دعت حركة 20 فبراير الشبابية الاحتجاجية، خلافا عن سابق مسيراتها، إلى مقاطعة الانتخابات السابقة لأوانها المقررة في المغرب في 25 من نوفمبر (تشرين الثاني)، وردد المتظاهرون الذين شاركوا في مظاهرة جرت، أول من أمس، في الدار البيضاء شعارات تدعو إلى المقاطعة، وهي مبادرة اعتبرتها مصادر حزبية داخل الحركة تتعارض مع قرارات الاجتماع العام، وقالت إن الحركة غير مخولة لاتخاذ مواقف سياسية تتناقض مع مواقف التيارات الحزبية بداخلها.
وتضم حركة 20 فبراير مستقلين وأعضاء من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والنهج الديمقراطي والطليعة واليسار الاشتراكي الموحد وجماعة العدل والإحسان الأصولية، ومن بين هذه المكونات من أعلن من قبل عن مقاطعته للانتخابات، مثل حزب اليسار الاشتراكي الموحد وجماعة العدل والإحسان.
وعرفت مظاهرة الدار البيضاء الاحتجاجية إطلاق أعداد كثيرة من الحمام تعبيرا عن الحرية، ومشاركة أمهات اخترن التظاهر مع أبنائهن، الذين كانوا يرتدون زيهم المدرسي وحملوا محفظات ولافتات إشارة لغلاء الأدوات المدرسية، وللتعبير عن غلاء المعيشة، والمطالبة بتحسين قطاع التربية والتعليم، تزامنا مع بداية العام الدراسي هذه الأيام.
يشار إلى أن هذه المظاهرة هي الثالثة من نوعها التي تنظمها حركة 20 فبراير في منطقة سباتة بالدار البيضاء. وكانت مظاهرة سلمية ولم تعرف أي تدخل أمني.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإصلاحات سياسية وإسقاط رموز الفساد والقضاء على الاستبداد ومقاطعة الانتخابات، إضافة إلى المطالبة بإصلاح التعليم والصحة، وتحسين المعيشة والزيادة في الأجور، ورفع المحتجون لافتات كبيرة تحمل صور أحد أعضاء الحركة (معاد) الذي يعرف باسم «الحاقد»، ورددوا شعار «كلنا حاقدين»، تضامنا معه في اعتقاله، مؤكدين أن اعتقاله سياسي يهدف إلى الانتقام من أعضاء الحركة، مطالبين بإطلاق سراحه. وشارك في المظاهرة عدة آلاف، وقالت جهات رسمية إنهم كانوا في حدود خمسة آلاف، لكن المنظمين قالوا إن العدد يصل إلى 15 ألفا.
وكانت حركة 20 فبراير الشبابية دعت إلى مظاهرات مماثلة في عدة مدن مغربية، وتفاوتت الاستجابة لهذه الدعوة من مدينة لأخرى، يشار إلى أن حركة 20 فبراير اتخذت اسمها منذ اليوم الذي شرعت فيه تنظيم مظاهرات مستمرة في نهاية كل أسبوع في مختلف المدن المغربية، وكان ذلك في فبراير (شباط) الماضي.