المعارضة اليمنية ترفض عرض صالح.. وأنصارها يتظاهرون في صنعاء

مسلحو القبائل يهاجمون معسكرا للجيش شمال صنعاء ويقتلون ضابطا ويأسرون 30 عسكريا

TT

أعلنت المعارضة اليمنية أمس رفضها خطاب الرئيس علي عبد الله صالح الذي أكد استعداده لنقل السلطة، في حين تظاهر عشرات الآلاف ضده في صنعاء.

وأعلن صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ أشهر في بلاده أنه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر إجراء انتخابات. وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك لوكالة الصحافة الفرنسية «بالنسبة لنا، الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لأي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس». وأضاف أن «صالح أظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلها إلى نائبه» عبد ربه منصور هادي. وأضاف: «لقد تحدث عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة إلى نائبه. إنه يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها إرضاء لقادة الخليج». من جهته، قال وليد العماري أحد قادة «شباب الثورة» الذين ينظمون حركة الاحتجاجات الشعبية: «لن نقبل خطاب الرئيس، والشباب لن يتراجعوا إلا بتحقيق الأهداف التي يطالبون بها».

وجرت مظاهرتان منفصلتان أمس في شوارع صنعاء واحدة للنساء والأخرى للرجال أطلقت خلالهما هتافات تندد بصالح وتصفه بـ«الجزار». وسارت المظاهرات من دون أي مشاكل لأن المشاركين لم يغادروا المنطقة الخاضعة لسيطرة الوحدات العسكرية المؤيدة للاحتجاجات.

وكانت قوات الجيش الموالية للرئيس أطلقت النار الأحد على متظاهرين ما أدى إلى إصابة 18 شخصا بجروح أحدهم في حال موت سريري. وأدت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس إلى ما لا يقل عن 175 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات الأحد الماضي.

وبينما كانت المعارضة تتظاهر، أقامت القوات الموالية للرئيس عرضا عسكريا في إحدى ثكنات صنعاء بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانقلاب 26 سبتمبر (أيلول) الذي أطاح بحكم الأئمة وأعلن قيام الجمهورية.

ومع بقاء الأوضاع هادئة في العاصمة، هاجم مسلحون تابعون للقبائل إحدى قواعد الحرس الجمهوري شمال صنعاء ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد واحتجاز نحو 30 عسكريا رهائن، وفقا لمصادر رسمية وقبلية. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان مقتضب أن العميد عبد الله الكليبي قائد اللواء 63 في الحرس الجمهوري «قتل بهجوم شنته قبائل» المنطقة على القاعدة في نهم (60 كلم شمال صنعاء).

من جهتها، قالت مصادر قبلية إن 4 من مسلحي القبائل قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في الهجوم الذي وقع ليل الأحد الاثنين. وتابعت المصادر أن مسلحي القبائل المناهضة للرئيس أخذوا معهم 30 عسكريا رهينة لدى انسحابهم من القاعدة. وتشكل نهم جزءا من بلدات تتحكم في المدخل الشمالي للعاصمة وتضم 5 قواعد تابعة للحرس الجمهوري بقيادة أحمد النجل، الأكبر للرئيس اليمني.

ويشكل انتشار وحدات الحرس الجمهوري في مناطق شمال صنعاء مانعا أمام اتصال قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر بتلك المتمركزة في شمال اليمن. وأدت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس إلى ما لا يقل عن 175 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات الأحد الماضي.

وذكر موقع «مأرب برس» الإلكتروني اليمني أن قبائل نهم شنت هجوما عنيفا على اللواء 63 مشاة جبلي حرس جمهوري، عقب القصف الجوي الذي تعرضت له عدد من قراها أول من أمس. وأشار الموقع إلى أن القبائل تمكنت خلال الهجوم من تدمير مقر قيادة اللواء، الكائن في بيت دهرة (الحدودية بين نهم وأرحب)، وإحراق 9 مدرعات ودبابات، بالإضافة إلى الاستيلاء على 3 مدرعات أخرى، وعلى طاقم عسكري. كما قامت قبائل نهم، خلال اقتحامها للمعسكر، بأسر 16 جنديا، وقدمت الإسعافات اللازمة للجنود الجرحى والمصابين.

وقال الموقع اليمني إنه فور عملية الاقتحام، قام الطيران الحربي بشن غارات جوية مكثفة على المعسكر، الأمر الذي اضطر قبائل نهم إلى مغادرة الموقع، والاكتفاء بفرض حصار مطبق عليه، كي لا يتم قصف قرى المديرية منه مجددا.