«فتاة الشورى» ترصد كيف تفاعلت 34 مدعوة لخطاب الملك مع القرار التاريخي

أول موظفة بالمجلس قالت لـ «الشرق الأوسط»: إن حالهن كان بقدر تاريخية الإعلان

صورة ضوئية لكارت العمل لأول موظفة سعودية في الشورى («الشرق الأوسط»)
TT

حينما اقترب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه الذي ألقاه أمام الشورى من الجملة التي قال فيها «يعلم الجميع بأن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي، والمشورة، منذ عهد النبوة، دليل ذلك مشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية..»، بدأت نبضات قلوب المدعوات لحفل افتتاح أعمال السنة الثالثة للشورى تتصاعد بشكل تدريجي، ذلك لأن مثل هذا التقديم كان مسببا لما بعده.

وفي تلك اللحظة تحديدا، التي شد فيها الملك عبد الله انتباه سيدات بلاده لخطابه، وأنه يعنيهن، كانت تجلس نحو 34 سيدة من سيدات المجتمع السعودي في صالتين علويتين، تطلان على المحفل الرئيسي الذي كان يضم جمعا كبيرا من الأمراء والوزراء وأعضاء مجلس الشورى والسلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الرياض.

وما هي إلا لحظات، حتى أشعلت «كفوف النواعم» الصالتين العلويتين بتصفيق غير مسبوق، وذلك على أثر القرارين التاريخيين القاضيين بدخول المرأة لمجلس الشورى، وفتح الباب أمامها للتنافس على مقاعد المجالس البلدية.

تلك اللحظات، وقفت عليها رشا الشبيلي، موظفة العلاقات العامة في مجلس الشورى، وأول موظفة في تاريخ المجلس، حيث كانت بمثابة «حجر الزاوية» في جميع الأعمال التنظيمية الخاصة بدعوة سيدات المجتمع السعودي لحضور الخطاب الملكي.

تقول رشا التي تتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة لـ«الشرق الأوسط» عن لحظة إعلان تمكين المرأة من المشاركة في الحياة السياسية: إنها «لحظة تاريخية»، وتشير إلى أنها لا يمكن أن تنسى التفاعل الكبير الذي قابل به المدعوات قراري الملك، حيث كان حالهن أشبه بما يكون «تحقق انتصار عظيم لهن».. وتتابع: «هو فعلا انتصار عظيم ولحظة لا يمكن أن يتجاهلها التاريخ بأي حال من الأحوال».

ومن المهم الإشارة إلى أن الحضور النسائي لحفل افتتاح أعمال السنة الثالثة للدورة الخامسة في مجلس الشورى ضم مجموعة من الأميرات السعوديات الناشطات في المجال الخيري والتطوعي، وعددا آخر من مديرات الجامعات، وصفوة من سيدات المجتمع.

رشا الشبيلي، المولودة في مدينة أوهايو الأميركية، والتي تلقت تعليمها العام والعالي في بلادها وتخرجت في جامعة الملك سعود بمرتبة الشرف، هي أول موظفة سعودية في مجلس الشورى، واستعانت إدارة العلاقات العامة بالمجلس بخدماتها منذ نحو عام ونصف، لتصبح بذلك أول سعودية تمارس أعمالا إدارية في المؤسسة التشريعية. تقول الشبيلي لـ«الشرق الأوسط» عن علاقة المرأة بالشورى: إنها أخذت تتعزز يوما بعد الآخر، فالمجلس يضم الآن نحو 12 مستشارة من جميع التخصصات، وأنهن (أي المستشارات) يضطلعن بأدوار حيوية داخل المجلس، منها المشاركة في أعمال اللجان، ودراسة مشاريع الأنظمة ذات الصلة بالمرأة.

ومن الأدوار التي يضطلع بها مستشارات مجلس الشورى، طبقا لرشا، المشاركة في استقبال الوفود الخارجية، وتمثيل السعودية في المحافل الدولية ضمن وفود الشورى المشاركة فيها.

ومن المنتظر أن يسهم القرار الملكي في تعزيز دور المرأة في مجلس الشورى، وذلك بعد دخولها في عضويته، حيث من الطبيعي أن يكون لها حضور في الجلسات الأسبوعية، وأن يسمح لها بإلقاء المداخلات، والتصويت على الموضوعات، والتقدم بتوصيات إضافية، والمشاركة في النقاش داخل الجلسات التي تناقش الشأن العام.