«وادي العرايش» على نهر البردوني.. قبلة السياح الصيفية

غنى له عبد الوهاب وأم كلثوم اعتبرته جنة الأرض

TT

ينبع نهر البردوني من جبل صنين ليصب في مدينة زحلة، التي ترتفع 950 مترا عن سطح البحر، وتبعد 54 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وتبلغ مساحتها 150 هكتارا.. معروفة بطقسها البارد في الشتاء، وبتساقط الثلوج التي تغطي سطوح منازلها المشهورة بقرميدها الأحمر.

وإذا زرت مدينة زحلة المعروفة بعروس البقاع، لا بد أن تحط رحالك في «وادي العرايش» الواقع في الحي الغربي على نهر البردوني، الذي لا ينضب طيلة أيام السنة، وتتوزع على ضفتيه المطاعم التي تقدم اللقمة اللبنانية الأصيلة، فيمضي روادها أجمل الجلسات على صوت خرير المياه وفي جو بارد في عز الحر، لا تقل حرارته عن الـ20 درجة مئوية.

ما إن تطأ قدماك مدخل الوادي حتى تسترعي سمعك موسيقى لبنانية يختلط بعضها ببعض، فهذا المطعم تصدح منه أغاني فيروز ووديع الصافي، وذاك تدندن معه أغاني وردة الجزائرية، وآخر يستقبلك بأغاني نجوى كرم ووائل كافوري، وهما من أبناء زحلة.

كما أعجب أمير الشعراء أحمد شوقي بمدينة زحلة وقرر النزول فيها، وعاد إليها في عام 1927 ومعه «رواية الزمان» التي عرفت بـ«جارة الوادي»، وكان برفقته محمد عبد الوهاب الذي أغرم بمدينة زحلة، ما إن سمع الأديب المصري فكري أباظة يلقي القصيدة، حتى راح يتمتم اللحن، فغناها بعد أن حفظ مطلعها الذي يقول:

يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ومن ثم اشتهرت الأغنية وغنتها الراحلة نور الهدى وبعدها فيروز. أما أم كلثوم التي اعتادت زيارة وادي العرايش، وبالتحديد مقهى «كازينو العرابي» في كل مرة، غنت في مهرجانات بعلبك أو في بيسين عالية، فتوجهت في إحدى المرات لصاحب المطعم يومها، جان عرابي، (عم صاحب المطعم حاليا) قائلة له: شكرا لك يا رضوان، فالتفت إليها وقال: اسمي جان يا ست الكل، فردت: رضوان هو حارس الجنة، أولسنا نحن في الجنة وأنت حارسها؟».