فتح عينيه لأول مرة على ملحمة البطولة والوحدة التي تحققت على يد والده

الملك عبد الله.. داعية السلام والحوار والرقم الصعب في المعادلة الدولية * سادس ملوك الدولة السعودية.. «كاريزما» خاصة أجبرت الجميع على محبته وأكسبته احترام العالم

يلتقط نبات الكمأة (الفقع) في الصحراء التي يعشقها كثيرا
TT

وضع الملك عبد الله بن عبد العزيز بلاده قطبا مؤثرا في جميع المحافل الدولية، وأسهمت رؤية الملك الذي وصف بـ«رائد التنمية الحديثة ورجل القرارات الفاعلة» في جعل السعودية رمزا للدولة العصرية التي تتمسك بثوابتها وموروثها الديني والثقافي ولا تتنازل عن خصوصيتها، في حين أنها تتعامل برؤية عصرية تجعلها محط احترام كل الدول والشعوب.

ويمثل الجانب الإداري أحد الملامح البارزة في شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز القيادية، حيث نجح الملك في إقرار منظومة من القرارات اتسمت بالشمولية لامتدادها وقدرتها على بعث روح التنمية والبناء في شتى ميادين الدولة.

ويملك الملك عبد الله بن عبد العزيز «كاريزما» خاصة جعلته محبوبا ومؤثرا، حيث تميز بطروحاته الواضحة وصراحته وشجاعته في مواجهة الأحداث، كما رسم سياسته في توازن ما بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، وعرف بحرصه على إحقاق الحق الذي هو هاجسه، وإرساء العدل مطلبه، والتطور والحداثة هاجسان له، ففي قصر الحكم في الرياض، وبالتحديد عام 1343هـ الموافق عام 1924م فتح «الأمير عبد الله بن عبد العزيز» - آنذاك - عينيه لأول مرة على ملحمة البطولة والوحدة وقد رآها تتحقق على يد والده القائد المؤسس، مما أثر على الأمير ودفعه إلى التعلق بمآثر العرب وبطولاتهم، ليصبح في ما بعد سادس ملوك الدولة السعودية الحديثة وأحد قادة العرب البارزين والمؤثرين والرقم الصعب في العديد من المواقف والأحداث، وحول بلاده إلى رقم صعب في المعادلة الدولية الراهنة بحقائقها التي لا تنفصم فيها عرى الاقتصاد عن السياسة.

وجاءت إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال منظومة متكاملة من المشاريع والقرارات غطت جوانب مختلفة أقرها لتستهدف أعلى درجات النمو البشري والحضاري والاقتصادي للإنسان السعودي، بل طالت هذه الجوانب الإنسان في كل مكان دون اعتبار لجنسيته أو ديانته.

ومن الصعوبة تحديد المشروع الذي يعد «درة التاج» في هذه المنظومة، لكن يمكن الجزم بأن تنمية الإنسان وتأهيله لمواجهة تحديات الفقر والبطالة والانغلاق والجهل وضيق الأفق كانت هدفا لملك الإنسانية وهاجسا له منذ أن دخل معترك السياسة إلى أن وصل إلى سدة الحكم كسادس ملوك الدولة السعودية الحديثة، وتوج ذلك بإقراره منظومة من المشاريع والقرارات والإسهامات المختلفة لعل أهمها ما حملته خطة التنمية التاسعة من رؤى وما اشتملت عليه من مضامين كان الإنسان السعودي فيها هو محور التنمية، وقد خصص لهذه الخطة التي تغطي الأعوام ما بين 2010 وحتى 2014 مبالغ تصل إلى 1.4 تريليون ريال وتهدف إلى تسريع عملية التنمية وترسيخ استدامتها، وتحقيق تنمية متوازنة بين مناطق المملكة، والاستمرار في تحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بنوعية حياتهم، والعناية بالفئات المحتاجة من أفراد المجتمع، وتقليص معدلات البطالة والوصول بها إلى أدنى مستوى ممكن.

وجاءت الخطة لتواصل مسيرة الخطط السابقة، وذلك من خلال توجهات الدولة وثوابتها والمتمثلة في الإسهام ببناء حضارة إنسانية في إطار القيم الإسلامية السمحة بمثلها الأخلاقية الرفيعة، وترسيخ أسس الدولة وهويتها وإرثها العربي والإسلامي، والمحافظة على الأمن الوطني الشامل، وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم مقوماتها، وضمان حقوق الإنسان، والمحافظة على الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز رسالة الأسرة في المجتمع، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.

وتستند هذه الخطة في صياغة توجهاتها على الرؤية المستقبلية بعيدة المدى للمملكة حسب ما عبر عنها في الاستراتيجية بعيدة المدى للاقتصاد الوطني حتى عام 2024 من جهة، وعلى ما حققته خطة التنمية الثامنة من تقدم في هذا المجال من جهة أخرى.

وتشير وزارة الاقتصاد السعودية إلى أن الخطة تستند في توجهاتها إلى أهدافها العامة التي اشتملت على تسريع عملية التنمية وترسيخ استدامتها، وتحقيق تنمية متوازنة بين مناطق المملكة، والاستمرار في تحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بنوعية حياتهم، والعناية بالفئات المحتاجة من أفراد المجتمع، وتقليص معدلات البطالة والوصول بها إلى أدنى مستوى ممكن.

وشملت هذه الأهداف كذلك تنمية القوى البشرية الوطنية ورفع كفاءتها، وتعزيز إسهامات القطاع الخاص في عملية التنمية، ودعم التوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، ورفع معدلات نمو الاقتصاد السعودي وكفاءة أدائه، وتحسين قدراته التنافسية في ظل مستجدات الواقع العالمي الذي تسوده اتجاهات العولمة وتشتد فيه المنافسة القائمة على المنجزات في حقول العلوم والتقنية، وتتبنى الخطة 13 هدفا عاما.

وقد أطلق الملك عبد الله مشاريع لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيف الأفق من خلال مبادرات لافتة تتمثل في الحوار الوطني، والحوار بين الأديان، وحوار الثقافات، وقد برزت أهمية المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان، والتي نظم من أجلها عددا من المؤتمرات العالمية كان أهمها «المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار».

وسجل الملك عبد الله إقراره لمشاريع تحديث وتطوير عنصرين مهمين لعلاقتهما بالإنسان، وهما: القضاء، والتعليم، بهدف تحقيق العدالة وتنمية وتأهيل الإنسان.

ففي ما يتعلق بقطاع التعليم، يمكن تحديد المشروع التعليمي لخادم الحرمين الشريفين، الذي يتشعب لـ3 شعب، أولاها: تطوير وتوسيع التعليم العام والعالي في السعودية. والثانية: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. والثالثة: بناء وتشييد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بالقرب من جدة، كأول وأهم جامعة تقوم على أساس البحث العلمي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنشاء أكبر جامعة في العالم مخصصة للبنات وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في مدينة الرياض.

وقد قفز عدد الجامعات في السعودية، منذ تسلم الملك عبد الله مقاليد الحكم، إلى 33 جامعة، منها 26 جامعة حكومية و7 جامعات أهلية، بالإضافة إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية؛ مع نحو 20 كلية أهلية، بعد أن كانت 11 جامعة.

وتجسدت إنسانية الملك عبد الله في توجيهه بإجراء نحو 30 عملية لفصل التوائم من 14 دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية على حسابه الخاص، ومعها تربعت بلاده على عرش فصل التوائم عالميا، حيث قام فريق جراحي يتكون من نحو 300 متخصص برئاسة وزير الصحة السعودي، الدكتور عبد الله الربيعة، بإجراء هذه العمليات لفصل أطفال توائم من العراق وعُمان ومصر والسودان والسعودية وبولندا والكاميرون، وتابع العالم إجراء هذه العمليات التي تكللت بالنجاح.

ويعد الملك عبد الله بن عبد العزيز سليل أسرة عربية أصيلة جذورها ضاربة في الأعماق، فهو ابن الجزيرة، وابن الصحراء، وابن عبد العزيز الملك والإنسان الموحد، أما خؤولته فمن رؤساء عشائر شمر، فجده لوالدته هو العاصي بن شريم، فارس نجيب من فرسان العرب وأحد شيوخ قبائل شمر، وكذا كان خاله مطني بن العاصي بن شريم.

أما والدته فهي «الفهدة» بنت العاصي بن شريم، تزوجها الملك عبد العزيز وسكنت في قصر الحكم بالرياض، وقد ولدت له الأمير (الملك) عبد الله والأميرة صيتة والأميرة نوف، وقد توفيت في هذا القصر.

عاش الأمير عبد الله بن عبد العزيز في كنف والده مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز فتشرب صفات العروبة من إباء وكرم ونجدة، فهو عنصر عربي أصيل بكل ما تحمله الأصالة من معنى، حيث علقت أحداث تلك المرحلة التاريخية بذهنه، وهي مرحلة مشحونة بالصراعات القبلية والفكرية في شبه الجزيرة العربية، إلى جانب التطورات السياسية في الوطن العربي، وفي العالم أجمع إبان الحربين العالميتين.

نشأ الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ طفولته في محيط القيادة الواعية، والعقيدة الإسلامية السمحة، في عمق وصفاء، وشمائل عربية متعددة من الرجولة والصدق، وقوة الإرادة، ونقاء السريرة والشجاعة، فمعلمه الأول هو الملك عبد العزيز الذي أثر فيه تأثيرا واضحا، وأفاد الملك عبد الله من مدرسة والده وتجاربه في مجالات الحكم والسياسة والإدارة، وتلقى تعليمه ملازما لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، لذلك فإنه كان وما زال حريصا على التقاء العلماء والمفكرين وأهل الحل والعقد سواء داخل بلاده أو خارجها. كما أن الدعامة الثانية في تكوين شخصيته هي ثقافته التي استمدها من قراءاته المختلفة في جوانب العقيدة والفكر والثقافة والسياسية والتاريخ، حيث إن للملك عبد الله اهتمامات خاصة وكبيرة بالأدب والأدباء، وله علاقات وثيقة بكثير من الأدباء، حيث يرى أن في الكتاب طريقا لفهم ثقافة العصر ونظرياته وأفكاره وعلومه التي لا تنتهي، وهذا ما جعله يهتم بالكتاب وأهل الثقافة، وكان من نتاج ذلك أن أسس مكتبه الملك عبد العزيز العامة في الرياض. كما أسس شقيقتها الأخرى في الدار البيضاء في المغرب، وتأكيدا على اهتمام الملك عبد الله بن عبد العزيز بالثقافة فقد أنشأ قبل ربع قرن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، فهو صاحب فكرة المهرجان الذي أصبح يقام سنويا وتشارك فيه كل الفعاليات الثقافية والتراثية من مختلف أنحاء السعودية ويدعى إليه كثير من المفكرين والعلماء والمثقفين في جميع أنحاء العالم.

تعددت هوايات الملك عبد الله التي لازمته منذ الصغر وحتى اليوم ما بين القراءة والسباحة وممارسة رياضة المشي والفروسية، كما برز الملك في استخدام الأسلحة المختلفة، ويعد من الرماة المشهورين، كما يجيد الملك لعبة «البوليز».

ويميل الملك عبد الله بطبعه إلى البساطة في العيش، فهو يرى نفسه دائما بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكِبر أو التعالي إلى قلبه طريقا، طاهر النفس، ومتسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر، وينصت لمحدثه بكل هدوء فيوحي له بالاطمئنان، إن تحدث أوجز، وإن قال فعل، فهو مع إحقاق الحق ومناجزة الباطل، رافقت طفولته وصباه الصفات العربية، يهوى الصحراء وقد أمضى جزءا من شبابه خارج المدن في الصحراء ولا يزال يخرج إليها كلما وجد متسعا من الوقت، وتعد روضة خريم مقرا موسميا له، وخصوصا أيام الربيع والشتاء.

ويعد الملك عبد الله من الشخصيات النادرة في الوطن العربي التي تتعامل مع الأحداث بكل الصراحة والوضوح والحكمة والاعتدال، والشجاعة في مواجهة المواقف، كلماته تخرج حاسمة من نفس مؤمنة بما تقول وتعتقد.

يحترم الملك عبد الله من يتعامل مع بلاده بالندية، فكرامة وطنه ينبغي أن لا تمس، فالعالم وجد ليتعاون، والمهم أن يكون التعاون متكافئا، كما يؤمن الملك عبد الله بالوحدة والتضامن ويشعر بالألم حيال الذين يظهرون خلاف ما يبطنون في الساحة العربية، في وقت تحقق فيه المطامع الدولية أهدافها في العالم العربي.

وتمكن الملك عبد الله من أن يضع بلاده خلال سنوات قليلة من عمر الدول والشعوب في مصاف الدول ذات الحضور السياسي والاقتصادي اللافت على مستوى العالم، كما أصبح رقما صعبا في كثير من المواقف والأحداث، وتميز بطروحاته الواضحة وجرأته في الكثير من المواقف والرؤى.

واختصر الملك عبد الله بن عبد العزيز نهج هذه البلاد منذ مرحلة التأسيس وحتى اليوم عندما وضع منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم في البلاد، خريطة الأداء السياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي والفكري في بلاده التي واجهت صعوبات وتحديات كبيرة بسبب ظروف وأحداث طالت الجميع. ورسم الملك عبد الله ملامح سياسته الخارجية في توازن ما بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، حيث استهل الملك عبد الله عهده في خطاب البيعة التاريخي بالتأكيد على أن شغله الشاغل هو إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، كما توجه إلى المواطنين في الخطاب طالبا منهم أن يشدوا من أزره وأن يعينوه على حمل الأمانة وأن لا يبخلوا عليه بالنصح والدعاء.

وترجم الملك عبد الله، سادس ملوك الدولة السعودية الثالثة، التوجهات والأسس التي قام عليها الكيان العظيم من خلال خطاب البيعة الذي أكد فيه على اهتمامه بجميع القضايا المعاصرة محليا وعربيا وإسلاميا وعالميا، وضمّن فيه هواجسه تجاه رسم طريق مستقبل البلاد والأمة.

وقال الملك: «إن التاريخ علمنا أن الفترات التي شهدت وحدة الأمة هي عصورها الذهبية المزدهرة، وأن فترات الفرقة والشتات كانت عهود الضعف والهوان والخضوع لسيطرة الأعداء، ومن هذا المنطلق فإن كل جهد سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو فكريا يقرب بين أبناء الأمة هو جهد مبارك مشكور، وكل جهد يزرع بذور الفتنة والشقاق هو نكسة تعود بنا إلى الوراء».

وأطلق الملك عبد الله بعد أيام من توليه مقاليد السلطة في البلاد مبادرات لصالح الوطن والمواطنين والأمة، تمثلت في إنشاء المدينة الاقتصادية برابغ التي حملت اسمه وتعد الأكبر في العالم في قيمتها الاستثمارية والفرص التي ستتيحها للاقتصاد الوطني. كما أطلق مدنا اقتصادية أخرى في مناطق مختلفة من البلاد باستثمارات وصلت إلى أرقام فلكية، بالإضافة إلى تبنيه قرارات تتعلق بتحسين ظروف المواطنين والمقيمين من خلال زيادة رواتب الموظفين وزيادة مخصصات المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومخصصات المتقاعدين وخفض أسعار الوقود.

كما استهل الملك عبد الله عامه الأول في الحكم بزيارات تفقديه لعدد من مناطق المملكة ليتلمس فيها احتياجات المواطنين والاستماع إلى همومهم وآمالهم، ودشن خلال هذه الزيارات مشاريع اقتصادية وصحية وإسكانية وتعليمية ستعود بالأثر الإيجابي والكبير على واقع ومستقبل البلاد.

وإذ استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يحقق توازنا بين الداخل والخارج، فيمكن القول إن الملك عبد الله أصبح القائد المدافع عن قضايا الأمة. كما نجح بحكمته في أن يخرج علاقات بلاده والأمة العربية مع الدول الكبرى من الاختبارات الصعبة التي وضعتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، كما نجح في القضاء على الفئة الضالة داخل بلاده وأطلق في عاصمته مبادرة عالمية لمكافحة الإرهاب، كما لاحق فلول تنظيم القاعدة داخل الجزيرة العربية بهدف القضاء على هذا التنظيم مع دول العالم الأخرى التي اكتوت بنار هذا التنظيم هي الأخرى.

وحمل الملك عبد الله شعار «دبلوماسية التنمية» واستطاع بحنكته وحكمته أن يجعل من هذا الشعار واقعا ملموسا لخدمة اقتصاد البلاد وتحقيق التنمية في الداخل، إذ استكمل في عامه الأول من توليه مقاليد الحكم في البلاد ما بدأه منذ سنوات عندما كان وليا للعهد من خلال استثمار علاقات بلاده بالدول الأخرى في مجال تبادل المصالح الاقتصادية وعقد شراكات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع الشرق والغرب.

ولعل جولاته التي شملت الصين والهند وهونغ كونغ وماليزيا وباكستان قد أثمرت توقيع اتفاقيات اقتصادية وصلت مبالغها إلى عدة مليارات من الدولارات، كما فتحت هذه الجولات أمام قادتها وفعاليتها السياسية ملفات دولية حساسة، خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط وما يجري في أرض العراق وفلسطين. كما تحركت الدبلوماسية السعودية لاحتواء الأزمة التي تفجرت في لبنان.

وتميز الملك عبد الله بصراحته ورغبته في تعزيز العلاقات العربية - العربية، وإصلاح البيت العربي، كما عمل على محاربة الإرهاب، الذي كانت بلاده إحدى ضحاياه، وكان يدعو دائما إلى الوسطية في الدين والابتعاد عن جميع أنواع التطرف والغلو.

وحمل الملك عبد الله توجهات رائدة في ما يتعلق بالقضايا الداخلية، حيث أعلن قبل سنوات عن توجه جاد لعلاج مشكلة الفقر في بلاده، بعد زيارته المشهورة لعدد من الأحياء الفقيرة في العاصمة السعودية، الرياض، وتم على أثرها تبني سياسة لمحاربة الفقر في البلاد. كما سعى إلى إطلاق الحوار الوطني الذي جمع أطياف المجتمع السعودي السياسية والمذهبية في اللقاءات المتعددة، التي أقيمت لتحقيق أهداف هذا الحوار، من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. كما أطلق المبادرة العربية التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، والانسحاب من القدس الشرقية، مقابل السلام مع إسرائيل. كما كان الملك عبد الله جريئا في دعمه للانتفاضة الفلسطينية واستخدامه لغة مختلفة في التعبير عن دعمه لها، إبان انطلاقتها في عام 2000.

وحرصت السياسة السعودية على دعم التضامن الإسلامي والعربي، وتعميق الروابط الأخوية القائمة بين الدول العربية في إطار الجامعة العربية ومؤتمرات القمة العربية، وتقوية روابط التضامن الإسلامي بين دول العالم الإسلامي وشعوبها في إطار المؤتمرات الإسلامية. ومن أجل هذا زار الملك عبد الله بن عبد العزيز البلاد العربية والإسلامية، وحضر بعض المؤتمرات، ومثل بلاده في مؤتمرات القمم العربية والخليجية، ولأن بلاده لها وزن كبير في المجتمع الدولي ومكانتها في هيئة الأمم المتحدة، ودول عدم الانحياز، ولها دور فعال في مجالات المال بين الشمال والجنوب.

وحقق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية.

وكان للملك عبد الله بن عبد العزيز، دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. كما تمكن بحنكته ومهارته في القيادة، من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا، وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت المملكة عنصر دفع قوى للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته. وحافظت المملكة على الثوابت، واستمرت على نهج الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، فصاغت نهضتها الحضارية، ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية. وكان من أول اهتمامات الملك عبد الله بن عبد العزيز، تلمس احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم عن كثب، فكانت زياراته المتواصلة لعدد من مناطق ومدن ومحافظات ومراكز المملكة، حيث استقبل من قبل أبنائه المواطنين استقبالا يفوق الوصف والتعبير، يبرز مدى ما يكنه أبناء هذا الوطن له من حب ومودة.

وفي كل مرة يزور فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إحدى المدن، يحرص على أن يشارك أبناءه المواطنين مناسباتهم العلمية والشعبية والرياضية، ويقضي بينهم، رغم مشاغله وارتباطاته، أوقاتا طويلة يستمع إلى مطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب، وحكمة وروية بالغتين.

ويأتي استقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلماء والمشايخ وجموع المواطنين كل أسبوع، في مجلسه وكلماته لهم في كل مناسبة، ليضيف رافدا آخر في ينبوع التلاحم والعطاء في هذا البلد المعطاء.

أما استتباب الأمن في البلاد، فهو من الأمور التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جل اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل، وكان تركيزه الدائم على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الأمني للمملكة العربية السعودية.

وفي إطار الأعمال الخيرية للمملكة العربية السعودية يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن تكون المملكة سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بها.

وفي إطار تصدي المملكة العربية السعودية لظاهرة الإرهاب، ومواجهة خطاب التطرف بخطاب الاعتدال والتسامح، رعى الملك عبد الله بن عبد العزيز وقائع افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي نظمته المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الخارجية في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض خلال الفترة من 5 إلى 8 فبراير (شباط) 2005، وقد دعا في المؤتمر إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب، يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال، والهدف من ذلك تبادل وتمرير المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها، إن شاء الله، قبل وقوعها.

وعلى صعيد السياسة الخارجية حرص على اتخاذ المواقف الإيجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي ورخاء العالم أجمع، ورفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم، كما حرص على دعم التعاون بين الأشقاء العرب والدول الصديقة في العالم. وجاءت زياراته العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة، لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة، وحرصها على السلام والأمن الدوليين. وأجرى محادثات مطولة مع القادة والمسؤولين في هذه الدول، استهدفت وحدة الأمة العربية وحل الخلافات، بالإضافة إلى دعم علاقات المملكة مع الدول الشقيقة. وكانت، بفضل الله، زيارات ناجحة انعكست نتائجها بشكل إيجابي على مسيرة التضامن العربي، والأمن والسلام الدوليين. كما تصدرت قضايا الاقتصاد والتعاون التنموي، مواضيع زياراته، وفتحت آفاقا جديدة ورحبة من التعاون بين المملكة وتلك الدول.

ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث استمر على نهج والده الملك عبد العزيز في دعم القضية سياسيا وماديا ومعنويا، بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وتبني قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل.

وفي هذا الإطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من 8 مبادئ، عرف باسم «مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز»، وقدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، وقد لاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا، وتبنتها تلك القمة. كما اقترح في المؤتمر العربي، الذي عقد في القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2000، إنشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس، برأسمال قدره مليارا دولار ويخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين، الذين سقطوا في الانتفاضة. وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى، يخصص له 800 مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس، والحيلولة دون طمسها، وأعلن عن إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين.

وتبنى الملك مبادرات لإصلاح الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان وتشاد انطلاقا من عروبته وإسلاميته، كما نجح في رأب صدع العلاقات بين الدول أو داخل العناصر المتنازعة في الدولة الواحدة.

وسجلت الأعوام الـ6 الماضية التي تولى فيها الملك عبد الله مقاليد السلطة لبلاده امتيازات لافته وحضورا فاعلا له على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مما جعله أحد أبرز دعاة السلام والحوار والتضامن وتنقية الأجواء، ومنحه ذلك جوائز متعددة من المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية. ونجح الملك عبد الله في تحقيق إصلاحات شاملة على كافة المستويات، حيث واصل حمل لواء الإصلاح وسعى إلى تكريسه كمنهج في مسيرة التنمية الشاملة في بلاده وفي مسيرة العمل العربي المشترك، بالإضافة إلى تبنيه برامج الحوار بين الحضارات والديانات مما عزز من مكانة ودور بلاده في الشأن الإقليمي والدولي سياسيا واقتصاديا وفكريا وإنسانيا.

فعلى المستوى المحلي أكد الملك عبد الله أن بلاده ماضية في تحقيق الإصلاح والسعي لتكريسه كمنهج في مسيرة التنمية.

وعلى المستوى العربي نجح الملك عبد الله في إعادة اللحمة إلى العلاقات العربية عندما شدد أمام القادة العرب في مؤتمر القمة الذي عقد في الكويت في 19 يناير (كانون الثاني) من عام 2009، وأعلن فيه عن تبرع بلاده بمليار دولار لإعادة إعمار غزة على ضرورة تجاوز مرحلة الخلاف وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ ومواجهة المستقبل ونبذ الخلافات، مؤسسا بذلك مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

وعلى المستوى الإقليمي والدولي ضاعفت الدبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين عبر انتهاج أسلوب الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة لدرء التهديدات والأخطار وتجنب الصراعات المدمرة وحل المشاكل بالطرق السلمية. كما طرح الملك مبادرات استحق معها أن يسجل اسمه الأفضلية والأسبقية فيها؛ ولعل أبرزها منحه جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2009م في احتفال كبير أقيم في مدينة دافوس السويسرية بمشاركة عدد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والشركات الكبرى.

وأجمع قادة ومسؤولون محليون وعرب وعالميون على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من القادة الذين عملوا على تدوين صفحات من التاريخ بأفعالهم ومواقفهم البيضاء، معتبرين أن الملك عبد الله قائد فذ يملك الرؤية الحكيمة والقرار الصائب في أغلب أموره، يتحلى بالصدق والشفافية، والقول دائما يتبعه العمل، يحب الخير لمن حوله ويعيش همومهم وأوضاعهم، يفتح آفاقا وعلاقات مع الغير ويدعو إلى السلام والتسامح وانه شخصية قيادية تستحق التوقف عندها طويلا، لافتين إلى أن الملك شخصية تحمل معاني إنسانية كريمة وطيبة، وذو نظرة فاحصة وعميقة.

ففي الشأن الداخلي أكد مسؤولون سعوديون أن الشأن المحلي يأتي ضمن الأولويات الأساسية في حياة الملك عبد الله بن عبد العزيز، فقد كان قريبا كل القرب من شعبه يرى ويرعى أوضاعهم، أرسى العدل بينهم فأحبوه وأخلصوا له، احترم إنسانيتهم فزادهم وطنية ووفاء، خصص الكثير من ميزانيات الدولة لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية العملاقة من أجل رفاهية المواطن، ومن أجل صنع غد كريم للأجيال القادمة، أحبه شعبه وأطلقوا عليه العديد من الألقاب والأسماء التي تعبر عن مدى حبهم وتقديرهم له، سموه «ملك الإنسانية»، و«ملك الخير»، و«ملك العطاء».

وعلى الصعيد العربي رأى القادة والمسؤولون أن الملك عبد الله قائد عربي غيور مهتم بالعالم العربي وأحواله، دائما يسعى إلى توحيد الصف العربي وحل نزاعاته لقطع الطريق على كل من يحاول استغلال تلك الخلافات أو أن يعمل في الظلام، يهدف دائما إلى تحقيق السلام العربي وتجاوز التناقضات والخلافات العربية وتكوين أسرة عربية واحدة، دائما يشارك إخوانه العرب أحزانهم ويخفف من آلامهم، أحبه العالم العربي وأمل فيه إيجاد الحلول لأزماته واقتدى قادته بآرائه ومبادراته العربية، وصفوه بـ«صقر العروبة»، و«صقر الجزيرة»، و«ملك العروبة»، كما أنه على مستوى العالم الإسلامي قائد عظيم ورمز من رموز الأمة الإسلامية، دائما يرعى مصلحة الإسلام والمسلمين ويبذل الغالي والنفيس لرفع راية التوحيد ونصرة الإسلام، غيور على دينه وعقيدته الإسلامية، كرس جهوده في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن فسموه «القائد المسلم»، و«قائد الأمة».

وعلى المستوى الدولي عد القادة الملك عبد الله بن عبد العزيز قائدا دوليا حكيما ينادي بالسلام والتسامح والعيش في أمن وأمان، ودائما ما يطالب بتكوين مجتمع دولي شعاره التفاهم والسلام، وتسود المحبة بين جميع شعوبه، وهي العلاقات التي قال عنها الملك: «إنها تنطلق من قيمنا، فنحن نصادق الجميع ونتمنى السلام للجميع»، مشددين على أن للملك عبد الله ثقله باعتباره قائدا حكيما ينادي بالسلام، وامتدحه المجتمع الدولي واستحسن العديد من مبادراته وآرائه في إحياء السلام وحقن الدماء، أعلن حربه الصارمة على الإرهاب ومن والاه، ودائما يقول: «لا إرهابي بيننا»، أحبه المجتمع الدولي وسماه «ملك التسامح» و«رجل المواقف».

يملك صفة قيادية.. ونذر نفسه لخدمة العالم هنا تسجيل لما قيل عن الملك لعدد من المسؤولين والقادة المحليين والعرب والمسلمين ودول العالم ذات الحضور الكبير، فعلى الصعيد الداخلي للدولة علق الأمير مشعل بن عبد العزيز، رئيس هيئة البيعة، بقوله: «لقد نذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله نفسه لله ثم لوطنه ومواطنيه ثم للشعوب الإسلامية وللعالم أيضا.. وهذا شيء نراه كل يوم.. كما كان له، حفظه الله، دور كبير في جمع الإخوة العرب وتوحيد صفهم بعون الله.. فالشكر لله ثم الشكر لهذا الرجل الذي أرجو من الله أن يجزيه كل الخير ويسدد خطاه في ما يعمل وفي الطريق الذي سنه لنفسه ثم وجهنا أن نكون كلنا في خدمة هذا الوطن والمواطنين».

وقال الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام: «خادم الحرمين.. لا يقول حتى يدرس، وإذا درس واقترح لا يتراجع، وهذه صفة قيادية مهمة جدا بمن يقود الأمة».

وشدد الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بقوله: «لا شك أن سيدي خادم الحرمين الشريفين منذ أن بويع ملكا للمملكة العربية السعودية وهو واضع أمام ناظره واهتمامه كل ما يخص ويتعلق بالمملكة كدولة وشعب في الداخل والخارج، وطبعا كلها مهمة، ولكن يهتم بشؤون المواطنين في الداخل».

واعتبر الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، أن «ما حققته المملكة من إنجازات على مختلف الأصعدة منذ تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم أمر يفخر به كل مواطن، وهي إنجازات تنطلق من حرصه، حفظه الله، على تلمس حاجات المواطنين وتحقيق إنجازات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية، وعلى المستوى الخارجي استطاع، حفظه الله، أن يدير الكثير من الملفات المهمة عربيا وإسلاميا ودوليا، كما كانت له جهود متميزة في دعم العمل العربي المشترك وتحقيق الوفاق بين الدول العربية، إضافة إلى سعيه الدائم لتقديم كل دعم ومساندة للشعوب المحتاجة في العالم».

الأب والقائد والقدوة وعلى الصعيدين الخليجي والعربي، قال أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح: «كنا دائما كدول خليج ننظر إليه كزعيم لهذه الدول، قائد لهذه المنطقة يستحق أن يقود بحكمته وبعقله، ونتمنى إن شاء الله أن تكون هذه القيادة لمصلحة هذه المنطقة».

ومن جانبه قال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين (للمصالحة العربية وتجاوز الخلافات) تعبر عن حرص خادم الحرمين الشريفين على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين دولنا.. إنني لا أغالي إذ أقول إننا نشعر بأنه يمثلنا جميعا في المهمة التي نتمنى له التوفيق والنجاح فيها، وإننا على ثقة أنه سيمثل مصالح العالم العربي وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها في علاقات أكثر توازنا مع الدول الصناعية المتقدمة».

واختصر الشيخ محمد بن راشد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وصفه لشخصية الملك عبد الله بقوله: «جلالة الملك عبد الله.. كل الناس ما يختلفون عليه.. إنه هو الأب والقائد للجميع.. شجاع قائد قدوة».

وتحدث الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء مملكة البحرين، عن الملك عبد الله بقوله: «نشيد بالدور الرائد لخادم الحرمين الشريفين ومنجزاته المشهودة سواء داخل البيت الخليجي أو البيت العربي.. كما لا يفوتنا أن نشيد بموقف خادم الحرمين الشريفين في نصرة قضايا أمته الإسلامية ودعمها في المحافل الدولية لما لخادم الحرمين الشريفين، أيده الله، من مكانة وثقل على الصعيدين الإسلامي والعالمي».

ووصف رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، الملك عبد الله بن عبد العزيز بـ«الإنسان الكبير، والقائد الكبير، والفارس النبيل، فرعى الله وده، وأطال عهده، ومتعنا بوجوده وعمله، جزاء ما قدم وأسهم، وجزاء ما سعى وكافح، من أجل عزة وتقدم المملكة، حصن العرب والمسلمين، ومن أجل خير الأمة العربية، وسلام لبنان وحريته وعروبته وسيادته واستقرار نظامه الديمقراطي وعيشه المشترك».

زعامة رائدة وعلى الصعيد الإسلامي قال الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري: «إن كثيرا من الناس يتحدثون عن تنفيذ الأعمال وأنتم تقومون بها يا خادم الحرمين الشريفين دون حديث».

وذكر الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف: «إن تكريم المملكة العربية السعودية واحترام خادم الحرمين الشريفين أمر يجري من نفوسنا مجرى الدم وإنه جزء لا يتجزأ من الشخصية الباكستانية».

وخاطب رئيس وزراء ماليزيا، داتوسري عبد الله أحمد بدوي، الملك عبد الله بقوله: «إنكم يا خادم الحرمين الشريفين تزورون ماليزيا ليس فقط كملك أو خادم للحرمين الشريفين ولكنكم تزورون ماليزيا كقائد مسلم مهم بالنسبة لنا وللعالم الإسلامي».

أما الرئيس التركي، عبد الله غل، فقال عن الملك عبد الله: «المملكة العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الرائدة أصبحت تلعب دورا محوريا في المنطقة وعلى مستوى العالم، وهنا لا بد أن أعبر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تقديري البالغ للجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار ولزعامته الرائدة».

ولفت نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور، عبد الله بن بيه، إلى أن الملك عبد الله وضع استراتيجية ومبادرة تؤسس عصرا جديدا للحوار، قائلا: «فتح خادم الحرمين الشريفين الباب على الغرب لتقديم الحجة، ليقول لهم: (إن أردتم الدخول في عصر جديد من الحوار فإن الفرصة الآن أتيحت لكم، وسوف تضبط الإيقاع والحركة وتحدد الأهداف بوضوح)، وهذا هو الذي يسمى بـ(الاستراتيجية). يجب أن تُحمل مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشكل قوي مضمونا وشكلا حتى تؤتي ثمارها، فهي تؤسس لعصر جديد من الحوار».

شجاع في مواجهة الأحداث وعلى الصعيد الدولي علق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بقوله: «سأستمع إلى نصائح خادم الحرمين الشريفين في العديد من القضايا التي نواجهها معا، وأريد أن أشكره مرة أخرى على كرمه الشخصي وحسن الضيافة، وأنا واثق أن بالإمكان أن نعمل معا، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، في إحداث تقدم في جميع القضايا التي نواجهها».

وقال الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش: «أنا أقدر خادم الحرمين الشريفين تقديرا شخصيا لأنه رجل عندما يتحدث يستمع الجميع إليه، إن الملك عبد الله رئيس دولة لها موقع جغرافي متميز في العالم ويقوم بإصلاحات تستحق الإشادة».

أما ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية، فعلقت على شخصية الملك عبد الله بقولها: «لقد أضحت العلاقات بين بلدينا أكثر عمقا واتساعا، بينما تعملون يا خادم الحرمين الشريفين على تنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية، فالتجارة والاستثمار في كلا الاتجاهين في ازدهار مطرد.

لقد تابعنا باهتمام كبير جهودكم الرامية للدفع بعجلة المملكة العربية السعودية إلى الأمام، وقد أبدينا تقديرنا وإعجابنا للدور الذي تلعبه المملكة سعيا للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي».

وجاء تعليق رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، خلال أحد حوارات الأديان بقوله: «وجدت في كلمة الملك عبد الله الواقعية، فهو حذر من فشل هذا الحوار مثلما فشلت بعض الحوارات السابقة، وهو دعا إلى احترام استقلالية كل عقيدة ودين.. وأن يتم التركيز على القواسم المشتركة بين الأديان».

أما الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فاختصر تقييمه لشخصية الملك عبد الله بقوله: «أود أن أشيد بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لالتزامه بالشجاعة والتبصر في مواجهة التحديات».

وقال الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك: «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واصل بجرأة ونجاح التعبئة الوطنية لمواجهة التهديد الإرهابي، ودعا إلى التزام دولي في مكافحته لترسيخ أسس سياسة التجديد والنمو التي أتبعها.

فرنسا تتابع باهتمام الزخم الذي يبثه الملك عبد الله في جميع المجالات في السعودية، وتقدر نتائجه الواعدة».

وثمنت مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، أنجيلا ميركل، الدور الذي يقوم به الملك عبد الله بقولها: «نحن نعلم يا خادم الحرمين الشريفين أنكم تقومون بدور كبير في تحسين العلاقات وتوطيدها وتحسينها بين البلدان كلها، كلمتكم مسموعة في العالم، وتكرسون جهودكم لحل النزاعات بالطرق السلمية، ولذلك فإننا نود أن نتعاون معكم في هذا الطريق لحل كل المشاكل بالطرق السلمية، وهذا لا ينطبق فقط على منطقتكم، بل وعلى العالم كله».

وخاطب الرئيس الألماني الأسبق، هورست كولر، الملك بقوله: «يا خادم الحرمين الشريفين، لقد بدأت تظهر مجددا وللمرة الأولى منذ 7 أعوام، بوادر تثير الإحساس بالتفاؤل الحذر حيال فرص تسوية نزاع الشرق الأوسط، فقد عادت عملية السلام تسلك طريقها».

ووصف المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرودر، الملك عبد الله بن عبد العزيز بـ«القائد الإسلامي العربي الفذ الذي يحتاجه المسلمون جراء مبادراته بجمع شمل العالم الإسلامي ومساعداته التي يبذلها لشعوب الدول الإسلامية»، مشيرا إلى أن «خادم الحرمين الشريفين استطاع تحقيق منجزات كبيرة للمملكة وفرض هيبة المملكة أمام العالم، وكذلك الإسهام في المصالحة الفلسطينية، والعلاقات السعودية - الألمانية قوية ويجب أن تستمر وتزداد رسوخا».

وثمن رئيس جمهورية روسيا، فلاديمير بوتين، جهود الملك عبد الله في تطوير العلاقات بين بلاده والسعودية واعتبره صديقا وقال: «أعرف موقفكم يا خادم الحرمين الشريفين الجيد تجاه تطوير العلاقات الروسية – السعودية، وقد أسهمتم وأديتم دورا كبيرا من أجل أن تشارك روسيا في منظمة المؤتمر الإسلامي، إنني صديق وفي لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة في روسيا».

وقال الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة السابق، كوفي أنان، عن جهود الملك لدعم «برنامج الغذاء العالمي ومحاربة الجوع» بقوله: «هذا العمل الإنساني دعم برنامج الغذاء العالمي غير غريب على الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أعرف شعوره الإنساني عندما يرى الظلم الجوع».

وعلق رئيس جمهورية الصين الشعبية، هو جين تاو، على شخصية الملك عبد الله بالقول: «يا خادم الحرمين الشريفين أنتم صديق معروف ومحترم لدى الشعب الصيني، ولكم يد بيضاء لدفع تطور العلاقات بين الصين والسعودية».

ورأى ملك السويد، كارل غوستاف السادس عشر، أن خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز.. قدوة ويحمل الصفات القيادية.

ولخص رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان، الكاردينال جان لويس توران، واصفا حديث الملك عبد الله بقوله: «أجمل ما سمعته من الملك كلماته عن الحب والتسامح والعدالة والسلام، وتأكيده على ضرورة أن يتعاون الناس في ما بينهم جميعا بالاحترام ومواجهة المشاكل بالحوار ولا بالعنف».

أوسمة وجوائز محلية وعالمية لـ«ملك الإنسانية» وتقديرا لجهوده المحلية والدولية ولحضوره الإنساني والاقتصادي والسياسي، وتميزه في الجوانب المختلفة، ومبادراته اللافتة، حصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على العديد من الأوسمة والشهادات الفخرية المحلية والدولية.

ورصد الكتاب الذي أنجزه معهد الإدارة العامة في الرياض عن الملك عبد الله بن عبد العزيز ورؤيته الشاملة لإدارة التنمية الأوسمة والجوائز التي نالها عندما كان وليا للعهد وبعد توليه مقاليد الحكم في البلاد قبل 6 سنوات.

ففي عام 1419هـ قلد إمبراطور اليابان الملك عبد الله خلال زيارته إلى طوكيو عندما كان وليا للعهد «قلادة الأقحوان»، وحصل الملك عام 1419هـ على «نيشان باكستان» وهو أعلى وسام يمنح عادة للملوك ورؤساء الدول، وفي عام 1420هـ قلد الرئيس العماد إميل لحود، رئيس الجمهورية اللبنانية خلال زيارة الملك (ولي العهد آنذاك) «وسام الأرز الوطني» وهو أعلى وسام عسكري في لبنان، وقد سبق أن منح الملك وسام الاستحقاق اللبناني، كما منح عام 1421هـ وسام المحرر سان مارتن الأرجنتيني، وقلد الرئيس اليمني عبد الله صالح عام 1422هـ الملك عندما كان وليا للعهد وسام الجمهورية، وذلك خلال احتفالات اليوم الوطني الحادي عشر لليمن وبمناسبة مرور عام على توقيع المعاهد التاريخية لترسيم الحدود البرية والبحرية بين السعودية واليمن، وفي حفل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسها عام 1422هـ منح الملك شهادة الدكتوراه الفخرية، وفي عام 1424هـ قلد ملك ماليزيا، توانكوسيد سراج الدين سيد بوترا جمال الليل، في القصر الوطني بكوالالمبور خادم الحرمين الشريفين، عندما كان وليا للعهد، القلادة العظمى.

وحصل الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد توليه مقاليد الحكم أوسمة وجوائز، ففي عام 1426هـ تسلم جائزة «فيليكس» التي منحتها له جريدة «غازيتا يبورتكا» البولندية تقديرا للفتة الإنسانية المتمثلة في أمره بإجراء عملية فصل التوأم السيامي، وهما طفلتان بولنديتان، على نفقته الخاصة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، كما طلب حاكم مدينة يانيكوفوا البولندية من الملك الموافقة على إطلاق اسمه على مركز الثقافة والتعاون الدولي في بولندا، واعترافا بالقيادة المستنيرة للملك عبد الله في الشرق الأوسط والعالم تم في قصره بجدة تقديم وسام الإنجاز الفلبيني عام 1426هـ للملك، واختير الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2005 «الشخصية الخليجية الأولى»، وذلك وفق نتائج الاستطلاع التي أجرتها صحيفة «البيان» في دولة الإمارات العربية المتحدة لاختيار شخصية عام 2005 السياسية على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وقد ارتبط ذلك بتاريخ الملك وحنكته السياسية وبراعته القيادية، وقررت جامعة الملة الإسلامية في نيودلهي منح خادم الحرمين الشريفين درجة «انورست كوزا» وهي أعلى درجة علمية فخرية تمنحها الجامعة، كما تسلم الملك في كوالالمبور الدكتوراه الفخرية في التنمية الإسلامية، والوسام الملكي للتميز في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية الذي منحته إياه الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا في الأول من العام الهجري 1427هـ، وقلد في ذات التاريخ الرئيس برويز مشرف خادم الحرمين الشريفين وسام رمز باكستان خلال زيارة الملك إلى باكستان في ختام جولته الآسيوية.

وفي التاسع عشر من شهر رمضان من عام 1427هـ تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لنيل الجائزة التقديرية العالمية لخدمة السنة النبوية (جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة)، وذلك تقديرا لجهود الملك في مجال خدمة الإسلام والمسلمين، وتوجت هذه الجهود بعقد القمة الاستثنائية بمكة المكرمة، وهي انطلاقة مظفرة للأمة الإسلامية وخروجها من كبوتها واستعادتها لدورها المؤثر في مختلف الأصعدة، وتجاوزها لما اعترى مسيرتها من فرقة واختلاف وتناحر، وما أثمرته القمة من خطة استراتيجية للعمل الإسلامي للمرحلة المقبلة، كما منحت تركيا في عام 1427هـ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جائزة الدولة التركية وهي أعلى جائزة في تركيا تمنح لزعماء عززوا العلاقات بين بلدانهم وتركيا، ويعد خادم الحرمين ثامن زعيم عالمي يحصل على هذه الجائزة.

وقلد السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، وسام عمان من الدرجة الأولى للملك عبد الله، وقدم الرئيس الإيطالي للملك وشاح الفروسية من الدرجة الأولى وذلك خلال زيارته لإيطاليا عام 1428هـ، وقال بعدها الملك: «إن في كل حضارة جوانب مضيئة لو تمسك بها أبناؤها لما كان هناك احتمال للصدام مع الحضارات الأخرى».

ومنحت منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ عام 2007 الملك عبد الله بن عبد العزيز جائزة المنظمة تقديرا لدعمه المتواصل لجهود مكافحة التبغ في بلاده وما يقدمه من التزام سياسي لمبادرة إعلان مكة المكرمة والمدينة المنورة خاليتين من التبغ.

وقدمت المنظمة العربية للهلال الأحمر قلادة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، من الطبقة الأولى عام 1429هـ للملك عبد الله تقديرا لجهوده الإنسانية وعرفانا منها بدوره الشخصي في ميدان العمل الإنساني.

وفي عام 1429هـ أعلن عن اختيار خادم الحرمين الشريفين لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لذات العام، كما حصل الملك على جائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمة الإنسانية في أوائل عام 1430هـ لريادته ودوره في دعم جمعية الأطفال المعوقين ومساندة برامجها الوطنية واهتمامه بإحداث نقلة شاملة للتصدي لمشكلة الإعاقة في السعودية وقاية وعلاجا، وفي الخامس من شهر صفر من عام 1430هـ، منح برنامج الغذاء العالمي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جائزة «البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2008» في حفل أقيم في مدينة دافوس السويسرية.