استطلاع للرأي في سوريا يظهر أن 81% يريدون تغيير النظام.. وينقض الفكرة السائدة عن تأييد المسيحيين للأسد

71% من المستطلعين لديهم آراء إيجابية تجاه المتظاهرين

TT

أظهر استطلاع للرأي أجراه فريق في جامعة «ببردين» لصالح المجلس الديمقراطي في كاليفورنيا، ونشرت نتائجه على موقع «فورين بوليسي»، أن الاعتقاد السائد بأن المسيحيين في سوريا يؤيدون نظام الرئيس بشار الأسد، هو اعتقاد خاطئ.

وكشف الاستطلاع عن أن 86.1 في المائة من السوريين غير راضين عن أداء نظام الأسد، و81.7 في المائة يطالبون بتغيير النظام. كما أبدى هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع آراء إيجابية تجاه المتظاهرين المناهضين للحكومة في الدولة، حيث عبر 71.1 في المائة من السوريين عن آراء إيجابية تجاه المتظاهرين، في حين ذكر 5.5 في المائة فقط منهم أنهم ينظرون إليهم بمنظور سلبي. وذكر «فورين بوليسي» أن تقريرا ثانيا من المنتظر نشره يظهر بيانات تتناقض مع الفكرة الشائعة عن دعم المسيحيين في سوريا لنظام الأسد. وقالت أنجيلا هوكين، الأستاذة بجامعة ببردين، والتي أسهمت في إعداد الدراسة وهي مراسلة بصحيفة «فاينانشيال بوست»، إن «ثمة بعض الادعاءات حول دعم المسيحيين للأسد، ولكنها عارية تماما عن الصحة».

وذكر التقرير صعوبة إجراء استطلاعات للرأي في سوريا، وتحدث عن التحديات التي تواجه فريق العمل. وقال إن «التخطيط لإجراء الدراسة بدأ بشكل جاد في مارس (آذار)، وبدأ الفريق في إجراء اتصالات مع شركائه الميدانيين في مايو (أيار)». وقالت هوكين: «لقد خططنا لإصدار تقرير في شهر يونيو (حزيران)، لكن الأمور لم تسر على النحو الصحيح». وأضافت: «من الناحية اللوجيستية، كان من الصعب جدا انتقال الفريق الميداني. وكان جمع المعلومات من الدولة مهمة أكثر تعقيدا مما اعتقدنا في بادئ الأمر. وقد احتفلنا الأسبوع الماضي حينما رأت الاستبيانات النهائية النور وانتهت المهمة بنجاح».

ضم الفريق اثنين من المدربين من خارج البلاد، يعملان أحيانا من لبنان، وهما اللذان قاما بتدريب ثمانية من معدي الاستطلاعات بناء على منهجيات مجلس الديمقراطية. بعدها، قام منظمو الاستطلاعات باستطلاع آراء 551 شخصا في الفترة من 24 أغسطس (آب) إلى 2 سبتمبر (أيلول). وبسبب القمع المستمر من جانب الحكومة في سوريا، كان عدد كل ممن شملهم الاستطلاع والفريق الميداني أقل منه في استطلاع مماثل أجراه مجلس الديمقراطية في عام 2010. كان التحدي الآخر الذي واجهه منظمو استطلاع الرأي هو الحصول على عينة ممثلة للشعب السوري. وقالت هوكين «مانعت النساء بالفعل المشاركة.. كان من الصعب بشكل عام الوصول إليهن - أعتقد أنهن لا يخرجن من منازلهن كثيرا - والأكثر أن لديهن هلعا من فكرة التعبير عن آرائهن السياسية». وحينما ظهرت جميع الاستطلاعات، كانت نسبة 11 في المائة فقط ممن تم استطلاع آرائهن من السيدات، لذلك قام فريق هوكين بمضاعفة إجمالي إجاباتهن من أجل تحقيق نوع من التوازن النوعي الذي يمثل المجتمع السوري بشكل عام.

ومثل التحيز في الرد مشكلة أيضا. فقد جاء في التقرير: «هؤلاء الذين وافقوا على المشاركة في هذا الاستطلاع من المنتظر أن تكون لديهم رغبة متأصلة في التعبير عن آراء معارضة للحكومة». وبعبارة أخرى «نظرا لأن الاستطلاع أجري من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية، ربما يكون السوريون المؤيدون للأسد أكثر حذرا في التعبير عن آرائهم».

وذكر موقع «مورين بوليسي» أنه في حين كانت التحديات التي واجهت مهمة إجراء الاستطلاع كبيرة، تكمن الحقيقة المهمة في النجاح في إجرائه بالأساس. وفي الوقت الذي أحدث فيه موقعا التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» تغييرات جذرية في شكل المظاهرات، تعتبر استطلاعات الرأي العام الموثوق بها وسيلة أخرى متاحة للمواطنين للخروج من براثن أنظمة الحكم القمعية وإيجاد منفذ للتعبير عن آرائهم.