حرب شوارع في سرت.. ومقتل قائد الثوار الليبيين في بني وليد

عبد الجليل يتوجه إلى طرابلس لبحث مشاكل إعلان الحكومة

أحد الثوار المناوئين للعقيد معمر القذافي يطلق النار من رشاشه في شمال مدينة بني وليد المحاصرة من طرف قوات المجلس الانتقالي، أمس (رويترز)
TT

بينما تدور حرب شوارع في سرت وترقب في بني وليد بموازاة مع تأجيل تشكيل حكومة جديدة، قال مسؤول في حكومة تسيير الأعمال الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي بدأ أمس سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي وأعيان طرابلس، لبحث مشاكل العاصمة وموضوع تأجيل إعلان الحكومة إلى حين التحرير.

وقال خالد نجم، نائب وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال الليبية، إن عبد الجليل وصل أمس إلى طرابلس لعقد سلسة من الاجتماعات حول بعض الأمور (العالقة).

وعما إذا كانت هناك أطراف معينة عقد معها الاجتماعات أوضح نجم أن عبد الجليل عقد اجتماعات مع أعضاء من المجلس الوطني والمكتب التنفيذي، ومع بعض أعيان مدينة طرابلس لحل بعض المشاكل والعراقيل وموضوع تأجيل إعلان الحكومة الجديدة إلى حين التحرير الشامل.

وحول ما إذا كان عبد الجليل التقى بأي من المسؤولين العسكريين في مجلس طرابلس، قال نجم إنه لا توجد معلومات حول هذا الموضوع حتى إعداد هذا التقرير الليلة الماضية.

وتقول مصادر ليبية مطلعة إن عبد الجليل يسعى لتقليل الفجوة بين المجلس وكتائب الثوار ومختلف الجماعات السياسية في طرابلس بشأن الجدل حول مصير الحكومة الانتقالية التي كان يفترض الإعلان عنها وتأجلت مرتين، وأنه التقى، بحسب المصادر، مع عبد الله أحمد الزنتاني، رئيس مجلس ثوار طرابلس وقيادات عسكرية أخرى، في محاولة لإقناع الثوار المسلحين بوقف انتقاداتهم للحكومة الجديدة التي باتت مثارا للجدل ومحلا لتصاعد الانتقادات ضدها.

وأوضحت المصادر أن المجلس الانتقالي يواجه صعوبة في إقناع الثوار المسلحين الذين ينتشرون في مختلف أرجاء طرابلس ويعتبرون قوة عسكرية وأمنية ضاربة، بتأجيل مطالبهم السياسية بالحصول على مقاعد في الحكومة الجديدة، حيث يرفض المجلس الانتقالي فكرة المحاصصة أو تخصيص حقائب وزارية لمدينة أو قبيلة أو جماعة سياسية معينة.

وبالنسبة للقتال الدائر بين الثوار وكتائب القذافي المتحصنة في سرت، قال نائب وزير الإعلام الليبي إن الثوار سيطروا على الجزء الشرقي من المدينة، وأنه في الوقت الحالي (مساء أمس) يخوض الثوار حرب شوارع مع كتائب القذافي داخل مدينة سرت.

هذا وقالت مصادر إن معلومات غير مؤكدة راجت أمس عن تمكن قوات تابعة للثوار في سرت من اعتقال موسى إبراهيم، الناطق الرسمي باسم القذافي. وقال قائد محلي إن موسى اعتقل لدى محاولته التسلل متنكرا إلى خارج المدينة ضمن مجموعة من السكان المحليين الذين أمن لهم الثوار ممرا آمنا للهروب من المعارك المحتدمة ضد قوات القذافي، مشيرا إلى أنه تم نقل موسى الذي ينتمي أيضا إلى قبيلة القذاذفة إلى مدينة مصراتة. لكن مسؤولين في المجلس الانتقالي وجيش تحرير ليبيا الوطني الموالي للثوار قالوا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه ليس بمقدورهم تأكيد هذه المعلومات.

وبالنسبة لجبهة بني وليد، أوضح خالد نجم، نائب وزير الإعلام أنه لم يحدث هجوم أمس من الثوار على المدينة الواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طرابلس، لكن مصادر من الجبهة قالت إن القائد العسكري لثوار المدينة العميد ضو الصالحين الجدك قتل مع اثنين من مرافقيه بعدما أصيبوا بصاروخ حراري من قبل كتائب القذافي المتمركزة داخل المدينة المحاصرة.

وقال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار، عبد الله كنشيل لوكالة الصحافة الفرنسية امس «استشهد قائد الجبهة الشمالية ضو الصالحين الجدك إثر قصف سيارته بصاروخ حراري مساء الثلاثاء».

وأضاف أن «الجدك قتل خلال توجهه إلى موقع المعارك في بني وليد».

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع أحمد باني في تصريح للوكالة ذاتها «الشهيد ضو كان أحد ضباط الجيش في السابق، واستشهاده يؤكد أننا ندفع ثمن التحرر وأننا نقدم شهداء من الجيش في سبيل حرية ليبيا».

وأوضح الطبيب أحمد إدريس، الذي يعمل في مركز طبي يبعد نحو 30 كلم عن بني وليد، إن «القائد الكبير ضو الصالحين قتل عند نحو الساعة السادسة من مساء الثلاثاء مع اثنين من أقربائه»، مؤكدا أن سيارته أصيبت بصاروخ حراري.

وكان ضو الصالحين الجدك أحد أبرز القادة الميدانيين للثوار الذين يخوضون معارك للسيطرة على بني وليد منذ أكثر من أسبوعين.

والجدك المتحدر من بني وليد أمضى 18 سنة في السجن الذي غادره في فبراير (شباط) الماضي، وذلك على خلفية مشاركته في الانتفاضة التي نظمت ضد نظام القذافي وانطلقت من بني وليد عام 1993. ويشكل مقتل الجدك انتكاسة جديدة بالنسبة إلى الثوار الذين يواجهون مقاومة عنيفة من قبل كتائب القذافي التي تقصفهم بصواريخ غراد وبالقذائف إضافة إلى القنص.