صالح يعلن تمسكه بالمبادرة الخليجية ويؤكد أن نقل السلطة عبر الانتخابات

الرئيس اليمني اتهم ضمنيا معارضيه بمحاولة اغتياله.. ووضع مقترحات جديدة على المبادرة الخليجية

متظاهرون يمنيون يهتفون بشعارات مطالبة برحيل الرئيس صالح (رويترز)
TT

وصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في خطاب ألقاه في صنعاء، مساء أمس، محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 3 من يونيو (حزيران) الماضي، بأنها حادث إجرامي وإرهابي، واتهم من يقف وراءها بأنهم من الساعين إلى السلطة والمال والثروة في اليمن، في إشارة إلى معارضيه المطالبين بتنحيه عن السلطة، لكنه خالف كل التوقعات بأن خطابه سيحمل اتهاما مباشرا للمتورطين في محاولة اغتياله. وخاطب المواطنين اليمنيين بالقول: «الله اعلم»، بشأن من يقف وراء محاولة الاغتيال التي طالته وكبار رجال الدولة اليمنية، والتي راح ضحيتها 11 ضابطا وجنديا من حراسته، إضافة إلى رئيس مجلس الشورى، عبد العزيز عبد الغني، ووكيل وزارة الأوقاف، محمد الفسيل.

واتهم صالح المتورطين في محاولة اغتياله بأنهم من يقف وراء تنظيم القاعدة في اليمن، وبالأخص في محافظة أبين، وبأنهم قاموا بدعمهم بالمال والعتاد والمعلومات، وقال في خطاب له مساء أمس، بمناسبة الذكرى الـ49 لقيام ثورة الـ26 من سبتمبر (أيلول) عام 1962، إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ساعدتا اليمن بصورة كبيرة في القضاء على عناصر «القاعدة» في أبين، دون أن يحدد نوعية الدعم أو التعاون الذي قامت به الدولتان لمواجهة تلك العناصر، لكنه شكرهما بحرارة على هذا التعاون، كما شكر السعودية والإمارات العربية المتحدة لوقوفهما إلى جانب اليمن خلال الأزمة الراهنة، وإمداده بالمواد الخدمية، وبالأخص النفط، لمواجهة أزمة الوقود.

وأعلن الرئيس اليمني التزامه بالمبادرة الخليجية، لكنه قال إن لديه مقترحات جديدة عليها، أهمها أن تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية مبكرة في آن معا، على العكس مما تنص عليه المبادرة الخليجية، وأرجع الموافقة على مقترحه إلى الحوار الذي يجريه نائبه عبد ربه منصور هادي مع المعارضة، وفي حال موافقة الأخيرة.

وأكد أن قرار تفويضه لنائبه بالحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية ما زال ساري المفعول، في إشارة إلى أن عودته لا تلغي ذلك التفويض، كما قال إنه شُفِي من الجراح التي أصيب بها، لكنه لمح إلى إمكانية عودته إلى مواصلة العلاج من أجل إعادة التأهيل، دون تحديد موعد زمني لذلك، ويرجح أن يتم ذلك في وقت قريب، لأنه قال إن نائبه موجود في اليمن ولديه التفويض.

وشدد الرئيس اليمني، في أول خطاب له منذ عودته إلى اليمن، الجمعة الماضي، على أهمية الحوار بين الأطراف اليمنية من أجل حل الأزمة الراهنة، ولم يتحدث مطلقا عن التنحي عن السلطة، لكنه رهن رحيله عن السلطة بالذهاب نحو انتخابات رئاسية مبكرة، إضافة إلى مقترحه المشار إليه، في إشارة ثقة منه إلى تمكنه من الفوز بالانتخابات؛ سواء هو شخصيا أو من يرشحه من قيادات حزبه.

وقال صالح إنه ملتزم بالدعوة التي جاءت في بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وبالبيانات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والبيت الأبيض بشأن نقل السلطة، وأكد أن احتفالات الثورة هذا العام جاءت «والوطن يمر بمرحلة خطيرة بالغة الدقة والأهمية».

وكعادته، هاجم صالح خصومه السياسيين واتهمهم بالسعي للوصول إلى السلطة والثروة في اليمن «على دماء اليمنيين»، وقال إن الشباب في الساحات ضحية لتلك القوى، وإن هذه القوى تدفع بهم في المقدمة، كما اتهم خصومه بالوقوف وراء ما تمر به اليمن من أزمة في المواد الغذائية والمحروقات وغيرها.

وأثناء وعقب خطاب صالح، خرج أنصاره في شوارع صنعاء الخاضعة لسيطرة قواته، للاحتفال بإطلاق الأعيرة النارية ودق الطبول وإشعال الألعاب النارية. ويتوقع المراقبون أن تشهد المحافظات اليمنية اليوم مسيرات ومظاهرات كبرى للرد على خطاب صالح من قبل المحتجين الذين دعتهم اللجنة التنظيمية إلى الخروج في مسيرات كبرى اليوم.