إلى انتهاز الفرصة الذهبية لضم المستوطنات إلى حدود الدولة العبرية

TT

في الوقت الذي تتصاعد فيه ضغوط اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي من أجل ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى تخوم إسرائيل، توجه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بتحذير إلى حكومته يقول فيه إن كل عقوبة ستمارَس ضد السلطة الفلسطينية سوف ترتد لنحور أصحابها وتمس بالمصالح الإسرائيلية.

كان بيريس يرد على أسئلة مجموعة من الصحافيين الأجانب بخصوص الاقتراحات بمعاقبة السلطة الفلسطينية على توجهها إلى الأمم المتحدة طالبة العضوية الكاملة، فقال: «ليس من الحكمة أن تمارس عقوبات ضد السلطة الفلسطينية؛ فإذا حجزنا الأموال عنهم نرتكب خطأ مرتين، فأولا: هذه أموال ليست لنا، ونحن نجبيها باسم الفلسطينيين لصالح الفلسطينيين مقابل أجرة مالية؛ لذلك يعتبر احتجازها غير أخلاقي. وثانيا: سيلحق ذلك ضررا بأداء السلطة وحياة الناس، وستتحمل إسرائيل كل نتيجة لهذا الضرر، سواء أكان ذلك في نشوب أزمة مالية أم في انتشار الإحباط في صفوفهم».

وتابع بيريس: من مصلحة إسرائيل أن يعيش الفلسطينيون بهدوء وراحة بال، وليس التسبب لهم باليأس والغضب. وانتقد الرئيس الإسرائيلي توجه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الأمم المتحدة، لكنه أضاف أنه يتفهم دوافعه «فلديه رأي عام ومعارضة داخلية ويحاول أن يناور بين مختلف الآراء والتوجهات».

كان رئيس كتلة الليكود وكتل أحزاب الائتلاف البرلمانية، زئيف ألكين، قد دعا حكومته، في مقابلة مع إذاعة المستوطنين في الضفة الغربية، إلى أن تستغل الظروف الدولية الناشئة وتعلن عن ضم المناطق التي تقوم عليها المستوطنات إلى تخوم إسرائيل. وقال: «لقد ثبت بطلان حملة التخويف والإرهاب التي بثتها أحزاب اليسار وحزب كديما المعارض والصحافة الإسرائيلية بدعوى أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تؤدي إلى عزلة دولية. فخطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، واللقاءات التي يجريها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وتجند العالم للضغوط على الفلسطينيين لكي يتراجعوا عن توجههم إلى الأمم المتحدة، كلها تؤكد أن إسرائيل باتت في مركز الاهتمام والتضامن الدولي».

وتابع ألكين: «لقد حذرونا قبل 6 شهور من أن سياسة نتنياهو تتسبب في أزمة مع الولايات المتحدة، وهاهو الرئيس أوباما يدير حملة ضغوط هائلة لإجهاض المشروع الفلسطيني ويقرر استخدام الفيتو. وفي ظل هذه الظروف، ينبغي أن نقدم على خطوة شبيهة بالخطوة الأحادية الفلسطينية، ونعلن عن ضم المستوطنات».

ودعا ألكين المستوطنين إلى متابعة الأحداث بـ7 عيون «فعلينا أن نغرق في الأوهام من خطاب أوباما ونستعد للتطورات المقبلة؛ فالفلسطينيون ينتهجون سياسة مدروسة بعناية وهدفهم تجريدنا من الشرعية، وعلينا ألا نغفل أي لعبة يمارسونها».

جدير بالذكر أن المستوطنين، وبشكل موازٍ لاستعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للتطورات التي قد تحصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وأبعادها على الأرض، يقومون بسلسلة نشاطات استفزازية علنية لتهديد الفلسطينيين. وقد تم تعزيز البؤر الاستيطانية بالبلطجية القادمين من مستوطنات أخرى، وتم توزيع الهراوات والخوذات الواقية. وقالوا إنهم قرروا المبادرة إلى المواجهات مع الفلسطينيين، بذريعة تجنب حصول المواجهات بالقرب من المستوطنات والبؤر الاستيطانية. وقد تم الكشف عن دورات لتعليم النساء في المستوطنات إطلاق الرصاص من بندقية «إم 16»، بعد أن كانوا قد كشفوا عن وجود معسكر تدريبات على القتال بالسلاح الناري والسلاح الأبيض، بدعوى «الدفاع عن النفس في وجه اعتداءات الفلسطينيين».

وخرج قادة المستوطنين، أمس، بحملة جماهيرية وقضائية لمطالبة الجيش الإسرائيلي بالسماح لهم بإطلاق الرصاص على كل فلسطيني يعبث بممتلكاتهم داخل المستوطنات. وقالوا إنهم حصلوا على تقرير داخلي في الجيش أعده مستشار قضائي كبير يبيح للمستوطنين إطلاق الرصاص، مهما كانت النتيجة، على من يدخل مستوطناتهم ويخرب في الممتلكات. وادعوا أن الجيش أخفى هذا التقرير وتوجه إلى المحكمة بدراسة تمنع إطلاق الرصاص إلا في حالات الدفاع عن النفس من خطر قتل.

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، بأن 11 ناشطا متطرفا من عناصر المستوطنين، بينهم أصحاب السوابق في تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين، أمثال باروخ مارزل ونوعام فيدرمان وبنتسي غوبشطاين، ومستوطنين من «قريات أربع» و«حفات معون» و«يتسهار» والقدس، قد اجتمعوا، مساء الأربعاء، في مركز مستوطنة منعزلة في الضفة الغربية لمناقشة الاستعدادات، كما شارك في الاجتماع عدد من المستوطنين الذين سبق أن شاركوا في حملات «جباية الثمن» ضد المواطنين الفلسطينيين. وعُقد اجتماع مماثل في مستوطنة «قريات أربع» أيضا. ونقل عن مارزل قوله في بداية الاجتماع: «إن أعداءنا مثل العمالقة»، وذلك في إشارة إلى ورد في المصادر الدينية اليهودية بأن «الرب أمر بني إسرائيل بذبحهم وذبح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم وبهائمهم».

أما فيدرمان، وهو من قادة المستوطنين في قلب مدينة الخليل، فقال إنه يجب إعداد قائمة بأسماء من يملكون السلاح المرخص وعلى استعداد للتطوع والانتشار في التلال المختلفة. وبحسبه لا يوجد متسع من الوقت لأن الحديث يدور عن أحداث قد تقع في الأيام القريبة جدا (اليوم السبت أو غدا الأحد). وتم الاتفاق أيضا على تجنب المواجهات مع الجيش. ونقل عن أحد المشاركين قوله: «إن الجنود شيء والعرب شيء آخر، فالجنود إلى جانبنا، والعدو هو العدو بكل ما تعنيه الكلمة».