المستوطنون يدعون لتسريع عمليات البناء في مستوطنات الضفة خشية اتفاق يعيد تجميدها

تخوف بعد التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة.. ويحاولون استباق الأحداث

TT

على الرغم من تعهد واشنطن باستخدام حق النقص (الفيتو) في وجه الدولة الفلسطينية، وما أثاره ذلك من ارتياح في أوساط المسؤولين الإسرائيليين، فإن ثمة مخاوف من نوع آخر تسيطر على قادة المستوطنين في الضفة الغربية، إذ يخشى هؤلاء من أن يتطور الموقف إلى اتفاق لاحق يقضي مجددا بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة، ولذلك فإنهم راحوا يفكرون في تسريع البناء الاستيطاني مستغلين حالة الخلاف العميق بين كل الأطراف قبل أن يتفقوا.

ودعا شاؤول غولدشتاين، رئيس مجلس التجمع الاستيطاني (جوش عتصيون) جنوب بيت لحم، في الضفة الغربية، وأحد قادة الاستيطان، أمس، للإسراع في عمليات البناء داخل المستوطنات، بالقدر المستطاع.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة «معاريف»، فإن تخوفات تسود أوساط المستوطنين مما سيتبع التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، وعليه فإنهم يحاولون استباق الأحداث بمزيد من عمليات البناء السريعة داخل المستوطنات، خشية أن يتكرر سيناريو التجميد السابق للاستيطان الذي استمر 10 أشهر في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.

ويخشى المستوطنون أن يكون ذلك هو الثمن الذي سيضطر رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو لدفعه مرة أخرى، إذا ما طلبت الولايات المتحدة ذلك في محاولة لدفع عملية السلام في المنطقة.

وكان المستوطنون في سبتمبر من العام الماضي اضطروا للتوقف بشكل كبير عن البناء في المستوطنات، بعد قرار تجميد البناء الذي استمر 10 شهور، غير أنهم عاودوا ذلك بوتيرة كبيرة، ويريدون الآن تسريعها بشكل أكبر.

ويعارض غولدشتاين، مثل غيره من قادة الاستيطان، حق الفلسطينيين في إقامة الدولة، وكان دعا مع آخرين قبل توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، إلى «العمل على تأكيد حق اليهود في هذه الأرض».

ويقول المستوطنون في الضفة الغربية إن أي كيان ليس له الحق في الوجود على هذا الأرض غير اليهود. وكانت وثيقة وزعها قادة المستوطنين على مشاركين في منتدى معارض للخطوة الفلسطينية هذا الشهر، تضمنت عبارات مثل أن «الوقت حان لنعلن أننا هنا وإلى الأبد» إذ اقترح قادة المستوطنين ضم الضفة الغربية، ومظاهرات شعبية واسعة، ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات.

ويأتي هذا التوجه من قبل قادة المستوطنين، في وقت تبحث فيه إسرائيل عدة خيارات، من بينها إطلاق العنان للمستوطنين للبناء في الضفة ردا على الخطوة الفلسطينية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، إن إسرائيل تبحث عدة خيارات على المستويين الأمني والسياسي للرد على التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة المستقلة من جانب واحد.

ومن بين هذه الخيارات، بحسب مجلة تابعة للجيش الإسرائيلي، هو «التوسع في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس ردا على الخطوات الفلسطينية». وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن هذا الاحتمال المطروح على طاولة البحث لا يعيقه سوى الخشية من أن تجلب هذه الخطوة ردود فعل دولية غاضبة، ولا سيما من الولايات المتحدة، خصوصا بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأمم المتحدة.

ويعتبر الاستيطان العائق الأول والأكبر لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأول من أمس أكد الرئيس الفلسطيني في خطابه في الأمم المتحدة «أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، هي المسؤولة عن الفشل المتتالي للمحاولات الدولية المتتالية لإنقاذ عملية السلام»، مضيفا أن «هذه السياسة ستدمر فرص تحقيق حل الدولتين الذي تبلور إجماع دولي حوله، وهنا أحذر وبصوت عال: إن هذه السياسة الاستيطانية تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية، بل وإنهاء وجودها».