رئيس وزراء باكستان: الولايات المتحدة لا يمكنها العيش من دوننا

إسلام آباد حذرت واشنطن من خسارتها كحليف

TT

التقى رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برويز كياني أمس مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس في مدينة روالبندي الباكستانية. ونقلت وسائل الإعلام الباكستانية عن مصادر قولها إن كاياني احتج على الهجمات الأخيرة التي انطلقت مؤخرا من أفغانستان على باكستان وطالب بوقفها. وأضافت المصادر أنه جرى خلال الاجتماع التطرق إلى شبكة حقاني والعلاقات الثنائية.

وتوترت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة بعدما اتهمت الأخيرة المخابرات الباكستانية بمساعدة المسلحين في أفغانستان، بما في ذلك هجوم على السفارة الأميركية في كابل الأسبوع الماضي. ومن جهة أخرى، صرح وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك بأن بلاده تقدم كل تعاون ممكن للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، ولذا فإنه يتعين عليها أن تحترم سيادة بلاده.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس الباكستانية أمس عن مالك قوله «باكستان لن تسمح بأي تدخل أو وجود أجنبي على أراضيها»، ورفض بشدة تقريرا عن اتصالات بين المخابرات الباكستانية وشبكة حقاني، قائلا: إنه إذا كان لدى الولايات المتحدة أي معلومات في هذا الصدد، فإنه يتعين عليها أن تتبادلها مع باكستان، وسوف تقوم القوات الباكستانية باتخاذ إجراءات من جانبها. إلى ذلك أدانت باكستان أول من أمس ما وصفتها بـ«ادعاءات» أميركية حول قيام إسلام آباد بدعم «مجموعة إرهابية»، قامت بشن عدة هجمات مؤخرا استهدفت القوات الأميركية، كما وصفها مسؤولون أميركيون بأنها «إحدى أذرع» وكالة الاستخبارات الباكستانية.

وجاءت انتقادات إسلام آباد، على لسان رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، ردا على تصريحات أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الأدميرال مايكل مولن، أمام الكونغرس الخميس، والتي قال فيها إن «شبكة حقاني»، التي تنطلق من باكستان، دأبت على مهاجمة القوات الأميركية عبر الحدود مع أفغانستان.

وتعكس تصريحات مولن شعور المسؤولين الأميركيين المتزايد بنفاد صبرهم، إزاء عدم رغبة باكستان في وقف الهجمات، وكذلك الاعتقاد بأن إسلام أباد تقدم الدعم للمسلحين، وهي الاتهامات التي أدانها رئيس الحكومة الباكستانية بشدة، في تصريحات له أول من أمس.

وقال جيلاني، في مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن» إنهم لا يستطيعون العيش معنا، أو من دوننا، وتابع قائلا في إشارة إلى المسؤولين الأميركيين: «إذا كانوا لا يستطيعون أن يعيشوا من دوننا، فعليهم أن يبذلوا بعض الجهد لإزالة أي سوء تفاهم».

من جانبها، أدانت وزيرة الخارجية الباكستانية، حنا رباني خار، المزاعم الأميركية ووصفتها بأنها «ادعاءات»، وقالت في تحذير للولايات المتحدة، نقلتها قناة «جيو»: «سوف تفقدون حليفا»، وتابعت بقولها: «لا يمكنكم الاستغناء عن باكستان، كما لا يمكنكم الاستغناء عن الشعب الباكستاني».