الطلاب تفاجأوا بأنه «لا يزال يحكم مصر».. ووزير التعليم يأمر بسحب النسخ

صور ومأثورات مبارك تربك كتب المدارس في محافظات مصرية

TT

فاجأ الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة 25 يناير، طلاب المدارس بأنه لا يزال رئيسا لمصر، حيث تسربت بعض الكتب المخزونة لدى بعض مديريات التعليم والتي لم يتم تعديلها، وتم توزيعها بالخطأ على الطلاب في عدد من المحافظات، مما أثار غضب وقلق أولياء الأمور والطلاب أنفسهم.

وانتشر خبر بعنوان «الرئيس مبارك ما زال رئيسا لمصر من وجهة نظر وزارة التربية والتعليم» على أحد المواقع الإلكترونية، فسارع الدكتور أحمد جمال الدين موسي، وزير التربية والتعليم المصري، بإصدار تعليمات بسحب 80 ألف نسخة من كتب مادتي التاريخ والتربية الوطنية المقررة على طلاب مرحلة الثانوية العامة من المدارس، نظرا لوجود عبارات وصور للرئيس السابق على أغلفتها.

وقال البعض إن الوزير أصدر أوامر بطبع نسخ بديلة عنها خالية من المجاملات للرئيس السابق بتكلفة نحو 200 ألف جنيه، لكن أحمد بهاء، رئيس قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم، قال لـ«الشرق الأوسط: «إنه تم استخدام الاحتياطي الذي طبع لهذا العام والذي يمثل نسبة 2%».

وأضاف «هناك 27 مليون نسخة تم طبعها بشكل فائض العام الماضي، مما يعبر عن الفساد الذي كان في مؤسسات الدولة في عهد النظام السابق، لأن تكلفة تلك النسخ تصل إلى 120 مليون جنيه، وبلغ إجمالي عدد النسخ التي مثلت مشكلة 80 ألف نسخة، منها 30 ألف نسخة من مادة التاريخ و50 ألفا من مادة التربية الوطنية للمرحلة الثانوية».

وأضاف أحمد بهاء أنه «عندما تم استخدام مخزون العام الماضي وجدنا صورا وعبارات مدح وتضخيم لشخص مبارك، والحقيقة أن الكتب طبعة 2011 - 2012، تم إزالة منها كل إشارة للنظام السابق بالمدح للأشخاص، مثل أن يطلق على مبارك «بطل الضربة الجوية»، فالعبارات على تلك الشاكلة تم إزالتها، وكذلك صورة مبارك على غلاف كتاب التاريخ و«من أقوال الرئيس مبارك» و«مأثورات لمبارك» على غلاف كتاب التربية الوطنية.

من جهته، قال الدكتور رضا مسعد، مساعد أول وزير التربية والتعليم رئيس قطاع التعليم بالوزارة، لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث كان خطأ إداريا حدث في عدد محدود من كتب التاريخ والتربية الوطنية، من ما كان متبقيا في المخازن من العام الماضي، وحدث ذلك في عدد قليل من المحافظات لا يزيد على ثلاث وليست منها محافظة القاهرة، حيث تم توزيعه بالخطأ على الرغم من وجود الكتاب المعدل الذي تمت مراجعته وتصويبه وتصحيح الحقائق التاريخية فيه».

أضاف مسعد: «كانت هناك مبالغة في إنجازات مبارك في النسخ القديمة كتصويره مثلا على أنه البطل الوحيد لحرب أكتوبر على حساب إغفال أدوار أبطال آخرين كسعد الدين الشاذلي، فنحن قمنا بوضع الحقائق التاريخية بمساعدة أساتذة تاريخ متطوعين».

وتابع مسعد: «لم نقم بذلك لإرضاء أحد، ولكن لأننا أردنا أن ندخل فصلا جديدا في كتب التاريخ والتربية الوطنية عن الثورة، ونحن نقول في هذا الفصل إن الثورة قامت ضد الظلم ومن أجل العدالة والديمقراطية، والكتب القديمة تتحدث عن عصر مبارك على أنه أفضل العصور وأنه ليس به ظلم، وبه عدالة.. فلو أضفنا إلى الكتب فصلا عن الثورة بنفس المناهج القديمة سيعد ذلك تناقضا في المادة التاريخية، وقد تم تدارك الخطأ، والوزير أمر بسرعة سحب النسخ من المديريات التعليمية حتى لا تؤثر سلبا على استيعاب الطلاب».