استمرار القتال العنيف في حمص والقوات الأمنية تقصف الرستن لاستعادتها من المنشقين

الناشطون السوريون واليمنيون ينطلقون اليوم بمظاهرات «جمعة النصر لشامنا ويمننا»

مظاهرات الاحرار الزبداني في خميس نصرة اللاذقية
TT

استمر القتال في مدينة حمص أمس، لليوم الثالث على التوالي، بين القوات الأمنية السورية ومنشقين عن الجيش، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف بالرشاشات الثقيلة ما زال مستمرا في حمص، «ووردت معلومات مؤكدة عن سقوط ما لا يقل عن 40 جريحا من الطرفين».

وقالت هيئة تمثل نشطاء سوريين أمس إن القوات السورية قتلت ما لا يقل عن 27 شخصا خلال الأيام الثلاثة الماضية في هجوم يهدف لاستعادة السيطرة على بلدة الرستن التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش. وقالت لجان التنسيق المحلية إن اثنين من القتلى من المنشقين عن الجيش والباقين قرويون في البلدة التي تقع في وسط سوريا. وتشن قوات سوريا مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر هجوما على الرستن منذ يوم الثلاثاء الماضي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طفلة قتلت صباح أمس، برصاص طائش خلال اقتحام قوات أمنية حي البياضة بمدينة حمص، وأنه عثر على جثة شاب من حي الشماس يبلغ من العمر 22 عاما مقتولا بالرصاص. وأكد المرصد أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمات صباح أمس في حي الخالدية واعتقلت 32 شخصا في ظل انتشار الحواجز الأمنية التي يتعرض فيها الأهالي للإهانات من قبل عناصر الأمن.

وفي هذه الأثناء، يتحضر السوريون للخروج في مظاهرات جديدة اليوم، وفي أول خطوة من نوعها لتوحيد جهودهم وصفوفهم، توافق الناشطون السوريون واليمنيون، على الخروج اليوم بمظاهرات حاشدة في إطار «جمعة النصر لشامنا ويمننا». وبحسب بيان «لشباب ثورة اليمن» نشر على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» من خلال موقع «فيس بوك»، أعلنوا أنهم اتفقوا على توحيد الشعارات التي سترفع خلال المظاهرات في كلا البلدين وعلى رفع العلم السوري في الشوارع اليمنية والعلم اليمني في الشوارع السورية خلال المظاهرات التي من المنتظر أن تجوب شوارع البلدين بعد صلاة الجمعة. وقد أوضح البيان الذي عمّم على الصفحات الخاصة بالانتفاضتين السورية واليمينة أن فكرة التسمية انطلقت من الحديث والدعاء النبوي القائل: «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»، وقد تم بعدها طرح التسمية على التصويت طوال الأسبوع الماضي واعتمدت بعد أن نالت أكبر نسبة من أصوات المنتسبين لصفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011».

وتزامنا، أعد الناشطون أكثر من فيديو نشرت من خلال موقع «يوتيوب» يظهر حجم المأساة في كلا البلدين وأوجهها المشتركة. وقد ظهر فيها أطفال اليمن يحيون أطفال سوريا الذين يبكون آباءهم وأمهات اليمن اللواتي يتحسرن على أولادهن ضحايا نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وفيما رحّب العدد الأكبر من الناشطين السوريين واليمنيين بفكرة توحيد المظاهرات والشعارات والأعلام، عارضتها بعض الأصوات التي اعتبرت أنّه من الخطأ التوحيد بين الجهود لأن كلا منهما يسير باتجاه مختلف. وفي هذا الإطار قال أحد الناشطين السوريين: «لا شك أننا أبناء قضية واحدة وطلاب حرية ولكن الطريق الذي نسلكه كسوريين يختلف تماما عن الطريق الذي يسلكه الناشطون اليمنيون. نحن نسعى في سوريا لتسميات باتجاه تصعيد الوضع وليس لمماشاة الجمود الضارب بالثورة».

بالمقابل، اعتبرت نهى العلي أن «فكرة توحيد المتظاهرين في الثورتين السورية واليمنية أقلقلت عددا كبيرا من الدول العربية وبعض الدول الغربية كونها كانت تعمل على ضرب أواصر التلاقي والتآخي فيما بيننا». وقال ناشط آخر في إطار التعليقات والنقاشات على صفحات «فيس بوك»: «الثورة اليمنية لا تنقصها الشجاعة بل تنقصها الحيل فالثوار هناك مثل الصياد الذي يضيع صيده في غباره أي لا يتقن كيف يتصرف أما الثورة السورية فلا تنقصها الجهود والحيل والذكاء بل ينقصها الشجاعة والإقدام، وبالتالي وفي حال وحدنا ثورتينا قد نصل قريبا لإسقاط الأسد وصالح».