الانتخابات البلدية في السعودية: السعوديون يقترعون.. وسط اهتمام غربي

التجربة الثانية تنتهي بنجاح.. ومليون ناخب تنافسوا على اختيار مرشحيهم لـ 285 مجلسا بلديا

TT

يوم انتخابي طويل، عاشته المدن السعودية أمس، من الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا، حيث أدلى السعوديون بأصواتهم في ثاني عملية اقتراع حرة لاختيار ممثليهم في 285 مجلسا بلديا موزعة جغرافيا على جميع مناطق البلاد.

وحظيت التجربة الانتخابية الثانية في السعودية، باهتمام غربي متنام، من قبل وسائل الإعلام الأجنبية التي كانت موجودة في عدد من المراكز الانتخابية لتغطية هذا الحدث.

الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي، صرح لوسائل الإعلام بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات، بقوله إن الدورة الحالية للانتخابات البلدية، والتي تعد ثاني دورة انتخابية بالسعودية، تدار بكوادر وكفاءات سعودية خالصة، مشيراً إلى أنهم استعانوا في الدورة الأولى بخبرات من الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالإضافة إلى خبرات انتخابية من دول عربية ومنظمة الأمم المتحدة.

لكن إدارة الانتخابات الحالية، طبقا للأمير منصور بن متعب، تدار بأيد سعودية خالصة، حيث بين أن لديهم في الدورة الحالية ما يزيد عن 16 ألف كادر سعودي على درجة عالية من الخبرة والتدريب في مجال إدارة العملية الانتخابية بشكل كامل، مشيراً إلى أن كافة تلك الخبرات السعودية هي من تشرف على العملية الانتخابية في الدورة الحالية.

من جانب آخر، أفصح الأمير منصور بن متعب عن تقدم وزارته بمشروع جديد للمجالس البلدية لخادم الحرمين الشريفين لاعتماده، موضحاً أن المشروع يدرس حالياً في مجلس الشورى، وأنه في حال إقراره سيكون نقلة إيجابية لعمل المجالس البلدية بمختلف مدن البلاد وتفعيل لدورها بشكل أكثر فعالية عما هو الحال عليه حالياً.

وبين الأمير منصور بأن العملية الانتخابية في السعودية تشهد تطور مستمراً، وكسبا لمزيد من الخبرات في إدارة العملية الانتخابية، وأكد على استفادة اللجنة العامة للانتخابات من كافة الملاحظات والآراء والمقترحات التي تقدم بها المواطنون والإعلاميون إليها.

وأدلى الناخبون أمس، بأصواتهم في 752 مركزاً انتخابياً منتشرا في كافة أرجاء المملكة لاختيار 1056 عضواً يمثلونهم في 285 مجلساً بلدياً.

وقد نفى الدكتور عبد الرحمن الدهمش، رئيس اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية لـ«الشرق الأوسط»، بدوره في مؤتمر صحافي، تلقي السعودية أي طلبات من منظمات دولية، لمراقبة الانتخابات.

وقال الدهمش إنه سيتم التنسيق مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية للتحقق من مصادر الرسائل التي بثها المرشحون خلال يوم أمس، أو المنسقون، ويتم استقبال لجان الطعون طلبات في حال التأكد منها. وأشار الدهمش إلى أن إقبالا «معقولا» صاحب بدء عمليات الاقتراع ساعات الصباح في المدن، وبحسب ما توقع رئيس اللجنة العامة لانتخابات فإنه سيكون هناك تزايد في أعداد الناخبين بعد ساعات الظهيرة، فيما أكد على تواجد إقبال كثيف في مناطق حائل (شمال السعودية)، وحفر الباطن (شمال شرق المملكة).

وبحسب الأنظمة واللوائح التي أقرتها اللجنة العامة للانتخابات البلدية بوزارة الشؤون البلدية والقروية في المملكة، فإن مرحلة الحملات الانتخابية للمرشحين توقفت مع نهاية الدوام الرسمي ليوم الأربعاء الماضي الموافق 28 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان الدهمش يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقد ظهر أمس في العاصمة السعودية الرياض، وقد أكد إحالة القوائم الذهبية التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من مراكز الاقتراع، إلى لجان الطعون ولجان الفصل على كل إجراء أو قرار يخالف انتخابات المجالس، معولاً على وعي الناخب، فيما كشف الدهمش إلى عدم وصول أي محاولات شراء أصوات من قبل المرشحين.

وأفصح الدهمش على عدم تلقي السعودية طلباً لمراقبة انتخابات البلدية من قبل أطراف دولية بهدف مراقبة الانتخابات، منوهاً بوجود دور رقابي من قبل جمعيات ومؤسسات حكومية، مثل الهيئة السعودية للمهندسين، والجمعية الوطنية للمحامين السعوديين، كما أبان أن مراكز الإقتراع مفتوحة بالكامل أمام وسائل الإعلام للإطلاع على ما يتم داخل مراكز الانتخابات.

وأكد الدهمش أن المجالس البلدية لديها مهام وواجبات واضحة ومؤثرة، كما أجاب بالنفي عن الأسئلة التي وجهها الصحافيون حول عدم الاهتمام والإقبال الضعيف التي يعتلي الدورة الثانية من الانتخابات بسبب عدم قوة الانتخابات. وأضاف «في واقع الأمر المجالس البلدية لديها نفوذ، ولديها عمل محدد، ويكون الانطباع عن عدم قوتها، لأن القرارات التي تتخذها ليس ذات تأثير مباشر على المواطن». وخلال المؤتمر الصحافي بدا واضحا وجود وسائل الإعلام الأجنبية، عوضاً على المحلية، فيما تمت ترجمة وقائع المؤتمر بـ3 لغات، نظراً لتواجد المراسلين الذين يجيدون التحدث بها. وسلط عبد الرحمن الدهمش الضوء على الاستعدادات التي تمت لانتخابات أعضاء المجالس البلدية في الدورة الحالية، مشيراً إلى أن يوم الاقتراع يمثل المرحلة الأخيرة في الانتخابات البلدية حيث سيختار الناخبون من يمثلهم في إدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، موضحاً في هذا الخصوص أن عملية الاقتراع كانت قد سبقتها ثلاث مراحل رئيسية هي مرحلة قيد الناخبين، والتي تم فيها تسجيل من تنطبق عليهم شروط الانتخاب في جداول قيد الناخبين، وتم بعدها نشر جداول قيد الناخبين لإتاحة الفرصة للطعن في من لا تنطبق عليه الشروط، موضحا أن العدد النهائي للناخبين الذين يحق لهم التصويت اليوم بلغ 1.08 مليون ناخب. كما تطرق عبد الرحمن الدهمش إلى الأدوار التنفيذية التي تمارسها المجالس البلدية حيث صدر خلال سنة واحدة أكثر من 4 آلاف قرار من المجالس نفذ أكثر من 70 في المائة منها. في حين كشف عن نظام جديد للمجالس البلدية رفع للجهات العليا يجري الآن إجراء اعتماده ويشمل العديد من الصلاحيات للقيام بأعمال تنفيذية.

إلى ذلك، زارت الملكة سيلفيا حرم العاهل السويدي والوفد المرافق لها أمس مقر الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة «مركز سليسلة للحرف والفنون التراثية» رافقتهم خلالها الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، وكان في استقبالهم رئيسة الجمعية الفيصلية الأميرة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز وأعضاء مجلس الإدارة ومنسوبات الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية، وتأتي الزيارة بهدف الاطلاع على المنتجات السعودية التراثية، كما شملت الزيارة ورش العمل المقامة بالمركز، وتضمنت عرضا مرئيا عن العمل الخيري في المملكة منذ بدء تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستعراضا لنشاط المرأة في العمل الخيري ومساهمتها الاجتماعية.

من جانبها ثمنت الأميرة عادلة بنت عبد الله زيارة الوفد السويدي للسعودية، التي شملت عدة قطاعات نسائية بهدف إطلاعهن على أبرز إنجازات المرأة السعودية، متمنية أن تثمر هذه الزيارة عن خلق نوع من التبادل للنشاط الاجتماعي النسائي بين البلدين.