السوريون هتفوا: الشعب يريد إسقاط خلاف المعارضة.. وطالبوا منظمات دولية بحماية أطفال سوريا

الحماصنة للطائفة العلوية: حقائب آل الأسد لا تتسع لكم.. مكانكم بيننا

TT

«الشعب يريد إسقاط خلاف المعارضة»، كان هذا هو المطلب الأبرز الذي ظهر على لافتات مظاهرات أمس (الجمعة)، التي خصصت لتكون جمعة «توحيد المعارضة»، حيث أكد الشارع السوري المتظاهر أمس أن توحيد المعارضة بات مطلبا ملحا، لأنه، وبحسب لافتة رفعت في بلدة طيبة الإمام في ريف حماه، فإن «المعارضة تتعارض والنظام يقتلنا». ولعل هذه العبارة تختزل المشهد السياسي السوري الذي بات على حافة منعطف خطير، في ظل فراغ سياسي كبير. ويؤكد ذلك ما ورد في لافتة أخرى رفعت في بلدة طيبة الإمام أن «الشعب سئم من وجود زعماء وزعامات.. الشعب يريد معارضة وطنية».

وفي المظاهرات التي خرجت أمس في مختلف أنحاء البلاد، انصب اهتمام المتظاهرين على إيصال رسائل للمعارضة السورية تتضمن مواقفهم من المجلس الوطني السوري الذي أعلن عنه في إسطنبول الأسبوع الماضي. فظهرت أكثر من منطقة مؤيدة لهذا المجلس، مثلا في حمص حيث رفع المتظاهرون في حي الوعر لافتة كتبوا عليها «مساهمة في توحيد المعارضة.. حمص تدعم المجلس الوطني السوري». وفي حي آخر في حمص، قال المتظاهرون «نطالب المجلس الوطني السوري والمعارضة السورية بتوحيد الصف مع برهان غليون».

وفي حي الميدان في العاصمة دمشق، وجه المتظاهرون رسالة إلى المعارض والباحث السوري برهان غليون تؤكد له أن «المجلس الوطني يمثل شريحة واسعة من الشعب السوري». وكتبوا أيضا «نعم للمجلس الوطني السوري». وطالب المتظاهرون في الميدان بمعارضة «معارضة شريفة لا تبيعنا للنظام بثمن بخس». أما في حي الحجر الأسود في دمشق فتم توجيه نداء للمعارضة أن «التحدي للقضاء على هذا النظام».

وفي مدينة الزبداني في ريف دمشق أكد «ثوار الحرية في الزبداني»، تأييد المجلس الوطني السوري، وهم يهتفون «علو الصوت علو الصوت يا بنعيش بكرامة يا إما بنموت»، و«فتح فتح يا بشار مطرح ما بتمشي الأحرار.. بدك تركع يا بشار»، في حين اشترط متظاهرون آخرون في مدينة حمص على المعارضة أن «أي مبادرة لا تنص على رحيل النظام مرفوضة».

وفي بلدة كفر نبل في محافظة إدلب، اشترطوا على أعضاء أي مجلس انتقالي عدم اعتلاء المناصب بعد الفترة الانتقالية ورفعوا لافتة أوضحوا فيها موقفهم بالقول «نعم المجلس الانتقالي لا يحق لأعضائه اعتلاء المناصب».

وفي حي باب السباع في مدينة حمص، الحي الذي أثبت أهله قدرة كبيرة على الصمود والثبات في وجه الحملات الأمنية والعسكرية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، خرجت أمس مظاهرة تضمن الكثير من الرسائل والتي تلخص مطالب ومواقف المتظاهرين في عموم البلاد، وعلى وقع هتاف التحدي «يا بشار اسمع اسمع.. حمص كلها باب سباع»، علقت لافتات على الحبال تتضمن رسائل متعددة، الأولى للمعارضة التي عقدت مؤتمرا في مزرعة في ريف دمشق، ونم بيانها عن احتمال الخوض في حوار مع النظام. وأعرب باب سباع عن رفضه لما سماه «مؤتمر حوار المزارع». وعلى غرار اللاءات الثلاث التي رفعها مؤتمر المعارضة «لا للتدخل الخارجي، لا للعنف، لا للتدخل الطائفي»، رفع المتظاهرون في حمص «لا لمؤتمر حوار المزارع، ولا للمعارضة الخضوعة، ولا للدمى المتحركة».

كما وجهوا رسالة إلى أبناء الطائفة العلوية تقول «إلى الطائفة العلوية: حقائب آل الأسد لا تتسع لطائفتكم الكريمة.. مكانكم بيننا». وأخرى للنظام تقول «بشرى غير سارة للنظام حي الزهراء في حمص تظاهر لإسقاط النظام»، مع الإشارة إلى أن حي الزهراء يتركز فيها أبناء الطائفة العلوية من الموالين للنظام. كما وجهوا رسالة ثالثة للجامعة العربية تقول «لو لم تخذلنا قريش والأعراب.. لما استباحت دماءنا الكلاب». ثم أوضحوا رأيهم من مسألة المطالبة بحظر جوي باعتبار «الحظر الجوي هو الذي يفتح باب الانشقاق الكبير لأحرار الجيش العربي السوري». ودعوا إلى دعم المجلس الوطني السوري. ولم يغفل الحماصنة من أهالي الخالدية عما يجري من سجال حول المسيحيين السوريين فهتفوا مؤكدين على وحدة المصير «يا مسيحي اسمع اسمع.. دمي ودمك ما بينباع».

بالإضافة لتوحيد المعارضة، اهتمت المظاهرات أمس بموضوع إرسال الأبناء إلى المدارس، وكانت الهتافات في غالبية المناطق الاحتجاجية الساخنة، حيث الوجود العسكري والأمني الكثيف «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الخسيس». ففي حمص رفعوا لافتات تقول بتعجب «أبناؤنا في خطر.. مدارسنا محتلة ويا أمي كيف أذهب إلى مدرسة فيها شبيحة!».

وفي حي القابون في دمشق كتب المتظاهرون «لن نقبل بأن تكون الإدارات في المدارس أجهزة قمعية»، في إشارة إلى قيام إدارات المدارس بمعاقبة الطلاب أو تسليمهم للقوى الأمنية. وحملوا لافتة زينت برسوم ثورية وكتب عليها «بشار الأسد ديكتاتور مجرم دموي»، وطالبوا «اليونيسكو واليونيسف بحماية الطلاب» وهم يهتفون «حرية.. حرية.. بدنا حماية دولية» و«ياللعار ياللعار.. عالشب القاعد بالدار». وهذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها لافتات تطالب منظمات أممية بعينها لحماية الأطفال والتلاميذ. بينما أكد المتظاهرون في حي الحجر الأسود في دمشق على أن سوريا تنزف وكتبوا «أغيثونا سوريا تنزف». وفي بلدة عامودا ذات الأغلبية الكردية في محافظة الحسكة، غنى المتظاهرون أغنية سميح شقير وهم يرفعون لافتة كتب عليها «الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء»، وأعلاما وطنية كتب عليها «سوريا لا للأسد»، لافتات تنطق بلسان حال الأطفال «سجلي اسمي عاليا مع حمزة وهاجر» وحمزة الخطيب طفل من قرية الجيزة في درعا قتل تحت التعذيب وتحول إلى واحدة من أيقونات الثورة في سوريا. وهتف المتظاهرون في عامودا «أهلا بيكم.. رجال الثورة بتحييكم» لتكون اللافتة الأطرف تلك التي رفعت في بلدة كفر نبل في إدلب، وعليها رسم كاريكاتوري للرئيس الأسد بعنق طويل وأمامه ديناصور وكتب عليها من «أسباب الانقراض طول الرقبة وقلة الفهم».

ولعل هذا ما جعل أهل قرية مارع في ريف حلب يكتبون «فرعون الفراعنة صار عبرة وأنت يا بشار لست على الله بعزيز» ويقصدون بفرعون الفراعنة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. أما في قرية حلفايا في ريف حماه فكانوا أكثر ثقة بنصحهم للأسد «صدقني ما في فايدة بدك ترحل» في حين يهتفون «يا عاصي حماه زيد زيد.. بدنا فرحة وبدنا عيد».