مكتب التحقيقات الفيدرالي يبحث في ملابسات محاولة أميركي من أصل آسيوي تفجير البنتاغون

المحاولة الأولى من نوعها لاستخدام تكنولوجيا طائرات من دون طيار في تنفيذ عمليات إرهابية

TT

يبحث مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» ومسؤولي الأمن القومي في الملابسات الخاصة بمحاولة أميركي من أصل آسيوي القيام بعملية إرهابية لتفجير البنتاغون والكونغرس الأميركي باستخدام نماذج مصغرة لطائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات.

وألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على ريزوان فردوس (26 عاما) من ولاية ماساشوستس مساء الأربعاء، ووجهت إليه تهمة التخطيط وبناء نماذج لطائرات والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية. ومن المقرر أن تعقد جلسة استماع له يوم الاثنين المقبل، ويمثل أمام المحكمة الاتحادية في مدينة ورسستر بولاية ماساشوستس يوم الأربعاء.

واعترف فردوس - الذي درس الفيزياء – خلال التحقيقات، أنه سافر إلى واشنطن في شهر مايو (أيار) الماضي، وخطط لبناء ثلاث طائرات، موجهة من بُعد باستخدام جهاز تحكم، حيث كان ينتوي توجيه اثنتين من الطائرات بعد تحميلها بالمتفجرات إلى البنتاغون والثالثة إلى مبنى الكابيتول، ويقوم بتوجيه الطائرات من شرق حديقة نهر الباتوماك.

ويهتم مسؤولو الأمن الوطني بهذه المحاولة التي اعتبرت الأولى من نوعها لضرب الولايات المتحدة باستخدام تكنولوجيا دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على استخدامها ضد الإرهابيين والمسلحين في عدد كبير من البلدان، بدءا من أفغانستان إلى اليمن على مدى العقد الماضي. وقال ريتشارد ديسلوريز المسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالية، إن فردوس قد حصل بالفعل على طائرة يتم التحكم فيها عن بعد، وهي مقاتلة نفاثة من طراز سيبر إف 86، المعروفة من حقبة الحرب الباردة. وأضاف أن فردوس كان يخطط لتوسيع نطاق هجومه ليشمل ضربات إضافية لمتابعة الهجوم في كلا الموقعين من خلال استخدام فرقتين من ثلاثة رجال مسلحين بالأسلحة الآلية.

وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أنه حصل على معلومات حول مخططات فردوس من عملاء سريين، مؤكدا أن الاعتماد بشكل متزايد على العملاء السريين لتعقب الإرهابيين المشتبه فيهم كان نهجا فعالا خلال السنوات الماضية في منع كثير من الهجمات. وأوضح مكتب التحقيقات أن عميله السري أمد فردوس بالمال لشراء الطائرات، وأوضح أن فردوس كانت تشغله فكرة هذا الهجوم. وقال ممثلو الادعاء إنه كان أمام فردوس فرص كثيرة للتراجع عن خطته بما في ذلك إبلاغه أن هجومه سيؤدي إلى مقتل عدد من النساء والأطفال، لكنه لم يتردد في رغبته لتنفيذ الهجمات.

وأوضح مكتب التحقيقات أن فردوس تخرج في جامعة نورث إيسترن بشهادة في الفيزياء، وعاش في قبو منزل والديه في مدينة اشلاند بولاية ماساشوستس، وبدأ في اعتناق فكر الجهاد المسلح ضد الولايات المتحدة، وبدأ التخطيط لهجماته في أوائل عام 2010 من خلال متابعة بعض المواقع الإرهابية الراديكالية وأشرطة الفيديو. وأوضحت المحادثات التي قام بتسجيلها اثنان من عملاء مكتب التحقيقات منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، أن فردوس وصف الأميركيين بأنهم «أعداء الله» وقال إنه يرغب في «قطع رأس حكومة الولايات المتحدة من المركز العسكري». وأشار العملاء السريون إلى أن فردوس أشار إلى أسامة بن لادن بأنه «رئيسنا» وكان فردوس يعتقد أن العملاء السريين هم مجندون تابعون لتنظيم القاعدة وأمدهم فردوس بسبعة هواتف نقالة قام بإجراء تعديلات فيها لتكون مفاتيح لتفجير عبوات ناسفة ليتم استخدامها في العراق. كما قدم لهم خطة مفصلة عن ترتيبات الهجوم وصورا وأشرطة وسيديهات حول تكوين الأجهزة والطائرات. وقام فردوس بتأجير مخزن في مدينة فرامنغهام لبناء الطائرات من دون طيار - وتم هناك إلقاء القبض عليه أثناء تسلمه طردا يحوي متفجرات من نوعية سي 4 وأسلحة أوتوماتيكية من نوعية «إيه كيه 47».

وقد أثار حادث القبض على فردوس والكشف عن أفكاره ومخططاته ردود فعل واسعة ، حيث قال المدعى العام الأميركي عن ولاية ماساشوستس، كارمن أورتيز «لا أريد أن يفهم الجمهور أن سلوك السيد فردوس هو انعكاس لمجتمع معين أو ثقافة أو دين معين».

وهاجم النائب بيتر كينغ رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الحادث واعتبره مؤشرا إلى الحاجة إلى اليقظة وقال «إن حقيقة أن فردوس فيزيائي تلقى تعليما جيدا جدا بمثابة تذكير لنا بتهديدات الإرهاب الإسلامي، وأن الإرهاب لا ينمو فقط نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة ولا يأتي فقط من الفقراء والمحرومين».