استمرار القتال في حمص.. وتبادل اتهامات حول اغتيال أصحاب الكفاءات بعد مقتل عالم نووي

«هيومان رايتس ووتش» تطالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق حول دور النظام في مقتل زينب الحسني

قوات الامن السورية تطرح رجلا على الارض وهو معصوب العينين وقد اجبر على خلع ثيابه
TT

استمر القتال في حمص أمس بين القوات الأمنية من جهة ومنشقين عن الجيش ومسلحين مناوئين للنظام، وذكر المرصد السوري أن 3 جنود منشقين قتلوا في حين توفي الضابط أحمد الخلف أمس متأثرا بجروح أصيب بها في الاشتباكات التي دارت في مدينة الرستن (قرب حمص) بين الجيش السوري وعناصر منشقة.

واستمر القصف المتقطع بالرشاشات الثقيلة على مدينة الرستن كما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع اقتحام الأمن حي النازحين بمدينة حمص. وتحدث المرصد نقلا عن ناشط في حمص عن سماع صوت إطلاق رصاص كثيف مساء في قرية تيرمعلة، مشيرا إلى أن السبب تبين أنه ملاحقة جنود من الجيش السوري فروا من أحد المراكز العسكرية في القرية إلى البساتين المجاورة. وجاء ذلك في وقت تبادل النظام والمعارضة في سوريا أمس الاتهامات بالوقوف وراء عمليات قتل أصحاب الكفاءات العلمية في حمص، بعد اغتيال عالم نووي في حمص أمس، في عملية هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المهندس النووي أوس عبد الكريم خليل قتل صباح أمس «بيد مجهولين» في حمص، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن هذا المهندس الذي كان أستاذا في جامعة البعث، قتل برصاصة في الرأس بيد مجموعة إرهابية عندما كانت زوجته تقله إلى عمله.

والأحد قتل الجراح في مستشفى حمص حسن عيد بعدة رصاصات عندما كان يصعد إلى سيارته.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الاثنين مقتل قياديين معارضين في حمص بيد مجهولين هما العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «ندين بشدة اغتيال هذه الشخصيات القريبة من النظام».

وذكر ناشطون حقوقيون على الأرض أن أوس عبد الكريم خليل وحسين عيد من الطائفة العلوية ومحمد علي عقيل شيعي ونائل الدخيل مسيحي. وحملت السلطات السورية «مجموعات إرهابية» مسؤولية هذه الاغتيالات، في حين أصدر تحالف «غد» لناشطين ميدانيين الذي أنشئ في 18 سبتمبر (أيلول)، بيانا أول من أمس يتهم السلطات بـ«عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات». وأضاف البيان أن تحالف «غد» يدين بأقسى العبارات «هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية إراقة دماء السوريين».

وذكر المرصد أن بيانا تضامنيا مع سكان مدينة حمص تساءل عن «المسؤولين عن هذه الاغتيالات» و«دعا الجميع إلى إدانتها ومنع الإرهابيين من ارتكاب أعمال عنف مماثلة».

ويعد هذا الحادث هو الرابع من نوعه في حمص خلال أقل من أسبوع، إذ جرى اغتيال الدكتور الطبيب حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفى الوطني، وأطلق مجهولون عليه النار صباح الأحد أمام منزله. كما اغتيل يوم الاثنين العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص.

إلى ذلك، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أمس الأمم المتحدة بإجراء تحقيق حول دور النظام السوري في مقتل الشابة زينب الحسني في محافظة حمص، ويعتقد أن عناصر الأمن الموالين لنظام بشار الأسد هم من قاموا بقطع رأس الحسني والتمثيل بجثتها خلال احتجازها. واكتشفت أسرة الشابة جثتها عندما ذهبوا إلى المستشفى العسكري بحمص لتسلم جثة شقيقها محمد.

وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان لها إن قتل والتمثيل بجثة الحسني على أيدي مجهولين يوضح الحاجة الملحة لضرورة أن يطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالسماح بالدخول إلى سوريا لإجراء تحقيق دولي في عمليات القتل المنتشرة والتعذيب هناك.

ويعتقد أن الحسني هي أول سيدة تقتل لدى احتجازها لدى الشرطة منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي. ووفقا لمنظمة العفو الدولية فقد تم اعتقالها للضغط على شقيقها لتسليم نفسه. ووفقا لهيومان رايتس ووتش فقد أجبرت السلطات السورية والدة الحسني على التوقيع على تقرير تقول فيه إن «عصابات مسلحة» قتلت ابنتها، وذلك لدى تسلم الجثة في 17 سبتمبر الجاري.

وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط إن قوات الأمن السورية إما هي من قتلت زينب ومثل بجثتها أو أنها تتستر على العصابات التي ترتكب هذه الاغتيالات البشعة بحق النشطاء المناهضين للحكومة وعائلاتهم.