السفارة الأميركية بمصر تحذر رعاياها من أعمال إرهابية بسيناء وخليج العقبة

إسرائيل أطلقت تحذيرات مماثلة.. والقاهرة ضبطت صواريخ قرب قناة السويس

TT

حذرت السفارة الأميركية بمصر أمس رعاياها من «مخاطر أعمال إرهابية في سيناء»، بعد تحذيرات إسرائيلية مماثلة، في وقت ضبطت فيه السلطات المصرية صواريخ قرب قناة السويس قالت إنها كانت في طريقها إلى شبه جزيرة سيناء الملاصقة للحدود مع كل من غزة وإسرائيل ويقع فيها العديد من المنتجعات السياحية التي يرتادها سياح أجانب بينهم إسرائيليون.

وحذرت السفارة الأميركية مواطنيها من وجود تهديدات إرهابية محتملة بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية. وقالت السفارة في بيان لها أمس: «على المواطنين الأميركيين الذين يسافرون أو يوجدون في هذه المنطقة توخي الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة». وبررت السفارة الأميركية هذه التحذيرات بـ«تزايد مخاطر وقوع أعمال إرهابية في هذه المنطقة الحدودية، قد تتأثر بها كل من إسرائيل ومصر والأردن»، حيث قال البيان إن المناطق المحيطة بالحدود بين مصر وإسرائيل والقريبة من خليج العقبة في مصر والأردن أصبحت معرضة لمخاطر هذه التهديدات الإرهابية.

تأتي تلك الخطوة بعد يوم واحد من تحذيرات مماثلة أطلقتها إسرائيل لمواطنيها، بالإضافة إلى إغلاقها معبر طابا الحدودي بين مصر وإسرائيل من الجانب الإسرائيلي أول من أمس، وقام مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي بتعليق لافتة شديدة اللهجة على مدخل منفذ طابا البري من ناحية الجانب الإسرائيلي، يحذر فيها السائحين الراغبين في زيارة سيناء من دخول منتجعاتها تحسبا لقيام عناصر متطرفة بعمليات إرهابية ضدهم.

من جانبه أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن حركة السياحة بالمحافظة لم تتأثر بالتحذيرات التي أطلقتها إسرائيل لرعاياها بعدم السفر إلى جنوب سيناء خوفا من تعرضهم لمخاطر إرهابية، مضيفا: «حركة تدفق السياح على المحافظة تسير بشكل طبيعي ولا توجد أي وفود سياحية ألغت رحلاتها المقررة إلى المحافظة»، مؤكدا أن الإعلان الإسرائيلي عن إغلاق معبر طابا هو إجراء احترازي من جانبها وأنه لا يوجد أي تهديد حقيقي أو معلومات مؤكدة بشأن أي عملية إرهابية في محيط المعبر.

وقالت مصادر فندقية في سيناء إن العديد من السياح الإسرائيليين موجودون داخل فنادق جنوب سيناء قبل التحذير الإسرائيلي ولم يغادروها إلى الآن. وقال صاحب أحد المخيمات التي يرتادها إسرائيليون بمنطقة طابا: «إقبال السائحين الإسرائيليين أيام الإجازات بالمخيم طبيعي بالنسبة لهذا الوقت من العام.. ولم تتأثر بمثل هذه التحذيرات». وأكدت مصادر أمنية أن مثل هذه التحذيرات كثرت منذ تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006 وأن السياح الإسرائيليين عادة لا يستجيبون لها لأنها تكون تحذيرات خاطئة لها أهداف أخرى وليس لها علاقة بأمن الإسرائيليين.

وتشهد المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل حالة استنفار أمني غير مسبوقة، خاصة بعد أن تم ضبط صواريخ مضادة للطائرات قبل أن يتم تهريبها لشبه جزيرة سيناء، وقالت مصادر أمنية بمحافظة الإسماعيلية إن الصواريخ المضادة للطائرات، التي تم ضبطها أول من أمس بمنطقة جبلية بالإسماعيلية بالقرب من المجرى الملاحي لقناة السويس، يشتبه أن يكون تم تهريبها من دولة مجاورة قد تكون ليبيا أو السودان، وأنها كانت في طريقها إلى شبه جزيرة سيناء دون أن تعرف وجهتها النهائية.

وقال مصدر إن الصواريخ التي عثر على ثمانية منها داخل أربعة صناديق خشبية كانت حديثة الصنع وكاملة الأجزاء وبحالة جيدة وهي صواريخ «أرض/ جو» طول الصاروخ الواحد نحو مترين فيما بلغ طول منصات الإطلاق 70 سنتيمترا وعرضها نصف متر وارتفاعها 40 سم، وأضاف أنه يتم حاليا فحص هذه الصواريخ لمعرفة بلد المنشأ بعد أن طمست بياناتها.

وكانت قوات الشرطة المصرية قد ضبطت أربعة صناديق أخرى فارغة خاصة بقذائف آر بي جيه، ورجح المصدر أن يكون الأشخاص الذين كانت بحوزتهم هذه الصواريخ قد فروا من المكان بعد أن شعروا بوجود رجال الشرطة بالمكان، وعثرت دورية أمنية مصرية على الصواريخ أثناء تمشيطها لمنطقة أبو خليفة على بعد نحو كيلومترين من القطاع الشمالي لقناة السويس، ولم يتم ضبط أي مشتبه بهم بالمنطقة إلا أنه وجدت بها آثار إطارات سيارات وأقدام بشرية، وتقوم السلطات المصرية بتشديد الإجراءات الأمنية لضبط المسؤولين عن تهريب هذه الأسلحة.

وكانت العلاقات المصرية الإسرائيلية شهدت توترا في الفترة الأخيرة في أعقاب مقتل خمسة جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل الشهر الماضي، مما أدى إلى اقتحام متظاهرين مصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قبل مغادرة السفير الإسرائيلي وموظفين بالسفارة القاهرة على متن طائرة عسكرية، ونشرت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية أمس تصريحا لمسؤول مصري كبير، رفضت ذكر اسمه، قال فيه، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، إن مصر معنية بتحسين العلاقات مع إسرائيل مشيرا إلى أن هناك تعاونا مستمرا بين البلدين لإعادة الدبلوماسيين الإسرائيليين والسفير إلى القاهرة قريبا وأوضح أن السلطات المصرية تعمل لوضع الترتيبات الأمنية الملائمة حول السفارة وأن مصر ملتزمة بتعهداتها الدولية بما فيها معاهدة السلام مع إسرائيل.