مناظرة فلوريدا تجمع 9 جمهوريين يتنافسون على انتقاد سياسات أوباما

النقاش يحتدم حول الاقتصاد.. وريك بيري يتصدر السباق قبل تصويت رمزي اليوم

المتنافسون التسعة على ترشيح الحزب الجمهوري خلال المناظرة التي نظمت في أورلاندو بولاية فلوريدا الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

وجه تسعة متنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، انتقادات حادة لأسلوب الرئيس باراك أوباما في التعامل مع الوضع الاقتصادي ومعدلات البطالة المرتفعة وبرامج الرعاية الصحية واتجاهه لرفع الضرائب على الأثرياء.

وشهدت مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا مساء أول من أمس، جولة جديدة من المناظرات بين المرشحين الجمهوريين الذين اتفقوا على ضرورة أن يكون أوباما رئيسا لولاية واحدة، واختلفوا في البرامج التي يقدمها كل منهم. وشهدت المناظرة جولة جديدة من التنافس بين حاكم ولاية تكساس ريك بيري، والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ميت رومني. وكانت المناظرة أشبه بحلبة ملاكمة يسجل فيها كل خصم ضربة للآخر، في محاولة لانتزاع تصفيق الجمهور. واستغرق كل من بيري ورومني وقتا طويلا في البحث عن نقاط ضعف في تصريحات منافسه أو تضارب فيما يقوله أمام الجمهور وما كتبه سابقا.

وقد استمرت المناظرة ساعتين وجهت فيها الأسئلة للمرشحين حول الوضع الاقتصادي والضمان الاجتماعي والسياسة الخارجية والتعليم والبيئة وقوانين الهجرة. وشارك في المناظرة (إضافة إلى رومني وبيري) ريك سانتورم السيناتور السابق عن ولاية بنسلفانيا ورون بول من ولاية تكساس والحاكم السابق لولاية نيومكسيكو غاري جونسون، ورجل الأعمال هيرمان كين، وممثلة اليمين المسيحي ميشيل باكمان وحاكم ولاية يوتا السابق جون هانتسمان والرئيس الأسبق لمجلس النواب نيوت غينغريتش.

وحاول حاكم ولاية تكساس بيري التركيز على أن ولايته حققت تقدما ملموسا في القضاء على البطالة وجذب الأعمال التجارية من الولايات الأخرى، فانتقده رومني قائلا «إنه يريد أن يأخذ من بعض الناس ويمنح آخرين، وهذا ليس السبيل لتحقيق الفائدة للولايات المتحدة». ووجه رومني انتقادات شديدة لبيري حول نظام الضمان الاجتماعي ومعاش التقاعد وقوانين الهجرة. وهاجم بيري خصمه قائلا «أعتقد أن الأميركيين لا يعرفون ميت رومني الذي يتعاملون معه وإلى جانب أي طرف يقف، فقد كان من قبل يؤيد الضمان الاجتماعي واليوم يعارضه».

وحاول رومني الترويج لنفسه وتجريته في العمل في القطاع الخاص. وقال في رده على سؤال حول تعريف الثري وحجم الدخل الذي يحصل عليه قائلا: «أنا أريد أن يكون كل شخص في الشعب الأميركي ثريا». فيما روج بيري لقراراته بمنح فرص دراسية لأبناء المهاجرين غير الشرعيين، وعارض اتهامات ريك سانتورم بعدم تشديد الرقابة على الحدود بين تكساس والمكسيك. بدوره، هاجم جون هانتسمان، الذي شعل منصب السفير الأميركي لدى الصين في إدارة أوباما، الإدارة الحالية وطالب الحزب الجمهوري بالقيام بكل الجهد لإلحاق الهزيمة بأوباما في الانتخابات الرئاسية القادمة. وعندما سئل عن تأييده لفرض ضرائب على الأغنياء (الذي يطالب به أوباما) قال: «هذا ليس وقت فرض ضرائب. نحن نحتاج لدفع معدلات النمو وخلق وظائف واستعادة ثقة المستثمرين».

وهاجمت باكمان سياسات الحكومة الضرائبية وقالت «أوباما يعتقد أننا إذا كسبنا أموالا فإننا فيجب أن نعطيها له، وأعتقد أن من حق كل شخص أن يحتفظ بأمواله». كما انتقد غينغريتش إعانة البطالة التي يحصل عليها العاطلون عن العمل، وقال: «أعتقد أن إعانة البطالة يجب توجيهها في برامج للتدريب، أليس هناك معنى لأن يحصل العاطل على إعانة بطالة لمدة 99 أسبوعا دون أن يفعل شيئا والأفضل أن يحصل على تدريب يؤهله للعمل». واختار هيرمان كين إلغاء وزارة البيئة من الحكومة الفيدرالية، بينما ركز بقية المرشحين على ضرورة رفع سيطرة الحكومة الفيدرالية عن نظام التعليم.

وتأتي هذه المناظرة قبل خمسة أشهر من موعد أول المنافسات لاختيار مرشح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة ضد الرئيس أوباما. وجاءت التقييمات الأولية بعد المناظرة لصالح ريك بيري يليه ميت رومني بفارق بسيط. وكما هو الحال في المناظرات السابقة لم يكن هناك فائز واضح.

وتعد فلوريدا من الولايات المتأرجحة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ولا يتمتع أي من الحزبين بأغلبية مطلقة فيها، لكنها تعد من الولايات الحاسمة في انتخاب الرئيس. ويبلغ عدد سكان الولاية 18.8 مليون نسمة، نسبة كبيرة منهم من كبار السن الذين يميلون للتصويت إلى التيار المحافظ، وتبلغ نسبة البطالة بالولاية 10.7 في المائة، كما تعد من الولايات التي تضررت بشدة من أزمة الرهن العقاري. وقد نال الرئيس أوباما على تصويت ولاية فلوريدا لصالحه في الانتخابات التي جرت عام 2008 بنسبة 51 في المائة مقابل 49 في المائة لصالح منافسه الجمهوري جون ماكين.

وستقوم الولاية بتصويت رمزي اليوم (السبت) لتحديد أي من المرشحين التسعة حصد أغلبية الأصوات، وهو ما يسمي «تصويت القشة». وقال استطلاع للرأي نظمه معهد غالوب إن 62 في المائة من الأميركيين يميلون لانتخاب رومني، وفي استطلاع شمل الجمهوريين والديمقراطيين حصل الرئيس أوباما على 54 في المائة من تأييد الأميركيين لإعادة ترشيحه لولاية ثانية، بينما حصل المرشح الجمهوري ريك بيري على 53 في المائة.