بعد الحص.. عمر كرامي يلتقي الأسد في دمشق ويعود برؤية أقل تفاؤلا

زحمة على خط بيروت ـ دمشق.. و14 آذار تتحدث عن استدعاء شخصيات لبنانية سنية لفك عزلة النظام

الأسد خلال استقباله لرئيس الحكومة اللبناني السابق عمر كرامي في دمشق أمس، في صورة وزعتها وكالة «سانا»
TT

لفتت الانتباه الحركة الناشطة على خط بيروت - دمشق خلال اليومين الماضيين، ففي الوقت الذي كان يلتقي فيه الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص أول من أمس، فاجأ الوسط اللبناني وفد ديني سوري التقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مقر البطريركية في بكركي. وبالأمس، زار رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي الرئيس السوري ليتناولوا، وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، الأحداث في سوريا ومحاولات استهداف أمنها واستقرارها كما تطورات الأوضاع في لبنان. لكن الإيجابية المفرطة التي عاد بها الحص من دمشق لم تكن مماثلة لدى كرامي. ففيما تحدث الأول بعد عودته إلى بيروت عن أزمة مرت بها سوريا وتجاوزتها بسلام، أعرب الثاني أي كرامي عن «ثقته بقدرة الشعب والقيادة السورية على تجاوز هذه الظروف»، داعيا إلى التنبه من محاولات تفتيت المنطقة وزرع الفتنة فيها والآثار الخطيرة لتلك المحاولات على منطقة الشرق الأوسط.

زيارتا رئيسي الحكومة الأسبقين إلى سوريا في هذا التوقيت وفي خضم الأزمة التي تشهدها المناطق السورية كافة، أثارتا استهجان قوى 14 آذار وبالتحديد تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. فاعتبر النائب عن التيار خالد الضاهر أن «كرامي والحص تم استدعاؤهما من قبل الرئيس السوري ولم يطلبا موعدا»، مستغربا «حديث الرئيس الحص عن أن الأحداث الأليمة انتهت والاستقرار السوري عاد إلى طبيعته». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حديث الرئيس الحص بعد عودته من سوريا ينسف كل تاريخه وكلامه عن الحريات والديمقراطية وكأنّه باع كل مواقفه ومبادئه وتاريخه لنظام هالك لا محال».

ووضع الضاهر اللقاءات التي يجريها الأسد مع شخصيات لبنانية في إطار «سعيه لفك العزلة الداخلية والعربية والدولية المفروضة عليه»، وأضاف: «الأسد يستدعي شخصيات لبنانية سنية لفك عزلته وهو يمارس لعبة الأقليات ويحتمي بها» مشددا على أن «كل محاولات النظام التضليلية لن تنفع النظام السوري الذي سيسقط عاجلا أو آجلا».

بالمقابل، اعتبر النائب عن حزب البعث عاصم قانصو أن «الزيارات التي يتم تبادلها بين لبنان وسوريا تندرج في إطارها الطبيعي لتطمين أصدقاء سوريا أنّها بألف خير وأن مرحلة الأحداث الأليمة مرت إلى غير رجعة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس السوري يضع أصدقاءه وإخوانه في محور المقاومة والصمود في الصورة الجديدة مع خروج سوريا من غرفة العناية الفائقة باتجاه استعادة قوتها بعد أن تآمر عليها المجتمعان العربي والدولي.» واستبعد قانصو كل ما يحكى عن خلافات جديدة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنظام السوري على خلفية مواقف ميقاتي من تمويل المحكمة الدولية، وقال: «حتى الساعة لا بوادر خلاف حول الموضوع والتواصل قائم بين القيادة السورية والقيادة اللبنانية» نافيا ما يحكى عن إمكانية أن يكون الرئيس الأسد يوجه رسالة ما للرئيس ميقاتي من خلال استقباله كرامي والحص، وأضاف: «طرح تطيير الحكومة أو استبدال رئيسها غير مطروح في المرحلة الحالية ولا ما يهدّد العلاقات اللبنانية السورية».

بدوره، شدّد سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي على أن «الزيارات مستمرة ومتواصلة بين لبنان وسوريا»، موضحا أن «هذا أمر طبيعي ولا يظهر كله في الإعلام»، لافتا إلى أن «الوفد السوري زار البطريرك مار بشارة الراعي مؤخرا تكريما لمواقفه الوطنية والجامعة والمانعة للفتنة»، موضحا أن «مفتي سوريا أحمد حسون مرحب به وقد أجلت الزيارة من يوم إلى آخر بعد ارتباطه بزيارة وفد خارجي إلى سوريا». وأكد علي أن «سوريا ترحب بدعوة البطريرك الراعي إلى مؤتمر روحي شرق أوسطي».

تجدر الإشارة إلى أن الطريق الرئيسي بين بيروت ودمشق مقطوع حاليا بسبب أعمال التزفيت في منطقة ضهر البيدر. لذلك يضطر المتنقلون بين العاصمتين لسلوك طرقات بديلة تزيد من أعباء التنقل التي يشتكي منها الزوار ومن بينها طريق زحلة ترشيش ضهور الشوير وطريق قب الياس مرجعيون.