واشنطن تفتقد ضمانات نجاح خطة «الرباعية» لاستئناف المفاوضات

عباس غادر نيويورك دون ضمانات لكنه حصل على تأكيد مجلس الأمن لبحث طلبه

TT

على الرغم من التأكيد الأميركي على أهمية إصدار بيان الرباعية الدولية لدعوة الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة إلى المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة وبجدول زمني محدد، لا توجد عناصر تؤكد أولا قبول الفلسطينيين والإسرائيليين هذه الدعوة، وثانيا: نجاحها بموجب الجدول الزمني المحدد الذي يعتزم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام المقبل.

وغادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيويورك مساء أول من أمس من دون الحصول على ضمانات من الأميركيين أو من الرباعية بالتزام إسرائيل بأي مفاوضات مستقبلية، لكنه حصل على تأكيد من مجلس الأمن لبحث طلبه للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأعلن رئيس مجلس الأمن الدوري الحالي، المندوب اللبناني لدى الأمم المتحدة نواف سلامة، أن مجلس الأمن سيجتمع غدا لبحث الطلب الفلسطيني.

وشددت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، على أهمية بيان الرباعية والدفع الدولي لاستئناف المفاوضات، لكن لم تكن هناك مؤشرات بإطلاق هذه العملية فعليا. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت هناك مستجدات تدفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التفاوض، بعد فشل واشنطن في إقناعهم بذلك خلال العامين الماضيين، قال مسؤول أميركي: «لا أقوم بتوقعات حول مدى نجاح هذه العملية في النهاية، لكنني أقول إن بيان الرباعية يعكس إجماع أعضائه الذين يعكسون مجموعة واسعة من الدول - الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة ونحن الولايات المتحدة - ويعكس كيف يمكننا أن نساعد الأطراف على القيام بما عليهم القيام به، هذا هو تركيزنا».

يُذكر أن فرنسا كانت قد تقدمت، الأربعاء الماضي، بمقترح لاستئناف المفاوضات بناء على جدول زمني مماثل مع عقد مؤتمر للمانحين في باريس في الخريف. لكن الفرق بين بيان الرباعية والمقترح الفرنسي أن بيان الرباعية لا يشير إلى كيفية التعامل مع الطلب الفلسطيني للانضمام إلى الأمم المتحدة، بينما المقترح الفرنسي يشمل تقديم الطلب إلى الجمعية العامة. وقال المسؤول الأميركي رفيع المستوى: «فيما يخص المقترح الفرنسي، علينا التركيز على خطة تعيدنا إلى المفاوضات، والرباعية قد فعلت ذلك، والاتحاد الأوروبي جزء من ذلك».

كانت فرضية إصدار بيان من جانب الرباعية محور مناقشات طوال الصيف في إطار الجهود الأميركية والأوروبية لاقتراح بديل من اختبار القوة في الأمم المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين. وتكثفت المشاورات خلال الأيام الأخيرة في نيويورك، خصوصا ليل الخميس - الجمعة، ليصدر البيان بعد ساعتين من طلب عباس العضوية.

وأوضح مسؤول أميركي أن الرباعية تحاول «التطلع إلى المستقبل»، مضيفا: «قدم الرئيس عباس رسالته، من الواجب أخذ علم بذلك واقتراح أفكار ردا على هذا الأمر. علينا العودة إلى الشأن الأساسي، أي إيجاد سبيل لإحياء المفاوضات». وبحسب المبادرة، يلتقي الإسرائيليون والفلسطينيون مرة أولى خلال شهر لتحديد «برنامج زمني وأسلوب للتفاوض». وخلال هذا الاجتماع «التمهيدي»، يتم أيضا الالتزام بالتوصل إلى اتفاق نهائي في نهاية 2012 «كحد أقصى».

ولا يتطرق بيان الرباعية إلى تفاصيل، ويستند إلى خطاب باراك أوباما في مايو (أيار) الذي اقترح فيه الرئيس الأميركي التفاوض على قاعدة حدود ما قبل الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1967، مع تبادل للأراضي يوافق عليه الطرفان ويأخذ في الاعتبار التبدلات التي طرأت منذ ذلك التاريخ.

لكن الرباعية لم تتطرق، مثلا، إلى قضية المستوطنات اليهودية الشائكة ولا إلى طلب إسرائيل أن تكون الدولة الأمة للشعب اليهودي.

وبعدما لوحت، خلال الأسابيع الأخيرة، باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) ضد الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، دعت وزيرة الخارجية الأميركية الجانبين إلى «انتهاز هذه الفرصة (التي وفرتها الرباعية) للعودة إلى الحوار».

وقال ممثل اللجنة الرباعية، توني بلير، الذي شارك في المشاورات: إن الاقتراح يشكل «الطريق الوحيد الذي نعالج عبره الصعوبات حول الطاولة وفي المفاوضات».

من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عند تلاوتها البيان أنه «إذا كان هناك وقت يجب فيه تسوية النزاع فهو الآن (...) لأن إسرائيل قلقة على أمنها والشعب الفلسطيني انتظر فترة طويلة لإقامة دولة».

أما وزارة الخارجية الفرنسية فرأت أن تحرك الرباعية هو «خطوة في الاتجاه الصحيح لبدء المفاوضات من جديد بين إسرائيل والفلسطينيين». وقال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلامة، أول من أمس، عند تسلمه طلب الأمين العام: «لقد تسلمت رسالة من الأمين العام تنقل لي طلب فلسطين لعضوية الأمم المتحدة، وبناء على ذلك وزعت هذه الرسالة على جميع أعضاء مجلس الأمن ودعوت إلى اجتماع لبحث هذه الرسالة يوم الاثنين المقبل».