جولة دبلوماسية مصرية في واشنطن للتخفيف من لاءات أميركا

وزيرة التعاون الدولي اتهمت جهات أجنبية بتمويل جمعيات أهلية بصورة غير مشروعة

TT

قالت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي المصري، خلال مشاركتها في الاجتماع المشترك للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن أمس، إن تمويل الجمعيات الأهلية غير المسجلة في مصر يثير علامة استفهام كبيرة، مؤكدة أنه خلال الأشهر الستة الأخيرة تم إنفاق قدر من الأموال يفوق ما تم إنفاقه على مدى السنوات الست الماضية، وأنه لا بد لكل صاحب عقل أن يميز ما هو الغرض من ذلك.

يأتي هذا فيما يقوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بزيارة للعاصمة الأميركية واشنطن اليوم لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الأميركيين حول الأوضاع في المنطقة والتطورات السياسية وعملية الانتقال الديمقراطي في مصر. لكن ليس من الواضح بعد إن كان سيحصل على وعود قاطعة بشأن عدد من الملفات العالقة بين القاهرة وواشنطن، وعلى رأسها المساعدات التي وعد بها الرئيس الأميركي في مايو (أيار) الماضي.

ويخشى مراقبون في مصر من إمكانية ربط واشنطن بين المساعدات ومواقف القاهرة من عدد من الملفات الشائكة في المنطقة على رأسها العلاقات المصرية الإسرائيلية وملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ودعم مصر لمسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ويعتقد الساسة في واشنطن أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية قد عززت الاستقرار الإقليمي، لكن تصريحات على لسان مسؤولين مصريين رفيعي المستوى خرجت من القاهرة في أعقاب مقتل جنود مصريين برصاص إسرائيلي على الحدود بين البلدين الشهر الماضي ربما تثير قلق الإدارة الأميركية وحلفاء تل أبيب في الكونغرس الأميركي. ورغم التعافي النسبي للاقتصاد المصري الذي أعلن عنه نائب رئيس الوزراء حازم الببلاوي، يبدو أن القاهرة لا تزال في حاجة إلى دعم من المؤسسات الدولية. وخلال الزيارة التي تستمر 3 أيام سيجري وزير الخارجية المصري مباحثات مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، وليون بانيتا وزير الدفاع، وتوماس دونيلون مستشار الأمن القومي، وديفيد هيل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط. ويقول مراقبون إن حماس الإدارة الأميركية لدعم الربيع العربي لن يكون كافيا لإنجاح زيارة المسؤولين المصريين، فلا تزال ثمة أسئلة ملتبسة لدى الساسة في واشنطن. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» قبل يومين عن وجود عوائق محتملة أمام تمرير حزمة المساعدات الأميركية لمصر عبر الكونغرس، حيث نقلت الصحيفة شكوك إلينا روز ليتينين، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس في إمكانية الموافقة على حزمة المساعدات الأميركية للدول العربية العام المقبل.

ونقلت الصحيفة عن روز ليتينين قولها إن الكونغرس ينتظر شكل القيادة الجديدة في مصر وأجندتها وموقفها من الولايات المتحدة والسلام مع إسرائيل قبل أن يمدها بالمساعدات، المتمثلة في إنشاء صناديق تنمية اقتصادية، وتخفيف الدين المصري بقيمة مليار دولار.

وكان الكونغرس قد رفض جهود أوباما في الربيع الماضي لتمرير المساعدات لمصر في ميزانية 2011. حيث لا يزال نواب الكونغرس قلقين من إمكانية هيمنة الإسلاميين على مقاليد السلطة في البلاد في الانتخابات المقبلة، وقد تصاعدت حدة هذه المخاوف عقب اقتحام متظاهرين غاضبين للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، بداية الشهر الجاري.

ويستبعد سياسيون مصريون إمكانية أن يستجيب المجلس العسكري الحاكم في مصر للضغوط المحتملة من الإدارة الأميركية في هذه الملفات، ويقول القيادي الإخواني سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة إن «انبطاح النظام السابق أمام السياسات الأميركية لم يعد واردا، فالمجلس العسكري يستمد شرعيته من الشعب المصري الذي ائتمنه على الثورة، ولا أتصور أن يرضخ لإملاءات واشنطن، هذا لم يعد ممكنا».

إلى ذلك شددت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبو النجا على أن توجيه التمويل السياسي للجمعيات الأهلية غير المسجلة، خاصة في المرحلة الحالية تحت ستار النشاط المدني ومتابعة الانتخابات أو ما شابه، لا يمكن قبوله، لأنه يضرب بعرض الحائط كل القوانين وكل سيادة الدولة، وأن مصر لن تسمح بأي مساس بسيادتها.

وأشارت إلى أن قانون الجمعيات الأهلية يتيح لها أن تتلقى تمويلا أجنبيا بشرط أن تعلن عنه وتبلغ عنه وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية وتحدد أهدافه بحيث تكون هناك متابعة.

وقالت الوزيرة إنه على ضوء عدم توقف مثل هذه الجمعيات عن هذا النشاط المخالف، فقد تم عرض الأمر على مجلس الوزراء، وإنها طلبت تشكيل لجنة تقصي حقائق وتمت الموافقة عليها وقام وزير العدل بتشكيل اللجنة التي قدمت تقريرها منذ أسبوعين وتمت إحالته إلى جهات التحقيق المصرية، موضحة أن التقرير موثق بالكامل بأسماء من حصلوا على تمويل أجنبي من دون علم الحكومة المصرية بما يخالف القانون.