نقاش حول بدانة مرشح محتمل للرئاسة الأميركية

حاكم نيوجيرسي يحظى بدعم أثرياء وول ستريت.. وجمهوريون يعولون عليه لهزيمة أوباما

TT

مع تنافس نحو 10 من قادة الحزب الجمهوري على الترشح باسم الحزب، لخوض سباق الرئاسة الأميركية العام المقبل، يدور النقاش في غالبيته حول فرص كل واحد منهم، عدا حالة حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، حيث يدور النقاش إزاء فرصته بالفوز، وأيضا حول وزن جسمه. وفي استفتاء في الأسبوع الماضي، قالت غالبية الجمهوريين إن وزن جسمه ليس هاما، فيما اعتبرت غالبية الديمقراطيين والمستقلين أن ذلك مهم.

في نفس الوقت، يصدر كريس كريستي تصريحات متناقضة بشأن ترشيح نفسه. فقد كتب على موقعه في الإنترنت، مع شريط فيديو يوم الثلاثاء: «أنا متأكد 100% أنني لن أترشح (و) لا أريد أن أترشح» و«قلبي غير مرتاح للترشح». لكنه في اليوم التالي لم يكرر ذلك أمام مئات الجمهوريين الذين تجمعوا في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في سيمي فالي (ولاية كاليفورنيا).

وكتبت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الثلاثاء: «رغم تصريحات كريستي عبر الفيديو والمكتوبة، هناك طفرة هوس لصالح كريستي، خاصة بين بعض الشركات والجمعيات التي تقدم له تبرعات مالية للانتخابات». وقال مراقبون في واشنطن إن، بالإضافة إلى النقاش حول وزن جسمه وفرص فوزه، هناك نقاشا حول توقيت ظهوره كمرشح، لأنه جاء في آخر لحظة. وليس مؤكدا ما إذا كان هذا سلبيا أم إيجابيا بالنسبة له. غير أن كريستي ظل مثار جدل ربما كل حياته السياسية.

ظل كريستي، وعمره 60 عاما، حاكما لولاية نيوجيرسي منذ سنتين. وكان أول حاكم جمهوري للولاية منذ سنوات الرئيس الجمهوري رونالد ريغان. واعتبر فوزه هزيمة للحزب الديمقراطي. ولهذا يتفاءل جمهوريون بأنه، في حال ترشح باسم الحزب، ربما سيتمكن من توجيه ضربة أخرى للحزب الديمقراطي، وللرئيس باراك أوباما هذه المرة.

غير أن شعبية كريستي في ولايته، نيوجيرسي، أكثر كثيرا من شعبيته في بقية الولايات، حيث ربما يعتبر شخصا مجهولا. ذلك لأن كريستي ولد، وتربي، وتعلم حتى الثانوية، وعمل محاميا، وامتهن السياسة في ولاية نيوجيرسي.

ولد في سنة 1962 في نيوارك التي تعد واحدة من أكبر مدن الولاية. ورغم أنه درس في جامعة ديلاوير (ولاية ديلاوير) وتخرج فيها، فإنه عاد إلى ولايته حيث عمل محاميا ثم سياسيا.

وتزوج نيوجيرسية مثله، هي ماري بات، التي تخرجت في نفس الجامعة، ثم عملت مستثمرة ناجحة في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك). ويعتقد أن سنوات عملها هناك، واستمرار علاقاتها القوية مع تجار المال يقف وراء تأييد كثير من هؤلاء لزوجها. حتى أن بعضهم مؤخرا قالوا: إنهم سيتبرعون له أكثر إذا ترشح لرئاسة الجمهورية.

تزوج كريس وماري بات سنة 1986، وعندهما ولدان: أندرو وباتريك، وابنتان: سارة، وبريجيت. وقال مراقبون إن اشتراك الولدين والبنتين مع والديهما في الحملات الانتخابية لعب دورا كبيرا في فوز الوالد. وذلك لأن خلفيته آيرلندية وإيطالية، وهي خلفية، حسب الثقافة الأميركية، ترمز إلى علاقات عائلية قوية. ويقدم الزوج نفسه على أنه رب عائلة «محظوظ».

وبالإضافة إلى المحاماة، تدرج كريستي في الترشيحات المحلية، بداية بمجلس بلدية، ثم ترؤس الحزب الجمهوري في المدينة والولاية. ثم خلط مع ذلك انضمامه إلى مكتب علاقات عامة، وإن كان ذلك جعله مثار نقاش حول علاقاته مع رجال الأعمال، وحول خلط المال بالسياسة. وفي سنة 2004، ترشح وفاز بمنصب المدعي العام للولاية. وبعدها بخمس سنوات، ترشح وفاز بمنصب حاكم الولاية. لكن اتهامات الفساد السياسي ظلت تطارده، بالإضافة إلى اتهامات من منظمات حقوق الإنسان، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بأنه استغل الحرب ضد الإرهاب ليس فقط ضد المسلمين، ولكن، أيضا، ضد معارضيه من اليساريين والتقدميين والليبراليين.

لكن ظل شيء واحد مؤكدا، وهو قدرته على جمع تبرعات كثيرة من «وول ستريت». وبدرجة أقل، ظل أمر آخر مؤكدا أيضا، وهو استمرار النقاش حول وزن جسمه. ورغم أنه رفض أن يكشف عن وزن جسمه، فإنه قال: إنه فقد 30 رطلا (نحو 20 كيلوغراما) خلال الشهور الثلاثة الماضية. ويعتقد أن وزنه أكثر من ثلاثمائة رطل (نحو 200 كيلوغرام).

واتهم صحافيون ومعلقون تابعون للحزب الجمهوري، أو مؤيدون له، جون كوريزون، الديمقراطي وحاكم ولاية نيوجيرسي سابقا، والذي هزمه كريستي قبل سنتين، بأنه يقود «فات وور» (حرب الشحم). وعندما سئل كوريزون في الأسبوع الماضي ما إذا كان لائقا الحديث عن بدانة كريستي، قال: «أنا أعترف بأني أصلع». وفهم مراقبون أنه يقصد أن الحديث عن بدانة كريستي يجب ألا يكون عيبا، وأنه «وصف بدني»، مثل وصف شخص بأنه أصلع أو نحيف جدا.

ولسوء حظ كريستي، مع زيادة أسهمه في «وول ستريت»، ووسط المعتدلين من الحزب الجمهوري (وليس كثيرا وسط الجناح اليميني، وحزب الشاي)، نقل إلى المستشفى يوم الخميس بعد صعوبة في التنفس. بالإضافة إلى أنه يعاني، أيضا، من الربو.

وقبل ذلك بأسبوع، اعترف كريستي بأن «بعض أنماط حياتي غير صحية»، وذلك ردا على سؤال من بيرس مورغان، وهو مقدم برنامج مقابلات في شبكة «سي إن إن» التلفزيونية. وعندما كرر عليه مورغان السؤال، قال إنه يشعر بأنه «مذنب» بشأن وزنه. وأضاف، وكأنه يعتذر، لكن في واقعية وعقلانية: «أنا حقا أكافح لتخفيف وزني. أنا أعرف أنه سيكون من الأفضل لأطفالي إذا سيطرت على وزني. أنا أشعر بالذنب في بعض الأحيان بسبب ذلك».