«النهضة» التونسية: نجيب الشابي يريد جرنا إلى حرب لا نريدها

85% من شباب تونس يتوقعون نجاح انتخابات المجلس التأسيسي الشهر المقبل

TT

اتهم قيادي في حركة النهضة الإسلامية بتونس، مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي، أحمد نجيب الشابي، بجر الحركة ذات التوجه الإسلامي إلى «حرب نحن لا نريدها». وقال نور الدين العرباوي، القيادي في حركة النهضة لـ«الشرق الأوسط»، إن «من حق الشابي أن يطرح نفسه بديلا سياسيا للجميع بما فيه النظام السابق وحركة النهضة، لكن ذلك لا يتم عبر المشي فوق الجماجم»، كما قال. وأضاف العرباوي أن «الشابي يصر على معركة نحن لن نذهب لها لأنه في نهاية المطاف رفيق درب ونضال سابق، ولا داعي لفتح المعارك الجانبية».

وكان الشابي قد هاجم حركة النهضة واتهمها بالوقوف وراء تثبيت الديكتاتورية في تونس. وقال في اجتماع عقده بمنطقة قلعة الأندلس بولاية أريانة القريبة من العاصمة، إن الحركة هي التي كانت وراء التضييقات السياسية التي عاشتها تونس خلال فترة حكم بن علي، وذلك بسبب «انتهاجها سياسة العنف كشكل أساسي من أشكال التعبير عن وجودها»، واتهمها بالتضييق على نفسها وعلى بقية الأحزاب طيلة أكثر من عقدين من عمر نظام بن علي.

ورفض الشابي الانتقادات الموجهة لحزبه بسبب خروجه عن كل توافق بين التونسيين ورفضه التعامل مع بقية الأحزاب السياسية والتوجه منفردا إلى غمار السياسة دون البحث عن أرضية مشتركة تجمعه مع بقية الفاعلين السياسيين في تونس. وقال الشابي إن الحزب الديمقراطي التقدمي رفض الاعتماد في السابق على العنف في تعامله مع الأحداث السياسية، وهو لا يزال يرفض هذه الطريقة. كما عبر الشابي عن رفض حزبه لكل أشكال الوصاية على الدين، وقال إنه لا يحق لأي تونسي أن يعتمد على الدين للتأثير على مشاعر الناخبين، واعتبر أن كل التونسيين مسلمون ولا يحتاجون لمن يحكمهم تحت غطاء الدين.

وكان أحمد نجيب الشابي قد انتقد أكثر من مرة حركة النهضة الإسلامية وعارض لجوءها إلى العمل الخيري المغلف بالأنشطة السياسية مثل حفلات الزواج الجماعية المجانية وختان الأطفال وتقديم المساعدات لفائدة العائلات الفقيرة.

وكان حزب الديمقراطي التقدمي قد خاض في السابق نضالا مشتركا مع حركة النهضة أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي وساند قياداتها عند تعرضها للقمع والتتبعات وخاض إضراب جوع لمدة 32 يوما مساندة للحركة ومطالبة بحرية التعبير والاجتماع. إلا إن الحزب اختلفت رؤيته للمشهد السياسي بعد الثورة وهو اليوم يرى أن حركة النهضة هي المنافس الأبرز له في انتخابات المجلس التأسيسي المقبلة وهو ما تؤكده كل استطلاعات الرأي المنجزة في تونس والتي تعطي المرتبة الأولى في نيات التصويت لحركة النهضة متبوعة بالحزب الديمقراطي التقدمي في المرتبة الثانية.

إلى ذلك، أظهرت دراسة أعدها المرصد التونسي للشباب بالتعاون مع المنتدى التونسي للعلوم الاجتماعية، أن 85 في المائة من الشباب التونسي يعتقدون أن انتخابات المجلس التأسيسي، ستنجح وسيتم إنجازها في الموعد المحدد لها يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما عبرت نسبة 59.5 في المائة عن خشيتها من امتداد آثار الثورة المضادة إلى العملية الانتخابية ممن قد يؤثر عليها ويفسدها عن طريق العنف وإثارة القضايا الهامشية.

وكانت الدراسة قد خصصت لموضوع «انتخابات المجلس التأسيسي في عيون الشباب» وأظهرت أن الشباب التونسي يخير المقهى على بقية الفضاءات عندما يفكر في التحاور السياسي.