جنود سوريون يحتجزون مزارعين لبنانيين لساعات ويطلبون منهما معلومات عن «إرهابيين»

القضاء اللبناني يوقف مواطنا تبادل إطلاق النار مع الجيش السوري في البقاع

TT

أقدم عدد من الجنود السوريين على التوغل داخل الأراضي اللبنانية أول من أمس، وخطفوا مزارعين واحتجزوهما لساعات قبل إطلاق سراحهما. وأعلن ناشطون لبنانيون لـ«الشرق الأوسط»، أن سبعة جنود سوريين خرجوا من موقعهم الكائن عند الطرف الغربي لمدينة هيت السورية، ودخلوا الأراضي اللبنانية أول من أمس، وتوغلوا فيها لنحو كيلومترين، واعتقلوا مزارعين لبنانيين هما مصطفى علي ضاهر وعلي سليم ضاهر، اللذان كانا يحرثان أرضهما، واقتادوهما إلى مركزهم للتحقيق معهم، وأبقوهما لساعات ولم يفرجوا عنهما إلا بعد أن تجمع العشرات من النساء من أقارب الشابين المذكورين مقابل المركز.

وبعد الإفراج عنه، أعلن المواطن اللبناني مصطفى ضاهر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري طلب منه تزويده بمعلومات عن مسلحين يتسللون عبر الحدود القريبة من بلدة حلواص (التابعة لجبل أكروم) ويطلقون النار على مركزه في هيت». وأفاد أنه أبلغ الجنود السوريين بأن «لا أحد يملك معلومات عن هؤلاء المسلحين، لأن مسؤولية مراقبة الحدود، وملاحقة المسلحين في حال وجودهم تقع على عاتق الجيش اللبناني والجيش السوري معا، وليس على المواطنين المدنيين الذين لا علاقة لهم بكل ما يحصل». وأوضح ضاهر أن عناصر الأمن السوريين أخذوا هويته وهوية ابن شقيقه علي ضاهر الذي كان معه، ودققوا فيهما وقارنوا بينها وبين لائحة أسماء موجودة معهم لمطلوبين. وأشار ضاهر إلى أن «الجنود السوريين قالوا إن إجراءاتهم لا تستهدف المدنيين كما تزعم بعض وسائل الإعلام اللبنانية، إنما مهمتهم محصورة بملاحقة المسلحين والإرهابيين فقط».

إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني أمس أنه ضبط خمس شاحنات محملة بالبضائع ومعدة للتهريب من البقاع إلى سوريا، لم تتضمن سلاحا. وقال بيان لقيادة الجيش إنه «في إطار الحفاظ على الأمن ومراقبة الحدود البرية، ضبطت قوة من الجيش صباح اليوم (أمس) في منطقة دير العشائر - البقاع خمس آليات نوع (بيك اب)، كانت متوقفة ومحملة بكمية من الدخان والمشروبات وغيرها من المواد المعدة للتهريب إلى خارج الحدود، كما تم توقيف شخص كان على مقربة من الآليات المذكورة»، مشيرة إلى أن «الموقوف سلم مع المضبوطات إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق في الموضوع».

من جهة أخرى، استجوب قاضي التحقيق العسكري اللبناني عماد الزين مواطنا لبنانيا بتهمة تبادل إطلاق النار مع الجيش السوري على الحدود اللبنانية - السورية في منطقة الهرمل في وادي البقاع شرق لبنان، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. وقال مصدر قضائي إن القاضي الزين أوقف «اللبناني إياد الهق في جرم تبادل إطلاق النار مع الجيش السوري على حدود الهرمل مع سوريا». علما بأن السلطات السورية ما زالت تتهم مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بتهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا وتطالب لبنان بالتعاون في هذا الشأن.

أما على صعيد النازحين السوريين إلى شمال لبنان، فأعرب أمس عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي، عن قلقه على أوضاع هؤلاء النازحين لجهة «تدني المساعدات العينية والغذائية التي تقدمها لهم المؤسسات والجمعيات الإنسانية، وتراجع العناية الطبية بالمرضى والأطفال والمسنين منهم». ولفت إلى أن «هناك مشكلة في عدم إعطائهم بطاقات تعريف، لا سيما خلال تنقلات البعض منهم؛ الأمر الذي يعرضهم للتوقيف من قبل مخابرات الجيش أو من اللجنة الأمنية المكلفة حفظ الحدود المشتركة».