قوى إسلامية لبنانية ترفض زيارة متوقعة لمفتي سوريا إلى لبنان

دقماق يكشف لـ«الشرق الأوسط»: سننظم مظاهرات وتجمعات لرشق موكبه بالبيض

لبنانيون وسوريون خلال مظاهرة مناوئة لنظام الأسد جرت في طرابلس (رويترز)
TT

تتابع أوساط إسلامية لبنانية وتحديدا من الطائفة السنية، المعلومات المتداولة حول زيارة سيقوم بها مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون إلى لبنان، لتهنئة البطريرك الماروني بشارة الراعي على مواقفه التي أطلقها من باريس، والتي حذّر فيها من تداعيات سقوط النظام في سوريا، ولقاءاته المرتقبة مع مرجعيات دينية وسياسية لبنانية. وبدا واضحا أن هذه الأوساط الإسلامية الرافضة لما يجري في سوريا، غير مرحبة بزيارة مفتي سوريا إلى لبنان، خصوصا بعد التصريح المنقول عنه أخيرا وإعلانه أن «استهداف النظام في سوريا هو استهداف للإسلام».

وفيما كانت بعض الشخصيات الإسلامية وأئمة المساجد في شمال لبنان، تتحدث بالهمس عن امتعاضها من هذه الزيارة وأهدافها وبرنامجها، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تشكل استفزازا لكل عربي وكل مسلم وكل لبناني يرفض عمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري الأعزل، وسط صمت مطبق إن لم يكن تواطؤ المفتي حسون وأمثاله على هذه المذابح». أعلن صراحة رئيس جمعية «اقرأ» السلفية الشيخ بلال دقماق، أن «كل الحركات والجمعيات الإسلامية، والقوى الشعبية بدأت تدرس جديا كيفية التعاطي مع زيارة مفتي سوريا إلى لبنان إذا ما حصلت فعليا».

وأكد دقماق لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة المفتي حسون إذا ما حصلت ستواجه بحملة إعلامية وشعارات ولافتات رافضة لها، وتعلن أن هذا الرجل غير مرحب به في لبنان أقلّه من قبل أهل السنّة، بسبب مواقفه المؤيدة للنظام السوري والتي تشكّل غطاء شرعيا لهذا النظام للمضي في قتل المسلمين السنّة في سوريا، وانتهاك الحرمات والاعتداء على المساجد ودور العبادة». وقال «إن هناك مشاورات بدأت وتشمل اليوم الجماعة الإسلامية والتيار السلفي والعلماء والمرجعيات السنية في طرابلس وبيروت وصيدا والبقاع الغربي، ونواب منطقة الشمال، وأبناء الجالية السورية المناهضين لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، والنازحين السوريين المقيمين في قسرا في شمال لبنان، لوضع خطة للتعاطي مع هذه الزيارة إذا ما تمت بالفعل». أضاف «لا يظن (الشيخ) أحمد بدر الدين حسون أنه مرحب به، وزيارته لن تكون رحلة استجمام، بل سيواجه بمواقف حادة جدا، وبمظاهرات شعبية من المكونات الدينية والسياسية والشعبية المذكورة، التي ستنتظره على طريق بكركي (مقر الصرح البطريركي)، لرشق موكبه بالبيض والبندورة حتى يصله الدرس الذي يجب أن يسمعه». وحذّر مفتي الجمهورية (اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني) من «استقبال مفتي النظام السوري، كي لا يعرّض نفسه ودار الفتوى إلى مواقف هو بالأصل بغنى عنها». وردا على سؤال عمّا إذا كان مفتي سوريا مغلوبا على أمره وربما يتعرض لتهديد يدفعه إلى الوقوف أقلّه في العلن إلى جانب النظام، أجاب دقماق «لا عذر له بذلك، فهو يعرف تماما الحديث النبوي الذي يقول (أول من تسعرّ به النار يوم القيامة عالم)، فإذا كان بالفعل مهددا فزيارته للبنان مناسبة له لإعلان توبته والاعتراف بأخطائه وخطاياه ومصارحة الشعب السوري بذلك، عندها نرحب به ونحمله على رؤوسنا، أما إذا كان آتيا ليكرر ما يقوله في سوريا فلن يكون موضع ترحيب وسنلاقيه بما يستحقه».