اشتباكات شرسة في حمص بين قوات الأمن ومنشقين وأهالي مناوئين للنظام.. وإطلاق نار باتجاه الأراضي اللبنانية

جرحى فشلوا في العبور إلى القرى اللبنانية ومقتل 15 مدنيا في حمص وريف دمشق

الأمن السوري يحاول خلع باب منزل، في حملة مداهمات في حماه
TT

وقعت اشتباكات شرسة في حمص أمس بين قوات الأمن السورية ومنشقين من الجيش ومعهم متعاطفون من الأهالي، بحسب ما أكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، في إشارة إلى بدء اتجاه الثوار في سوريا إلى المقاومة المسلحة، بعد مرور أكثر من 6 أشهر على انطلاق الثورة ومقتل نحو 5 آلاف مدني بينهم مئات الأطفال، وعجز المجتمع الدولي عن ممارسة ضغوط كافية على نظام بشار الأسد لوقف العنف ضد المدنيين. وقال الناشطون إن عدد القتلى من القوات الأمنية بلغ نحو 40 قتيلا أمس.

من جهته، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن 15 مدنيا سقطوا في سوريا أمس، وقال إن 12 مواطنا قتلوا في مدينة القصير بمحافظة حمص خلال عمليات أمنية وعسكرية لملاحقة مطلوبين للسلطات الأمنية، مشيرا إلى أنه تمكن من الحصول على أسماء 8 منهم. وأضاف أنه في «مدينة حرستا بريف دمشق سلمت السلطات السورية جثماني شهيدين فقدا قبل أيام إلى أسرتيهما كما استشهد مواطن في مدينة دوما متأثرا بجراح أصيب بها» مساء أول من أمس.

وأطلقت القوات السورية النيران أمس على قريتين لبنانيتين، وأكدت مصادر ميدانية في شمال لبنان أن إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة تعرضت له قريتا حنيدر والكلخة اللبنانيتين على الحدود مع سوريا، إثر اشتباكات في منطقة البرهانية بين الجيش والقوى الأمنية السورية من جهة، ومنشقين من الجيش السوري من جهة أخرى، مما أدى إلى نزوح سكان القرى الشمالية اللبنانية باتجاه العمق اللبناني مسافة كيلومترين «هربا من الرصاص وإطلاق النار العشوائي».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «انشقاقات مؤكدة حصلت في الجيش السوري أول من أمس، في منطقة البرهانية المقابلة لجبل أكروم في محافظة حمص، حصلت عقب صلاة الجمعة في الساعة الثانية بعد الظهر، مما أدى إلى مواجهتها من قبل جيش النظام السوري والقوى الأمنية والشبيحة بالرصاص والقذائف، وأسفرت المواجهة الأولى عن تدمير ست دبابات عسكرية سورية».

وأضافت المصادر: «على أثر المواجهات، طلبت القوى الأمنية مؤازرة من الجيش السوري المرابض على الحدود اللبنانية، فتحركت وحدات منها ووصلت في الساعة التاسعة مساء، واشتبكت مجددا مع المنشقين والأهالي المناوئين للنظام، مما أدى إلى وصول رشقات نارية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة إلى القرى اللبنانية التي نزح سكانها مسافة كيلومترين باتجاه العمق اللبناني هربا من الرصاص»، لافتة إلى أن الرصاص السوري «أصاب منطقتي المونسة ونصوب».

وأكدت المصادر أن الاشتباكات «تواصلت حتى الساعة الرابعة فجرا»، مشيرة إلى أن «المعارك كانت عنيفة، وسمع دوي قذائف دبابات ومدفعية في البيوت اللبنانية على الطرف المقابل، وقد استخدم الجيش السوري أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف خلال المواجهات مع المنشقين». وأشارت المصادر إلى أن «خمسة جرحى من المنشقين السوريين، حاولوا العبور إلى الضفة اللبنانية من الحدود بغية الوصول إلى المستشفيات، غير أن الإغلاق المحكم للحدود، حال دون وصولهم إلى منطقة وادي خالد اللبنانية». وأفادت معلومات صحافية أن دورية عسكرية لبنانية «تعرضت مساء الجمعة لإطلاق نار من مناطق يسيطر عليها الجيش السوري بالقرب من الحدود اللبنانية - السورية الشمالية».

في السياق نفسه، أكدت مصادر ميدانية سورية أن القصف الذي تعرضت له مناطق المواجهات «كان عشوائيا، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من الجنود، بالإضافة إلى هروب آخرين من المنشقين بعتادهم»، كما أصيب آخرون واعتقل من لم يستطع الهرب».

وشهد يوم أمس هدوءا حذرا في المنطقة، بالتزامن مع إرسال الجيش السوري تعزيزات إضافية إلى المنطقة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ستين دبابة أرسلت إلى منطقة القصير أمس، في محاولة لإعادة تموضع الجيش على المنطقة الحدودية. وشهدت القرى المقابلة للحدود اللبنانية «تحركات غير اعتيادية للجيش، تشير إلى أن قوات النظام تحضر لعملية أمنية جديدة في المنطقة، تداهم خلالها القرى الحدودية مرة أخرى».

وتشهد الحدود اللبنانية السورية غير الشرعية تشديدا أمنيا مكثفا تمارسه القوات السورية لمنع أية عملية نزوح سورية باتجاه الأراضي اللبنانية، ومنع نقل الجرحى للمعالجة في المستشفيات شمال لبنان. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش السوري يفرض إجراءات أمنية مشددة على منع تدفق اللاجئين، ويعتقل كل من يحاول العبور باتجاه القرى اللبنانية عبر المعابر الوعرة والحرجية في المنطقة». كما أن «القوات السورية عمدت في الفترة الماضية إلى إطلاق النار على كل من يحاول العبور».

إلى ذلك، صدر بيان أمس عن حركة «الضباط الأحرار» أعلنت فيها انضمامها إلى «الجيش السوري الحر»، وجاء في البيان أن سبب الانضواء تحت لواء واحد هو «العمل معا صفا واحدا لتحرير الشعب من براثن الطاغية بشار، والعمل معا في جميع أنحاء الوطن الحبيب من خلال كتائبنا على الأرض لضرب العصابات الأسدية المجرمة أينما وجدت دون رحمة ولا هوادة».