إشارات إيجابية من المالكي والتحالف الوطني تسبق زيارة مرتقبة لوفد كردي

قيادي في دولة القانون: تحالفنا استراتيجي ولن يتفكك كما يراهن البعض

TT

فيما أكد مصدر كردي مطلع في مكتب نائب رئيس الوزراء وممثل رئيس إقليم كردستان في بغداد، روز نوري شاويس، أن وفدا كرديا برئاسة رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح سيصل إلى بغداد اليوم بعد أن تلقى إشارات إيجابية من رئيس الوزراء نوري المالكي بالإضافة إلى رسائل تطمين من التحالف الوطني الكردستاني، نفى مصدر آخر في وقت لاحق أمس ذلك، موضحا أن وفدا قد يصل الأسبوع المقبل وأنه سيضم ممثلي الأحزاب الكردستانية.

وقال المصدر في مكتب شاويس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن صالح سيأتي «حاملا ملف العلاقات الثنائية بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان على صعيد المسائل العالقة وهي معروفة وتتمثل في قانون النفط والغاز والمادة 150 من الدستور العراقي الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بالإضافة إلى اتفاقات أربيل مع الكتل السياسية الأخرى»، لكن قياديا في الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يترأسه رئيس الجمهورية جلال طالباني ويشغل صالح منصب نائب أمينه العام، أوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» في وقت لاحق أمس أن صالح لن يأتي إلى بغداد اليوم، مضيفا أن وفدا من الإقليم قد يأتي إلى بغداد الأسبوع المقبل ولكنه لن يكون وفدا حكوميا بل وفدا من ممثلي الأحزاب الكردستانية.

وكان التحالف الوطني العراقي قد أرسل قبل يومين وفدا رفيع المستوى إلى أربيل ضم فالح الفياض مستشار الأمن الوطني وصادق الركابي القيادي بدولة القانون والمستشار السياسي للمالكي وعددا من المسؤولين حملوا رسائل تطمين من المالكي وقيادة التحالف الوطني ليس فقط بشأن حل القضايا العالقة وإنما إعادة بناء التحالف «التاريخي» بين التحالف الوطني الشيعي والتحالف الكردستاني وهو ما ورد عبر إشارات عديدة لقيادات في التحالف الوطني. كما أصدر زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي أمس بيانا دعا فيه إلى إجراء مفاوضات جدية مع التحالف الكردستاني من منطلق الشراكة التاريخية بين الطرفين. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «إننا نغتنم الفرصة للتذكير والتأكيد على الثوابت التاريخية التي رافقت العمل الوطني المضني الذي أدى إلى الإطاحة بالنظام الديكتاتوري السابق، وتعد الحركة الكردية من أهم أركان التحالف التاريخي بين القوى الوطنية العراقية التي ساهمت مع تلك القوى مساهمة فاعلة في إسقاط نظام صدام». وأضاف «إننا نتابع بقلق بالغ تفاقم الخلاف بين ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني، وإذ نأسف لتفاقم حدة الخلاف بينهما فإننا ندعو التحالف الوطني إلى تبني عملية التفاوض مع التحالف الكردستاني والقائمة العراقية، لاستيعاب الخلاف وإيجاد الحلول الناجعة باعتبار دولة القانون جزءا من التحالف الوطني». وأشار الجلبي إلى أن «الشعب الكردي وقيادته السياسية لطالما استضافا المعارضة العراقية بكافة فصائلها على أرض كردستان لسنوات طويلة، ومكن الكرد باقي القوى الوطنية العراقية من عقد المؤتمرات والنشاطات الإعلامية والسياسية والعسكرية والأمنية بحرية، وتحملوا تبعات تلك النشاطات لأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي وهم أصحاب حق في هذه الأرض أسوة بإخوانهم العرب، وقد جاء الدستور ليؤكد شراكتهم في هذا الوطن».

من جانبه وصف القيادي البارز في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد العلاقة بين التحالفين الشيعي والكردي بأنها «استراتيجية» مرجحا في الوقت نفسه «تمرير مشروع قانون النفط والغاز بالإجماع». وقال السنيد في تصريحات صحافية إن «علاقة التحالف الوطني مع التحالف الكردستاني والأكراد بشكل عام هي تحالف استراتيجي ولن يتفكك كما يراهن البعض وإن التفاهمات بينهما هي تضحية ودماء وليست تفاهمات واستحقاقات ومكاسب». وأضاف أنه «من الطبيعي أن تحصل اختلافات في وجهات النظر بين القوى السياسية حول بعض القضايا والملفات أو مشاريع القوانين مثل قانون النفط والغاز بين ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني والذي نرجح أن يمر بالإجماع والتوافق السياسي».