تصاعد التوتر في حمص.. ومخاوف من بدء اغتيالات تستهدف الأكاديميين

ناشطون يتهمون الأجهزة الأمنية باغتيالهم لإشعال الفتنة الطائفية

مظاهرة تدعو لوحدة المعارضة في حماه أمس
TT

تصاعد التوتر في مدينة حمص أمس بعد يوم على اغتيال 3 شخصيات أكاديمية في المدينة من قبل مجهولين، ففيما اتهم ناشطون الأجهزة الأمنية باغتيالهم بهدف إشعال فتنة طائفية وخلط الأوراق، قالت السلطات السورية إنهم قضوا برصاص «المجموعات الإرهابية المسلحة» في حمص.

والقتلى هم العميد الركن المهندس نائل الدخيل من حمص نائب مدير كلية الكيمياء بحمص، وهو مسيحي من مواليد 1957 زيدل، وتم استهدافه على طريق زيدل المشرفة في طريق عودته من عمله إلى منزله. أما المهندس محمد علي نايف عقيل، فهو نائب عميد كلية الهندسة المعمارية ووكيلها العلمي بحمص، وهو شيعي من مواليد عام 1962 من أم حارتين، واغتيل عند دوار المهندسين بالغوطة. والطبيب حسن عيد كان رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الوطني، وهو علوي اغتيل يوم الأحد بعد خروجه من منزله في منطقة الأرمن، وهو من الأطباء المتفانين بعملهم.

وذكرت مصادر مقربة منه أن من المواقف التي تحسب له إسعافه للمصابين في اقتحام ساحة الساعة الجديدة في حمص قبل عدة أشهر، وأنه كان حازما مع أي تعامل أمني معهم أثناء تلقيهم العلاج.

واستغرب ناشط سوري ما أوردته وكالة الأنباء السورية «سانا» حول اغتيال الطبيب برصاص مجموعات إرهابية، وقال: «كيف يمكن لمجموعة مسلحة أن تنفذ هكذا عملية بوضح النهار وتتمكن من الفرار في منطقة الأرمن التي ينتشر فيها الأمن بكثافة». وبحسب مصادر رسمية اغتيل الطبيب بالرصاص لدى صعوده إلى سيارته أمام منزله في حي الأرمن للتوجه إلى عمله في المستشفى ما أدى إلى استشهاده في وقت لاحق. إلا أن ناشطين آخرين تحدثوا عن وجود خلط بين اسم الدكتور حسن عيد المشهود له بسمعته الطيبة وطبيب آخر يحمل الاسم ذاته كان متعاونا مع الأجهزة الأمنية ضد المصابين ومتهم بتصفية بعضهم.

وعبر أكثر من ناشط على صفحات «فيس بوك» عن مخاوف حقيقية من بدء «عملية تصفية للأدمغة والأكاديميين من نخبة المجتمع السوري»، وأن تتجاوز المسألة الانتقام إلى «محاولة لتدمير البلاد والقضاء على نخبتها».

وكان لتلك الحوادث وقع مدو في الأوساط السورية، إذ أثارت الاستنكار على نطاق واسع بين الناشطين المناهضين للنظام وأيضا في أوساط الموالين للنظام. وأدان الجميع استهداف الأدمغة من الأكاديميين والأطباء، تحت أي ذريعة كانت. وأصدر تحالف «غد» لناشطين ميدانيين المؤلف في 18 سبتمبر (أيلول) بيانا يتهم السلطات بـ«عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات». وأضاف البيان أن تحالف «غد» «يدين بأقسى العبارات هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية إراقة دماء السوريين». وأكد أن «النظام الذي فشل مرارا في إشعال نار الفتنة الطائفية في حمص يعيد التجربة الآن بأسلوب أكثر همجية واستخفافا عبر استهداف الخبرات والكفاءات العلمية التي يفتخر بها وبجهودها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أول من أمس مقتل العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص.