معارضون سوريون يدعون أطرافا فرنسية للضغط من أجل حظر جوي على نظام الأسد

الجالية السورية بالقاهرة تستنكر استقبال وزراء خارجية غربيين للمعلم

TT

استنكرت الجالية السورية في القاهرة بشدة أمس استقبال وزراء خارجية دول غربية وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك رغم «بحر الدماء الذي يسيل من جراء جرائم النظام السوري، ورغم العقوبات المحدودة المفروضة على رموزه والتي لا تتناسب مع حجم وفظاعة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الأعزل في سوريا». ومن جانب آخر جرت لقاءات جمعت بين معارضين سوريين ومسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية وآخرين مقربين من الرئيس نيكولا ساركوزي، فيما أوضحت بهية مارديني التي شاركت في اللقاءات أن المعارضة السورية ستثبت للمعلم أن أوروبا لم تمح من الخريطة وأنها ستلعب دورا كبيرا في إسقاط النظام السوري.

واعتبر منسق الجالية السورية في القاهرة محمد مأمون الحمصي في بيان صدر باسم الجالية السورية في القاهرة أمس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن لقاء وزراء خارجية أوروبيين مع وزير خارجية النظام السوري يدل على أن عهد الصفقات لا يزال مستمرا وأن الخيانة وازدواجية المعايير لا تزال هي السائدة حتى لو كانت على حساب دماء السوريين. ووجه البيان تحية إكبار واحترام لشعب سوريا معتبرا إياهم يصنعون تاريخا جديدا تضيء فيه شمس الحرية بدماء زكية طاهرة رغم الصمت الدولي وازدواجية المعايير.

وقال البيان: «ليعلم الجميع أنه لن تستطيع قوة في العالم إركاع الشعب السوري أو إبقاء هذا النظام في الحكم.. كما لن يتم تصنيع نظام سوري جديد في المطابخ الخارجية.. فالحكم في سوريا سيعود للشعب السوري بدولة مدنية مؤسساتية ديمقراطية ضمن الأسرة العربية».

كما وجه البيان تحية شكر وامتنان من الجالية السورية بالقاهرة إلى «فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومواقفه في نجدة أهله وأبنائه في سوريا». وكان وزير الخارجية السوري التقى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مع وزراء خارجية عدد من الدول الغربية أمس. وعلى صعيد ذي صلة علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المعارضة السورية أن لقاءات جمعت بين معارضين سوريين ومسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية وكذا مع سياسيين فرنسيين مقربين من الرئيس الفرنسي ساركوزي.

واللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين في العاصمة الفرنسية باريس جرى تنسيقها عبر إحدى المنظمات الدولية المهتمة بالشأن السوري. فيما أوضحت بهية مارديني التي شاركت في اللقاءات أن المعارضة السورية ستثبت لوزير الخارجية السوري أن أوروبا لم تمح من الخريطة وأنها ستلعب دورا كبيرا في إسقاط النظام السوري.

وطالب المعارضون السوريون خلال تلك اللقاءات المسؤولين الفرنسيين بفعل كل ما يستوجب فعله لحماية المدنيين العزل وبفرض حظر جوي فوق الأراضي السورية أسوة بما حدث في ليبيا وذلك لحماية المدنيين العزل، وأوضح المعارضون للسياسيين الفرنسيين أن ما يحدث في المدن السورية على الأرض يمكن تلخيصه في «أنه شعب يقتل من قبل نظام لا ولن يرحم». وشملت اللقاءات مطالبة المعارضة السورية بتوقيع عقوبات أغلظ على النظام السوري، والضغط على الدول الأوروبية لسحب سفرائها من سوريا، وطرد السفراء السوريين، وأن تكون أسرع في التحرك باتجاه الهجوم ضد النظام وألا تقف موقف الدفاع وأن تضغط على روسيا بشتى الطرق لتغيير مواقفها.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «تلك اللقاءات ليست منة أو هبة من الغرب على الشعب السوري، لكنها من أجل الإنسانية وحقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب وتنتهك ليلا ونهارا في سوريا» لكن المصدر لم يوضح مدى تجاوب المسؤولين الفرنسيين مع مطالب المعارضة السورية ولكنه أكد أن لقاء رفيع المستوى جمع الطرفين وتم فيه تناول كل القضايا بأريحية وتفاهم كامل. وأوضحت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، والتي حضرت اللقاءات أن المعارضة السورية تحاول إيصال الصوت السوري للمسؤولين الفرنسيين وإيضاح ما يجري على الأرض فعلا، حيث قالت لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا في سوريا ونحن نقدر الموقف الفرنسي إلا أنه يجب على باريس أن تنجح في موقف موحد صارم للأوروبيين».

وأضافت مارديني أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم محا أوروبا عن الخارطة ولكنها استدركت قائلة «نحن سنريه أنها ما زالت موجودة بمواقفها المنحازة للشعب السوري».

فيما رجح معارض سوري مقيم في فرنسا، رفض ذكر اسمه، أن اهتمام ساركوزي بالشأن السوري تختلط فيه السياسة الخارجية بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم في فرنسا، وقال المعارض لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مرسيليا: «ساركوزي يحاول تلميع صورته للناخب الفرنسي عبر القيام بدور دولي وإقليمي مهم ذلك لرفع شعبيته» مضيفا أن الناخب الفرنسي يهتم بقضايا حقوق الإنسان ويوليها أهمية كبيرة وهو ما يلعب عليه الرئيس الفرنسي المتراجعة شعبيته.

وفي سياق آخر أكدت بهية مارديني أن روسيا لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه مع وفد المعارضين السوريين الذي زار موسكو منذ أسبوعين من حيث إرسال وفد محايد لسوريا والاتفاق على عقد لقاء مع وفد من المعارضين في الداخل. وقالت «إن زيارة الوفد الروسي كانت سيئة جدا، ولم يقابلوا من يجب أن يلتقوا به»، مشيرة إلى أنهم التقوا آخرين يسمون أنفسهم معارضة وأن موسكو تلعب بالدم السوري حيث أرسلت وفدا بأسماء موالية للنظام السوري، قائلة «ما فعلوه أمر مشين بالفعل».