عشرات القتلى والجرحى في كربلاء.. وأصابع الاتهام تتجه نحو «القاعدة»

مسؤول أمني: معلومات استخباراتية مسبقة عن تفجيرات لإحداث فتنة طائفية

عناصر أمن عراقيون قرب مكان انفجار في كربلاء أمس (أ.ب)
TT

لم تمض على أحداث النخيب أكثر من أسبوعين، التي كادت أن تفجر نزاعا طائفيا جديدا في العراق، حتى هزت مدينة كربلاء أمس سلسلة تفجيرات أوقعت عشرات القتلى والجرحى، طبقا للمصادر العسكرية والطبية.

وطبقا لما أعلنه قائد عمليات كربلاء الفريق عثمان الغانمي في مؤتمر صحافي عقده عقب التفجيرات، فإن هناك معلومات استخباراتية عن وقوع عمليات تفجير في كربلاء والأنبار لإحداث فتنة طائفية في أعقاب حادثة النخيب عندما اختطف مسلحون حافلة كانت في طريقها من كربلاء إلى سوريا وقتلوا 22 من ركابها غرب محافظة الأنبار.

وقال الغانمي إن تفجيرات أمس «تحمل بصمات تنظيم القاعدة، وتمت بوضع عبوتين ناسفتين وضعتا في أحد الأكشاك، وأسفر انفجارهما عن انفجار برميل للوقود أدى إلى احتراق ومقتل خمسة من السجناء الأحداث كانوا مستقدمين إلى المحكمة». وأضاف أن «العبوتين حملتا بواسطة أكياس وأدخلتا إلى منطقة دائرة الجنسية، ولولا تيقظ الأجهزة الأمنية لكان عدد القتلى أكبر، إذ كان هناك ما بين 400 إلى 450 مراجعا داخل مبنى دائرة الجنسية تم إخلاؤهم بشكل مباشر من قبل مدير الدائرة». وأشار الغاني إلى أن «سيارة مفخخة اكتشفت بأجهزة السونار، وعند محاولة أحد منتسبي الكشف عن المتفجرات إبطال مفعولها انفجرت عليه وقتل في الحال». وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأرقام بشأن عدد الضحايا فإن الغانمي أكد أن «عدد ضحايا التفجيرات كان 10 قتلى و87 جريحا، بينهم 34 من منتسبي الأجهزة الأمنية، منهم أربعة ضباط».

من جانبه أوفد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لتفقد عائلات ضحايا وجرحى التفجيرات. وقال بيان صحافي صدر عن مكتب المالكي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «الوفد يضم وزراء: الصحة مجيد حمد خليل، والبلديات عادل مهودر، والدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي، وعددا من نواب محافظة كربلاء ومسؤولين آخرين». وأضاف البيان أن «هذه الجريمة الشنيعة التي تأتي استكمالا لخطة الإرهابيين المندحرين في تحريك الفتنة تؤكد الحاجة إلى توحيد الكلمة ورص الصف الوطني والامتناع عن التصريحات والتصرفات التي من شأنها تحقيق أهداف المجرمين ودعاة الطائفية في إشعال الفتنة». وأشار إلى «أن التضحيات والجهود الكبيرة التي يبذلها أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لا يمكن أن تصرف الأنظار عن أي خلل أو إهمال أو تقصير يقع في بعض المواقع والأفراد»، معلنا أنه سيتابع «التحقيق في هذا الخرق بكل جدية لتحديد موقع الخلل، واتخاذ ما يلزم إزاءه، وسنضرب بحزم كل من يقف خلف هذه الجريمة وسابقتها جريمة النخيب لأنها تجمع بين الجريمة السياسية والإنسانية».

من جهة أخرى قتل ثلاثة أشخاص في هجمات متفرقة في العراق، ففي الرمادي (100 كلم غرب) أعلن طالب الفهداوي أحد مسؤولي الصحوة عن «مقتل امرأة ورجل وإصابة ستة آخرين، بينهم فتاتان وثلاثة من عناصر الشرطة بانفجار عبوة ناسفة عند منزل في الخالدية (25 كلم شرق الرمادي)». وأكد مصدر في شرطة الرمادي «مقتل وإصابة عدد من الأشخاص بانفجار عبوة ناسفة على منزل محمود عواد، أحد زعماء العشائر، أعقبها انفجار عبوة أخرى لدى وصول دورية شرطة لتفقد المكان»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي بغداد قال مصدر في وزارة الداخلية إن «مسلحين مجهولين اغتالوا بأسلحة كاتمة للصوت سائق مسؤول في وزارة حقوق الإنسان، لدى مروره في منطقة الحرية (شمال)».

إلى ذلك أصيب أربعة بينهم ثلاثة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة في حي القادسة (غرب)، وفقا لمصدر طبي.