إضراب سائقي النقل العام يثير قلق البسطاء في مصر

الحكومة تعد بتلبية مطالبهم.. ووسائل النقل الخاص تزيد أعباء المواطنين

TT

يبدو أن أجندة المواطن المصري سوف تزداد ارتباكا يوما بعد آخر، فالإضرابات والاعتصامات التي تنظمها فئات مجتمعية بعينها تمس أغلبية بيوت المصريين، وتضربها في العمق خاصة البسطاء منهم.. فمع بداية العام الدراسي وجد رجل الشارع نفسه وسط حزمة من الإضرابات تتجدد وتتنوع يوميا، بجانب المشكلات والأزمات الاقتصادية، مما يفاقم من عبء المسؤوليات الملقاة على عاتقه.

بدأت حزمة الإضرابات، بإضراب المعلمين فذهب الطلاب إلى مدارسهم، فلم يجدوا تعليما ولا معلمين ليعودا إلى البيت ملقين المزيد من الهموم على عاتق أسرهم المثقل. وبينما لا تزال مدارس المحروسة تبحث عن روادها، وجد المواطن البسيط نفسه مرة أخرى في مواجهة إضراب لسائقي النقل العام، الوسيلة التي تستخدمها الشرائح الفقيرة والمتوسطة من المصريين للتنقل نظرا لرخص تكلفتها مقارنة بوسائل النقل الأخرى.

وأصاب توقف عجلة النقل العام منذ أكثر من خمسة أيام كثيرا من المصريين البسطاء بالنقمة على الحكومة المصرية والمضربين على حد سواء، فهذا الإضراب لم يضطرهم فقط إلى تحمل أعباء وتكاليف إضافية، بل جعلهم أيضا يقعون فريسة لسائقي الميكروباص أو التاكسي.

ورغم قبول غالبية المصريين لتحمل تكاليف إضافية بعد إضراب سائقي النقل العام، فإن ظاهرة التكدس كانت الأكثر تأثيرا في المواطن، فوسائل المواصلات البديلة، خاصة في المناطق التي لا يوجد بها محطات لمترو الأنفاق، لا تكفي لنقل كافة المواطنين إلى أعمالهم وأشغالهم، خاصة أن مركبات النقل العام تخدم في الغالب سكان المناطق الشعبية المزدحمة، مما خلق تكدسا شديدا على هذه المواصلات البديلة والتي لم تستطع الوفاء بالغرض.

محمد عبد الرحيم، أحد المواطنين في منطقة الجيزة، الذي انتظر أكثر من نصف ساعة قبل أن تأتي عربات الميكروباص التي تقله إلى مكان عمله في مصلحة الطب الشرعي بمنطقة السيدة زينب، قال: «نحن لسنا ضد أن يأخذ السائقون حقوقهم ونعلم أن كثيرا منهم يحصل على رواتب ضئيلة، ولكن يجب أن لا يكون حصولهم على حقوقهم عن طريق تعطيل مصالحنا».

وتقول سيدة شعبان، موظفة بالشهر العقاري: «كثير من الناس الذين يعتصمون أو يضربون عن العمل ليس لهم الحق في ذلك لأنهم يتقاضون رواتب تكفيهم مش زي آخرين يتقاضون رواتب صغيرة، وعلى الحكومة تلبية مطالب الناس عشان الدنيا ما تقفش».

لكن توقف الحياة والتأخر عن العمل ليس الضرر الوحيد الناتج عن إضراب سائقي النقل العام فتكدس المواطنين على عربات الميكروباص تخلله العديد من حوادث السرقة حيث يصعب التعرف على السارق وسط هذا التكدس.

وتحاول الحكومة المصرية تهدئة مخاوف المواطنين من استمرار مثل هذه الإضرابات وبالتالي استمرار تأثيرها السلبي على حياتهم اليومية، وأعلنت أول من أمس عن موافقتها على مطالب المعلمين وأن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف سيصدر اليوم (الثلاثاء) عددا من القرارات لحل أزمة النقل العام، بعد أن رفض العمال تعليق اعتصامهم مقابل التفاوض مع وزير القوى العاملة. وما بين تصريحات الحكومة وأزماتها مع عمال النقل والمعلمين، ينتظر كثير من المصريين أن تسير حياتهم بصورتها الطبيعية وألا يوقف عجلتها إضرابات أو اعتصامات.