جنرال أميركي: متعاقدون سيتولون تدريب القوات العراقية على تشغيل معدات جديدة

الطيارون الذين سيقودون طائرات «إف 16» سيتدربون في أميركا والعراق لمدة 18 شهرا

TT

قال مسؤول عسكري أميركي إن تدريب القوات العراقية على كيفية تشغيل معدات عسكرية جديدة، من بينها طائرات هليكوبتر ودبابات وزوارق دورية، سيتولاه بالأساس متعاقدون وليس عسكريين أميركيين.

واشترى العراق الكثير من المعدات العسكرية، بما في ذلك طائرات حربية من طراز «إف 16» ودبابات «إم1 إيه1 ابرامز» من الولايات المتحدة، بينما يستعد للاضطلاع بمفرده بالمسؤولية عن الأمن بعد أكثر من ثماني سنوات من الغزو الذي قادته أميركا والذي أطاح بصدام حسين. ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة باقي قواتها وعددهم نحو 43 ألف جندي من العراق بحلول الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول)، رغم أنها تجري محادثات مع بغداد لإبقاء بعض الجنود الأميركيين للعمل كمدربين.

وقال اللفتنانت جنرال مايكل فريتر، نائب قائد القوات الأميركية في العراق للتخطيط والتدريب، إن التدريبات على جميع المعدات التي اشتراها العراق سيستغرق ما بين 12 و18 شهرا. ونقلت وكالة «رويترز» عن فريتر قوله «التدريب على المعدات الجديدة سيتولاه أولئك الذين سيخدمون كمتعاقدين»، مضيفا أن بعض المتعاقدين سيجري استخدامهم محليا. وتابع «أي عسكريين آخرين يعملون كمدربين سيساعدون في ذلك الحدث».

وبالنسبة للمقاتلات الجوية من طراز «إف 16» التي أعلن مستشار لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين أن العراق وقع عقدا لشراء 18 منها، قال فريتر إن الطيارين الذين سيشغلون تلك الطائرات سيجري تدريبهم في العراق والولايات المتحدة لمدة 18 شهرا، في حين أن التدريبات على دبابات «إم1 إيه1 ابرامز» سيستمر على مدار العام القادم في العراق. وأضاف فريتر أن التدريب على الدبابات «سيكون في الموقع حيث ستقوم فرق من المتعاقدين بالمساعدة في التعليم والعمل جنبا إلى جنب وكتفا بكتف مع العراقيين». ومضى قائلا «معظم العمل سيقوم به متعاقدون». وقال فريتر أيضا إن العراق ما زال بحاجة إلى الكثير من التدريب الميداني، خصوصا على كيفية إدارة عمليات القوات المشتركة.

وبالنسبة للقوة الجوية فإن العراق بعدما كان يملك في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين واحدا من أقوى الأسلحة الجوية في الشرق الأوسط، إذ بلغ قوامه 40 ألف فرد وألف طائرة من بينها طائرات مقاتلة من طراز «ميغ» السوفياتية و«ميراج» الفرنسية، فإن معظم القدرات القتالية لهذا السلاح تكمن الآن في ثلاث طائرات من طراز «سيسنا» مزودة بصواريخ «هيلفاير». ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إن العراق يحتاج مساعدة كي يحكم السيطرة على مجاله الجوي. وقال البريجادير جنرال توني روك، وهو أميركي يساعد في إعادة بناء القوات الجوية العراقية «سيبلغونك مثلما أقول لك بأن (الدفاع الجوي) في مقدمة أولوياتهم حين يتعلق الأمر بسد الثغرات». واستطرد «حين نغادر.. لن تكون لديهم قدرة على الاعتراض الجوي حتى يحصلوا على طائرة مقاتلة متعددة الأغراض مثل (إف 16)».

وبعد ثمانية أعوام من الإطاحة بصدام، تضم وحدتان جويتان في العراق هما القوة الجوية وقيادة طيران الجيش، 158 طائرة من بينها طائرات «هليكوبتر» ونحو 7500 فرد، حسب الأرقام الأميركية، أي ما يزيد قليلا على نسبة واحد في المائة من الجيش وقوات الأمن العراقية وقوامهما 650 ألفا.

ولا تقتصر المشكلة على نقص الطائرات، فحين ترسل قيادة طيران الجيش طائرة هليكوبتر لملاحقة متشددين فإنها غالبا تحتاج إلى إعادة التزود بالوقود من واحد من عشرات مستودعات الوقود التي أقامتها الولايات المتحدة وتديرها في سائر أنحاء العراق. لكن مع تفكيك الجيش الأميركي لقواعده وقبل ثلاثة أشهر من مغادرته العراق، فإن عددا كبيرا من نقاط التسليح وإعادة التزود بالوقود المتقدمة التي اعتمد عليها العراقيون لتوسيع نطاق التغطية الجوية لملاحقة متمردين سيختفي. وقال اللواء حامد المالكي، رئيس قيادة طيران الجيش، إنه اكتشف أن شاحنة الوقود أهم من الطائرة، مضيفا أن العراق لا يملك عددا كافيا من الشاحنات لتزويد القوات الجوية والجيش العراقي بالوقود.