إذاعة الجيش الأميركي في العراق توقف بثها استعدادا للانسحاب

بدأت بثها مع الغزو في مارس 2003 بأنشودة «الحرية» لبول مكارتني

جندي أميركي يعمل في إذاعة الجيش الأميركي بالمنطقة الخضراء في بغداد في آخر ساعات بثها أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قبل ثلاثة أشهر من رحيلها المقرر نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن، أوقفت القوات الأميركية في العراق بثها الإذاعي الذي رافق جنودها منذ اجتياح هذا البلد في مارس (آذار) 2003. وأزيلت الملصقات عن جدران صالة الإذاعة المغلفة بعازل الصوت وحزم نحو خمسة ألف قرص مدمج، حتى أصبحت الصالة التي تقع في قلب المنطقة الخضراء في قلب بغداد، شبه جرداء.

وكانت هذه الإذاعة قد بدأت بثها في مارس 2003، بأنشودة «الحرية» لبول مكارتني لدى اجتياح دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية العراق لإسقاط نظام صدام حسين. وتحول بث هذه الإذاعة إلى محطتها الرئيسية في ألمانيا عند منتصف ليلة الأربعاء. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لم يعد عمل الإذاعة ضروريا، فلم يبق إلا أكثر بقليل من 40 ألف عسكري في العراق، وهؤلاء عليهم الرحيل نهاية العام الحالي، وفقا للاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن عام 2008. ولن يبقى إلا عدد محدود من العسكريين الأميركيين لتدريب القوات العراقية، في حال الاتفاق على ذلك بين بغداد وواشنطن.

وقال السرجنت جي تونسند، أحد المسؤولين عن الإذاعة «سيكون هناك راديو أفضل لهم، ولكن ليس نحن فقد كنا معهم في العراق». وأضاف «لقد استهدفتنا هاونات وصواريخ وخرجنا في مهمات ودوريات، وعلى الأقل اشتركنا معهم في أشياء كثيرة». وتابع «صحيح أن الأمر محزن، لكن الوقت قد حان، الأميركيون وقواتهم التي جاءت إلى هنا طالما تساءلوا متى سيأتي هذا اليوم؟ وها قد اقتربت الساعة» للرحيل عن العراق.

وتعد الإذاعة التي أغلقت أبوابها، جزءا من شبكة إعلامية تضم محطات تلفزيونية تقوم ببث لجميع القوات الأميركية في عموم العالم. وعملت الإذاعة خلال السنوات الثماني الماضية التي كانت تسمع فيها في جميع المدن العراقية والكويت، على رفع معنويات الجنود الأميركيين خلال الفترة التي أعقبت غزو العراق وما أعقبها من حرب طائفية والسنوات الأخيرة التي شهدت انخفاضا في معدلات العنف.

وكان الراديو يبث بين فقراته كحال أمثاله، أمورا أساسية عن العراق إضافة إلى محاضرات بسيطة في اللغة العربية لمساعدة الجنود الأميركيين في التعامل مع أقرانهم العراقيين. وقال السرجنت دون ديز، المسؤول عن الإذاعة والتلفزيون التابع للقوات الأميركية في العراق، إن «الترفيه ورفع الروح المعنوية أمر مهم، ولكن نحن هنا للتثقيف والمساعدة ولتوعية جميع قواتنا بالأهداف التي نعمل بجد من أجلها».

وبمناسبة اليوم الأخير لبث الراديو، اصطف كثيرون لإجراء مقابلات مع اللفتنانت جنرال فرانك هيلميك نائب قائد القوات الأميركية وحتى شون مايرون أحد اللاعبين الخمسة الأوائل لفريق دالاس مافريكس الوطني لكرة السلة لعام 2011. وإحدى المقابلات أجريت مع أدريان كرونور المذيع الشهير لفيلم هوليوود الشهير «صباح الخير، فيتنام» عام 1987.

وتمت دعوة المستمعين إلى التصويت عبر البريد الإلكتروني وموقع «فيس بوك» لاختيار الأغنية الأخيرة التي تبث عبر الراديو قبل أن تنتقل أعماله إلى الإذاعة الأوروبية، التابعة للقوات الأميركية، وتراوحت الخيارات بين «وين سبتمبر أيندز» و«مس أميركا». وقال السرجنت براد روفين (42 عاما) من ولاية دالاس، إن إغلاق الراديو «يمثل مرارة بالنسبة لي.. لا أريد له أن ينتهي». وتابع «لا ندري كيف سيكون تأثير ذلك علينا، ونأمل أن يكون إيجابيا».