القوات الأمنية تطوق الرستن وأصوات الانفجارات تهز المدينة.. واستمرار الاشتباكات في حمص

القصير تشيع قتلاها تباعا في مظاهرات حاشدة مع رفض السلطات تسليمهم إلا على دفعات

صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت» لنساء يتظاهرن في سقبا بريف دمشق تضامنا مع سكان الرستن التي تعرضت لهجوم بري وجوي من قوات بشار الأسد أمس
TT

استمرت الاشتباكات في حمص أمس بين القوات الأمنية السورية وجنود منشقين، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة أشخاص قتلوا في مدينة حمص، بينما قتل شخصان آخران في إدلب وشخص آخر في درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 مواطنين قتلوا في حي البياضة إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية الحي بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة وإحراق دبابة من قبل عناصر منشقة، وذلك نقلا عن ناشط من المدينة. وقتل مواطنان وأصيب 20 آخرون بجراح خلال اقتحام قوات الأمن حي الخالدية لملاحقة مطلوبين للسلطات السورية.

وتتعرض مدينة الرستن التابعة لحافظة حمص لحملة عسكرية واسعة، وقالت مصادر محلية إنه منذ ساعات فجر يوم أمس طوقت قوى الجيش والأمن والشبيحة المدينة بالكامل، مع قطع للكهرباء والاتصالات ووصول تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة. وبدأت العملية العسكرية باقتحام المدينة من أربعة محاور مع إطلاق نار كثيف وقنابل صوتية كثيفة مدوية، كما تم محاصرة بلدة تلبيسة القريبة من الرستن بعد قطع الطريق الدولي حمص - حماه. ولوحظ تحليق للطيران الحربي على ارتفاع منخفض في أجواء الرستن وتلبيسة. وتحدث ناشطون عن صعوبة بالغة في إسعاف المصابين نتيجة إطلاق النار الكثيف، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من كافة الجهات. وتحدثت مصادر عن حصول انشقاق كبير في كتيبة الهندسة شمالي الرستن، وقالت إن المنشقين انضموا إلى لواء الضباط الأحرار للدفاع عن المدنيين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة الرستن في حمص تعرضت لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات منذ الساعات الأولى لفجر أمس، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت المدينة. وسمع صوت إطلاق رصاص كثيف في بلدة تلبيسة، وشوهد انتشار 25 حاجزا في المنطقة. وكانت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الداخل، أعلنت في وقت سابق أمس عن «انتشار عسكري كثيف» في الرستن مع «تطويق للمدينة من جهة الغرب».

وفي مدينة القصير بحمص، تسلم ذوو مواطنين اثنين جثمانيهما، وكانا قد فقدا يوم السبت الماضي، خلال العمليات العسكرية والأمنية في المدينة وقرى مجاورة لها.

وقالت مصادر محلية إن الجيش نفذ عملية عسكرية في منطقة البياضة بحمص حيث قام الشبيحة بمرافقة مدرعات مدعومة بدبابات، باقتحام المنطقة إطلاق عشوائيا أسفر عن إصابة العشرات ممن تعذر إسعافهم تحت وابل الرصاص. وقدر ناشطون عدد الإصابات في الخالدية والبياضة يوم أمس في حصيلة غير نهائية، بأكثر من 25 إصابة، بينها أكثر من خمس إصابات بوضع خطير، وثلاث قتلوا برصاص القناصة عند محاولتهم قطع شارع القاهرة عند مفرق الزواق في البياضة.

وفي محافظة إدلب، قتل مواطنان قبل قليل في بلدة كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات ملاحقات أمنية.

وفي محافظة درعا، نفذت قوات أمنية سوريا ليل أول من أمس وفجر أمس، حملة مداهمة واعتقالات في بلدة طفس وأسفرت الحملة عن مقتل مواطن وإصابة خمسة بجراح اعتقال 17 شخصا. وقالت مصادر إن منيف الزعبي قتل بإطلاق نار عند اقتحام طفس، لدى محاولته الهرب من الاعتقال مع عدد من رفاقه وهم سامر حريدين وحمود الصباح وطارق عسكر وعبد الحميد كيوان الذين تم اعتقالهم.

كما اقتحمت قوات الأمن صباح أمس بلدة تسيل وبدأت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف، وقال ناشطون إن قوات الأمن شنت حملة مداهمات للمنازل ونفذت اعتقالات، وتم إحراق دراجات نارية، كما نصبت متاريس أمام ثانوية الرفاعي للبنات والتي خرجت منها مظاهرة أول من أمس.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن «سيارات من الأمن والشبيحة» اقتحمت منطقة تل رفعت قرب حلب (شمال) ثاني المدن السورية.

ومع ذلك خرجت في حي المريجة بحمص عصر أمس مظاهرة من جامع المريجة والتقت مع مظاهرة أخرى خرجت من جامع عوف بحي باب السباع نصرة لرستن. وفي بلدة حلفايا تحول تشييع أحد القتلى الذين سقطوا أول من أمس أثناء اقتحام البلدة إلى مظاهرة حاشدة. وفي محافظة إدلب تعرضت بلدة معرشمشة لمداهمات واعتقالات رافقها إطلاق نار. ومن المعتقلين أحمد إسماعيل الخاني. وفي ريف دمشق قامت قوات الأمن محاصرة مدارس زملكا وبالأخص مدرسة زملكا الريفية لمنع الأطفال من التظاهر. وفي بانياس وفي حي برزة في دمشق وفي عامودا شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرات طلابية. وأفاد شهود وسكان أن عشرات التلاميذ تظاهروا أمس في مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين وكذلك في دير الزور (شرق) داعين إلى سقوط النظام.

وبالعودة إلى حمص، فقد تحول تشييع خمسة قتلى في مدينة القصير إلى مظاهرة غضب عارم، وذلك بعد يوم من تشييع قتيل سقط مع سبعة آخرين أثناء اقتحام الجيش للمنطقة القصير والذي طال منطقة البساتين غرب العاصي وعدة قرى قريبة عدد مساء يوم الجمعة وصباح السبت. ولم تسلم السلطات جثامين الشهداء لذويهم فور التعرف عليهم، بعد أن وضع بقاياهم في ثلاثة أكياس أودعت المستشفى العسكري في مدينة حمص. وقالت مصادر محلية إن الجثامين ستسلم تباعا. فكانت يوم أول من أمس جنازة المهندس معن الكنج، ويوم أمس تم تشييع مالك الزهوري وعبد الجواد جمول ومجدين ناصر وبلال الكنج ومحمود عودة، على أن يتم اليوم تشييع المهندس يثرب الزهوري وشقيقه أشرف الزهوري وهو طالب جامعي في السنة الأخيرة.

ولا تزال المدينة تعيش حالة ذهول جراء صدمة كبيرة من هول العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري هناك بعد انشقاق حصل هناك يوم الجمعة، خصوصا أمام عدد القتلى الكبير الذين خسرتهم من نخبة أبنائها لا سيما أنهم جميعا أقارب وأنسباء.