الإمارات: انتخابات المجلس الوطني.. إقبال واسع من الناخبين.. والنساء 46%

محمد بن راشد: سنعمل على توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي خطوة خطوة

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يدلي بصوته في انتخابات المجلس الوطني في دبي أمس (رويترز)
TT

في أجواء هادئة ونسبة مشاركة قُدرت بـ75% مرت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات في ظل مشاركة نسائية «غير متوقعة» بلغت 46% من عدد الناخبين، بينما بدا العنوان العريض لتصريحات المسؤولين الإماراتيين المرتبطة بهذه الانتخابات هو «التمكين الذي يستهدف تعميق تجربتنا البرلمانية»، مع عدم إغفال الرد على من «يشككون بالتجربة الديمقراطية للإمارات». وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «الإمارات ستعمل على توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي خطوة خطوة، دون تسرع».

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «قيادة الإمارات تفكر في توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي وتفعيل دوره في صنع القرار الوطني»، معتبرا أن رأي الأغلبية أصوب من رأي الفرد «ونحن نشدد على الشفافية والصراحة والمصارحة بين الحكومة والمجلس الوطني الذي من واجبه أن يصحح أي قرار خاطئ أو تقصير في أداء الحكومة على اعتبار أن الجميع يبحر في المركب نفسه وصولا إلى الهدف».

إلى ذلك، رد الشيخ محمد بن راشد على الانتقادات التي يوجهها البعض للعملية الانتخابية في الإمارات بالقول: «نحن مستمرون في التجربة دون تسرع، وسنعمل، كقيادة، على توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي خطوة خطوة، وأنا أؤكد أننا واثقون من نجاح تجربتنا وصواب قرارنا في هذا الاتجاه».

وأضاف الشيخ محمد: «هناك من سبقنا، صحيح، لكنهم تراجعوا إلى الوراء، أما نحن فماضون في ترسيخ الديمقراطية التي ورثناها عن الأجداد والآباء وعاش شعبنا مع قيادته كأسرة واحدة دون حواجز تفصل بين القيادة والشعب، ومجالسنا مفتوحة لكل أبناء وبنات الوطن».

وقال الشيخ محمد بن راشد للصحافيين، أثناء جولة في أحد المراكز الانتخابية الرئيسية: «نحن فخورون بشعبنا وبإنجازاتنا الوطنية، ومستمرون في المسيرة حتى تحقيق التنمية المستدامة، وهذا لن يتم أو يتحقق دون مشاركة الجميع رجالا ونساء»، منوها بدور المرأة والفتاة الإماراتية القوي والمميز. واعتبر أن «المرأة مكان الروح بالنسبة للوطن، وكنت أقول دائما: المرأة روح المكان». وقال سعيد محمد الغفلي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات: «إن ما شاهدناه اليوم (أمس) من إقبال للمشاركة في الانتخابات يمكن أن نصفه بالجيد في هذه الفترة»، متوقعا زيادة الإقبال مع الساعات المقبلة.

وتابع الغفلي متحدثا لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن عدد المرشحين ينم عن وعي وإحساس بالمسؤولية من قبل المرشح، على الرغم من توسيع الدوائر الانتخابية؛ حيث أصبح منصب العضو في المجلس الوطني أكثر مسؤولية ولا يتقدم له إلا الأشخاص الجادون في خدمة المجلس الوطني»، مشيرا إلى أن «نسبة الإقبال على المشاركة ستتجاوز 75%». وكان من المقرر، أمس، إغلاق صناديق الانتخابات عند الساعة السابعة مساء بتوقيت دبي، إلا أنه تم تمديد الانتخابات لمدة ساعة واحدة حتى الساعة الثامنة مساء، بينما سُجل إقبال نسائي لافت للمشاركة في التصويت.

وقال أحمد العمادي، مرشح المجلس عن إمارة دبي: إن المراكز شهدت إقبالا كبيرا وواضحا للعنصر النسائي «ولم نتوقع ذلك»، حتى إن نسبة النساء المشاركات في الانتخابات بلغت 46%، مضيفا: «هذه النسبة جيدة جدا وتعبر عن مدى اهتمام المرأة ومشاركتها وحجم الوعي».

كما يسجل لهذه الانتخابات أن عملية التصويت سهلة وسلسة، وفقا لمواطنين إماراتيين مشاركين؛ حيث لا تحتاج عملية الدخول إلى المركز والتصويت إلا إلى 5 دقائق.

ويبلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات على مستوى الإمارات السبع 468 مرشحا ومرشحة: 117 في أبوظبي و124 في دبي و93 في الشارقة و60 في رأس الخيمة و34 في عجمان و19 في أم القيوين و21 في الفجيرة. ويبلغ عدد السيدات المرشحات من إجمالي المرشحين في الإمارات السبع 85 مرشحة: 22 في أبوظبي و26 في دبي و16 في الشارقة و9 في رأس الخيمة و5 في عجمان و4 في أم القيوين و3 في الفجيرة.

كان الرئيس الإماراتي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قد دعا، الأسبوع الفائت، أعضاء الهيئات الانتخابية في البلاد للمشاركة الواسعة والفاعلة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، مشيرا إلى أنه ينظر إلى الانتخابات باعتبارها «فرصة مثالية وخطوة كبيرة للتقدم نحو تمكين المجلس الوطني الاتحادي». وتحمل هذه الانتخابات خصوصية مستمدة من تعديلات أجرتها القيادة السياسية في الإمارات لتوسيع المشاركة السياسية لمواطني البلاد في هذه الانتخابات من خلال زيادة عدد الهيئات الانتخابية لتشمل أعدادا أكبر؛ حيث بلغ عدد المؤهلين للمشاركة في هذه الانتخابات 129 ألفا و274 إماراتيا وإماراتية منهم 59 ألفا و991 ناخبة، أي ما نسبته 46% من هذه الهيئات، بينما يمثل الشباب والشابات، الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، ما نسبته 35% من المجموع الكلي لهذه القوائم.

وأجريت أول انتخابات لاختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي البالغ عددهم 40 عضوا عام 2006. واختار وقتها نحو 6500 شخص يمثلون أقل من 1% من مواطني الإمارات نصف أعضاء المجلس، بينما تم تعيين النصف الآخر. ويختار حكام الإمارات السبع مجموعة الناخبين الذين يمكن أن يرشحوا أنفسهم أو يصوتوا لآخرين. ويختار الناخبون نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بينما يعين الحكام الباقين بشكل مباشر.

كانت الحملات الانتخابية للمرشحين الإماراتيين للفوز بعضوية المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان) تجري وسط ضوابط صارمة تتعلق بمواعيد بدئها ومواعيد انتهائها وتكلفة كل حملة؛ حيث يحدد القانون قيمة الإنفاق على الحملة بسقف مليوني درهم إماراتي؛ حيث بدت الحملات الانتخابية بعيدة عن الطابع التقليدي للحملات الانتخابية؛ حيث احتلت مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» موقعا متقدما للتواصل مع الناخبين لأول مرة في تاريخ هذه الانتخابات عبر فيديوهات وبيانات انتخابية وصفحات اجتماعية، تظهر التوجه العام للمرشح في الانتخابات التي أجريت أمس السبت 24 من الشهر الحالي.