الدعاية الانتخابية تفرض نفسها على الرغم من غموض مواعيد الاقتراع

معارض مستلزمات المدارس والسلع المدعمة دخلت على الخط

TT

انتصب سوق الدعاية للانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر مبكرا، واستبق موعد إجرائها والقواعد المنظمة لها اللذين لم يتم تحديدهما بعد.. لكن أجواء الانتخابات ومفرداتها من اللافتات والشعارات والندوات بدأت تغزو بقوة شوارع عدد من المحافظات المصرية، خاصة العاصمة القاهرة. وكان المجلس العسكري (الحاكم في البلاد) أعلن أن إجراءات انتخابات مجلسي الشعب والشورى ستبدأ خلال ستة أشهر من تاريخ العمل بالإعلان الدستوري الذي تم الاستفتاء عليه في 19 مارس (آذار) الماضي، أي قبل نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، على أن تجرى الانتخابات في شهر أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، أما الانتخابات الرئاسية فلم يصدر بشأنها أي تصريح أو إعلان حتى الآن.

حالة الغموض تلك، لم تمنع المرشحين من بدء ماراثون الدعاية الانتخابية، فأصبح لا يخلو حي من لافتات تحمل أسماء المرشحين، أو صورهم، التي تجوب بها سيارات الشوارع. كما استغل المرشحون بدء العام الدراسي في مصر، لإقامة معارض لبيع ملابس ومستلزمات المدارس بأسعار مخفضة، وجاء مرشحو جماعة الإخوان المسلمين في مقدمة المرشحين الذين أقاموا تلك المعارض في عدد من المحافظات.

وبين وقت وآخر، ينظم قياديون من جماعة الإخوان مؤتمرات في عدد من المحافظات لتقديم مرشحيهم المحتملين في الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة في المحافظات التي يتمتع فيها «الإخوان» بحضور قوي في الشارع مثل الشرقية والإسماعيلية والإسكندرية.

وأثارت اللافتات الانتخابية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل للرئاسة، أزمة بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين، التي اتهمها بتمزيق لافتاته في عدد من المحافظات نتيجة انشقاقه عن الجماعة، إلا أن «الإخوان» نفوا هذا الاتهام وأكدوا عدم صلتهم بالأمر.

ويقول المهندس محمد عبد الفتاح، الذي يرغب في الترشح لانتخابات البرلمان في دائرة عابدين بوسط القاهرة: «بدأت في إجراء الدعاية الخاصة بي مبكرا، نظرا لأن قانون الانتخابات المنتظر وسع الدائرة الانتخابية، وبالتالي جهدي الآن منصب على التوجه إلى أكبر عدد من الناخبين للتعريف ببرنامجي الانتخابي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «في عهد النظام السابق، كان يتم تمزيق لافتات أي مرشح لا ينتمي إلى الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا)، وكان جهاز أمن الدولة (المنحل) يضيق على ندوات الدعاية التي يعقدها المرشحون المستقلون والمعارضون، أما الآن.. الأمر تغير».

أما سيد عبد اللطيف، وهو مرشح مستقل يرغب في الترشح عن دائرة محرم بك بوسط الإسكندرية، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «كمرشح مستقل أحاول أن أكثف الدعاية التي أقوم بها لمواجهة الدعاية المكثفة التي يقوم بها المرشحون المحتملون لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي».

وبرر عبد اللطيف زيادة مظاهر الدعاية للانتخابات بعد ثورة 25 يناير بغياب القبضة الأمنية الحديدية التي كان يفرضها الأمن ليضمن نجاح مرشحي الحزب الوطني حتى ولو بالتزوير، وقال «أتمنى أن يخوض مرشحون عن الحزب الوطني الانتخابات القادمة ليعرفوا قدرهم الحقيقي في الشارع بعيدا عن التزوير».

على الجانب الآخر، يقول حلمي عبد الله، صاحب مكتب للدعاية والإعلان بحي حلوان (جنوب القاهرة): «هذا موسمنا المفضل ونحن ننتظره بفارغ الصبر، ويبدو أنه سيكون موسما مثيرا، فقد بدأ المرشحون الراغبون في الترشح للانتخابات البرلمانية في طلب اللافتات الدعائية منذ شهر رمضان الماضي، كما تضاعفت أسعار القماش الذي تصنع منه اللافتات نتيجة الإقبال عليه».

وأضاف حلمي: «أتوقع أن يزداد الطلب على الدعاية الانتخابية عندما يعلن المجلس العسكري موعد الانتخابات، وستتضاعف أسعارها كلما اقترب موعد الانتخابات».