خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة يرفع شعبيته داخل إسرائيل ويحطم المعارضة

استطلاع رأي يشير إلى أن حزب العمل يعود إلى التنافس على رئاسة الحكومة

TT

دلت نتائج استطلاع للرأي نشر في تل أبيب أمس، على أن شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتفعت بشكل كبير في أعقاب خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي. ولكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الخريطة الحزبية في إسرائيل ستشهد انقلابا في صفوف المعارضة، حيث إن حزب «كديما» بقيادة تسيبي ليفني، الذي يعتبر اليوم أكبر الأحزاب الإسرائيلية، سيخسر أكثر من ثلث قوته ويصبح الحزب الثالث أو الرابع في الانتخابات المقبلة، وسيعود حزب العمل بقيادته الجديدة إلى صدارة الحلبة الحزبية ويصبح الحزب الثاني، منافسا أساسيا لحزب الليكود الحاكم.

ومع أن المحصلة النهائية لنتائج الانتخابات، حسب هذا الاستطلاع، تشير إلى أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو سيظل الحزب الأول وتجمع أحزاب اليمين سيظل هو الأقوى (66 نائبا من مجموع 120)، إلا أن الاتجاه الجديد الذي تظهره هذه النتائج يفتح الباب أمام آفاق جديدة تهدد الأكثرية اليمينية.

وكان الاستطلاع قد أعد في معهد «ديالوغ» بناء على طلب صحيفة «هآرتس»، وأجري يوم الأحد الماضي بإشراف البروفسور كميل فوكس من كلية الإحصاء في جامعة تل أبيب. وقد حرص على معرفة مدى تأثير خطاب نتنياهو، باعتبار أن رئيس الحكومة وجه خطابه بالأساس إلى الإسرائيليين وإلى يهود الولايات المتحدة، بهدف ترسيخ قناعاتهم الأمنية ومخاوفهم من التطورات في العالم العربي. ويبين الاستطلاع أن نتنياهو نجح في مرماه، فقال 40% من الإسرائيليين إنهم شعروا بالاعتزاز وهم يستمعون إلى الخطاب، وقال 21% إنهم شعروا بالأمل (13% قالوا إنهم شعروا باليأس و12% شعروا بأنه يضيع فرصة و14% رفضوا التعليق).

وسئلوا إن كانوا راضين عن سياسة نتنياهو، بعد هذا الخطاب، فأجاب 41% بالإيجاب، علما بأن نسبة الراضين عن سياسته انحدرت إلى 31% في الشهر الماضي. ولكن هذا الارتفاع يجب أن لا يعزي نتنياهو كثيرا، حيث إن نسبة غير الراضين عنه ما زالت أكبر (45%).

وعندما سئلوا عن شكل تصويتهم في الانتخابات، إن جرت في هذه الفترة، حصل حزب الليكود على 26 مقعدا (25 مقعدا في الاستطلاع السابق قبل شهر، علما بأن لديه اليوم 27 مقعدا). ثم يليه حزب العمل، بقيادة شيلي يحيموفيتش، الذي حصل في الاستطلاع على 22 مقعدا (22 مقعدا في الاستطلاع السابق و13 مقعدا في الانتخابات السابقة). وأما حزب «كديما»، فحصل في الاستطلاع على 18 مقعدا (22 مقعدا في الاستطلاع السابق و28 مقعدا في الانتخابات السابقة).

ومن النتائج اللافتة للنظر أن حزب «يسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا)، بقيادة وزير الخارجية اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، واصل في هذا الاستطلاع زيادة قوته. فقد ارتفع إلى 18 مقعدا (15 في الاستطلاع السابق وفي الانتخابات السابقة). وهذه النتيجة تقلق نتنياهو أكثر من تصاعد قوة حزب العمل، حيث إنه يشير إلى استعداد قوى عديدة في اليمين للتخلي عن نتنياهو والاستبدال به ليبرمان كقائد لمعسكر اليمين.

وتشير النتائج أيضا إلى استمرار تراجع حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، حيث يحصل على 9 مقاعد فقط، وهي قوته نفسها في الاستطلاع السابق، علما بأنه ممثل حاليا بـ11 مقعدا فاز بها في الانتخابات السابقة. أما كتلة تحالف حزبي المستوطنات، «الاتحاد القومي» المعارض و«البيت اليهودي» الشريك في الحكومة، فتحصل على 7 مقاعد (9 في الاستطلاع السابق و7 في الانتخابات السابقة). ويرتفع تحالف الأحزاب الدينية الأشكنازية «يهدوت هتوراه» بمقعد واحد عن الانتخابات السابقة حيث حصل على 6 مقاعد.

وفي اليسار الراديكالي يرتفع حزب «ميريتس»، بحسب الاستطلاع، بمقعدين، حيث يحصل على 5 مقاعد، في حين تتراجع الأحزاب العربية بمقعدين، لتحصل على 9 مقاعد (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة «4»، والقائمة العربية الموحدة 3 مقاعد، وحزب التجمع مقعدان).

وعن احتمالات التوصل إلى سلام، قال 54% إن الوضع لم يتغير، وقال 16% إن احتمالات اندلاع العنف تصاعدت، مقابل 11% قالوا إن احتمالات التوصل إلى سلام ارتفعت، في حين أجاب بـ«لا أعرف» 19%.

وقد أثارت هذه النتائج ردود فعل واسعة في إسرائيل، خصوصا إزاء الانقلاب المتوقع في المعارضة. فقال النائب دانئيل بن سيمون من حزب العمل، وهو صحافي سابق وخبير في الشؤون الحزبية: «إذا استطاعت زعيمة حزب العمل يحيموفيتش، أن توحد صفوف الحزب من جهة وأن تطرح بديلا سياسيا لسياسة نتنياهو باتجاه التفتيش عن تسوية سلمية مقنعة، فإن حزب العمل لن يهزم (كديما) فحسب، بل سيهدد تحالف نتنياهو - ليبرمان أيضا». ودعا بن سيمون قائدة حزبه أن تسارع إلى التعاون مع منافسيها في الحزب، وتتفق معهم على برنامج «سياسي مناسب لهذه المرحلة، ويبعث الأمل في نفوس الإسرائيليين».