انقسام فلسطيني في لبنان حول خطاب عباس وإجماع على المقاومة «بكل أشكالها»

المقدح لـ «الشرق الأوسط»: المقاومة ستتحول مسلحة إذا لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم

TT

انقسم الفلسطينيون في لبنان حول خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، بين مرحب ومتحفظ على مضمونه، غير أن الطرفين، أجمعا على «ضرورة العودة إلى المقاومة، بأشكالها كافة، لضمان حق العودة وإعلان دولة تتمتع بسيادة على كامل أراضيها».

وقال قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان اللواء منير المقدح قي اتصال مع «الشرق الأوسط» إن خطاب عباس أمام الأمم المتحدة كان «جريئا، وأعاد التأكيد على الحق التاريخي للفلسطينيين بإنشاء دولتهم»، مشددا على أن «الحق الوطني الفلسطيني لن يموت، والمقاومة هي فعل مقدس، سنمارسه بالأشكال السلمية التي تحدث عنها عباس، وستتدرج إلى مقاومة مسلحة إذا لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم».

ورأى المقدح أن الخطاب «ودع المفاوضات نهائيا، لتنطلق بعد الآن خطوات عملية أخرى تبدأ من المقاومة السلمية، وتتدرج إلى المقاومة المسلحة»، لافتا إلى أن الأشهر المقبلة «قد تشهد تحركات مقاومة، داخل فلسطين وخارجها»، مؤكدا «أننا مقتنعون الآن بضرورة الاعتماد على أنفسنا لاستعادة حقوقنا؛ إذ لم تقدم الأمم المتحدة للفلسطينيين شيئا، فضلا عن أن الولايات المتحدة تمارس سياسة ظالمة بحقنا». وأضاف: «لو كانت هناك عدالة دولية، لأجمعت دول العالم على الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة».

وإذ أشار المقدح إلى ترحيب فلسطيني - لبناني عام بالخطاب الذي جاء «ردا على خطاب أوباما الذي حول الجلاد إلى ضحية»، أكد «أننا بتنا على قناعة تامة بأن المفاوضات طوال 18 عاما كانت عبثية»، معربا عن اعتقاده بأنه «لن يكون هناك خيار آخر غير العودة إلى المقاومة، بعد خطاب الرئيس عباس أمام الأمم المتحدة».

وحول ما إذا كان الخطاب قد أعاد عقارب الساعة إلى الوراء، وأسس لخلاف فلسطيني داخل البيت الواحد بين السلطة وحركة حماس، قال المقدح: «لن يكون للخطاب تأثير على مسار المصالحة الفلسطينية»، مشددا على أن «تعزيز الوحدة الوطنية، إلى جانب العودة إلى الكفاح بأشكاله كافة، بغية الوصول إلى تحرير الأرض».

في المقابل، أعلن مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في لبنان رامز مصطفى أن خطاب الرئيس الفلسطيني في نيويورك «لم يأت على مستوى التطلعات الفلسطينية، على الرغم من تمكنه من تعرية إسرائيل أمام المجتمع الدولي»، موضحا أن «ثغرات اعترت الخطاب، أهمها تمسك عباس بالمفاوضات للوصول إلى التسوية، رغم أن ممارسات إسرائيل واضحة للعيان، وهي التي أجهضت المفاوضات».

وأوضح مصطفى في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن المأخذ على عباس «يتمثل في اتخاذه قرار إعلان الدولة في الأمم المتحدة منفردا، وكان الأجدى به أن يدعو الفصائل للاجتماع بغية التوافق على الخطوة، وبالتالي منح المشروع زخما وطنيا كبيرا».

وقال: «من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولة ينعم بمقوماتها وسيادتها وثرواتها ومقدساتها، لكننا نرفض استجداء الإدارة الأميركية لمنحنا هذه الدولة، وهي التي عملت على تصفية الحق، فضلا عن أن الاستجداء لن يمنحنا دولتنا، خصوصا أن أوباما يقف إلى جانب إسرائيل ويرفض منحنا اعترافه بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة».

وأكد مصطفى أن الدولة الفلسطينية «يجب أن ننتزعها بفعل المقاومة وليس بالاستجداء، لأن أي دولة تمنحها الولايات المتحدة أو الرباعية الدولية لأي شعب، ستكون مطية لمشاريعهم، ومسلوبة الإرادة»، مشيرا إلى «دعمنا التام لأي جهد فلسطيني أو عربي أو إسلامي يساهم في فضح سياسة إسرائيل وتعريتها أمام المجتمع الدولي، بالكشف عن زيفها وممارساتها الإرهابية».

وطالب عباس، بعد خطابه في الأمم المتحدة وانكشاف الدعم الغربي لإسرائيل، «أن يأتي مباشرة إلى إتمام ما تم التوقيع عليه في المصالحة الفلسطينية، بغية مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرنا»، مشيرا إلى «ضرورة التضامن الفلسطيني والاجتماع على مبدأ المقاومة، بأشكالها السلمية والمسلحة كافة، لانتزاع دولتنا بالقوة». وقال: «عندما وقعنا على المصالحة، وضعنا في الحسبان أن الكفاح بأشكاله كافة؛ وأهمها الكفاح المسلح، خيار أساسي في المرحلة المقبلة، ونجدد اليوم التأكيد أنه علينا أن لا نسقط أوراق القوة التي نمتلكها لأنها تستخدم لتحصيل الحق الفلسطيني لصالح دولة تتمتع بسيادة كاملة».