200 طبيب إيراني يستنكرون الحملة القمعية في سوريا

وصفوا الحملة بأنها مؤسفة تمت بأوامر من الأسد طبيب العيون

TT

نقلت وكالة «أسوشييتد برس» من مصادر إيرانية أن نحو 200 طبيب إيراني بعثوا برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وهو طبيب أيضا، مستنكرين الحملة العسكرية الدامية التي تشنها القوات الأمنية السورية ضد المحتجين السلميين، طوال 6 أشهر من الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد.

ونقلت الوكالة عن صحيفة «الشرق» (Shargh) اليومية الإصلاحية الإيرانية، قولها إن الأطباء، وبينهم سياسيون ووزراء سابقون من التيار الإصلاحي، استنكروا أن يقود حملة القمع تلك طبيب (وهو الرئيس الأسد)، من المفترض أن يقوم بمداواة الناس والتخفيف من آلامهم. ومن بين الموقعين وزير الصحة السابق إيراج فاضل ومرشح الرئاسة السابق (عام 2004) مصطفى معين.

وجاء في الرسالة أن الحملة الأمنية المتصاعدة، التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري، هي «أمر مؤسف»، وقد تمت بناء على أوامر شخصية من الرئيس الأسد، الذي هو «طبيب عيون». وتعد الرسالة هي الأولى من نوعها من جماعة في إيران التي تعتبر الحليف الأقوى لبشار الأسد. وكانت الحكومة الإيرانية قد حثت الأسد مرارا وتكرارا على ضرورة الاستماع إلى شعبه. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد دعا سوريا إلى تحقيق «حل، بعيدا عن العنف» الذي «يخدم مصالح الصهاينة».

وفي تصريحات أصدرها مؤخرا وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المطالب التي يرفعها المحتجون في سوريا بأنها «مشروعة»، وطلب من الرئيس الأسد الاستجابة لها بسرعة، في موقف إيراني نادر. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) عن وزير الخارجية وقتها قوله: «على الحكومات أن تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها، سواء في سوريا أو اليمن أو غيرهما. في هذه البلدان تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة، وعلى حكوماتها أن تستجيب لها بسرعة». وحذر صالحي من «فراغ سياسي» في سوريا تكون له «عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة.. ويمكن أن يسبب كارثة في المنطقة وأبعد منها».

وقال مصدر إيراني في دمشق مؤخرا أيضا إن «طهران قدمت مجموعة مقترحات معظمها سياسية أكثر من مرة» لتجاوز الأزمة السورية الحالية، «لكنّ الأصدقاء السوريين اكتفوا بسماع النصيحة شاكرين لنا مساندتنا، مؤكدين أنهم يعملون على برنامج إصلاحي ويستطيعون حل الأزمة وتجاوزها». ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية أن «المقترحات شملت الكثير من القضايا العالقة، لا سيما المتعلق منها بالأزمة الحالية، فضلا عن مقترحات لها علاقة بالتعاطي الإعلامي السوري الرسمي وشبه الرسمي، والخيارات الواقعية للتعاطي مع أطياف الشعب السوري». وكان السفير الإيراني في موسكو رضا سجادي قد أعلن أن دمشق رفضت اقتراحا إيرانيا لوضع حد للأزمة في سوريا، وأكدت لإيران أنها «كفيلة بهذه الأزمة».

وقال سجادي إن إيران تبذل جهودا مضنية عالميا ومن خلال المؤسسات الدولية لتعكس واقع ما يجري في سوريا كما هو، متهما الغرب بتشويه الأحداث الجارية في سوريا.