مقتل وإصابة ما يقرب من 80 شخصا في تفجير انتحاري بكركوك

القيادات المحلية تؤكد الحاجة إلى دعم الحكومة العراقية لتعزيز أمن المحافظة

رجال إطفاء عراقيون يحاولون إخماد النيران بموقع التفجير الانتحاري بمدينة كركوك (أ.ب)
TT

ذكرت الشرطة العراقية أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 75 آخرون معظمهم من قوات الشرطة العراقية عندما أقدم انتحاري يقود سيارة مفخخة على تفجير السيارة قبالة أحد المصارف لحظة تجمع الضحايا لتسلم رواتبهم الشهرية في مدينة كركوك (250 كلم شمالي مدينة بغداد). وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه اليوم (أمس) قبالة مصرف الرشيد الرئيسي فرع واحد حزيران وسط كركوك على بعد 600 متر من مبنى محافظة كركوك ورئاسة مجلسها و250 مترا عن مقر رئاسة الجبهة التركمانية».

وأوضحت المصادر أن الانفجار وقع بعد أن «تمكن الانتحاري من اقتحام الخط الأمني رغم قطع الطرق ومنع دخول وحركة السيارات وقام بتفجيرها وسط الشارع المقطوع من جميع الأطراف»، مشيرة إلى «أن الانفجار أدى إلى إحداث حفرة بالأرض يصل (عمقها) لمترين وعرض ثلاثة أمتار إلى جانب إحراق 10 سيارات وإلحاق أضرار بـ30 منزلا إلى جانب إحداث أضرار كبيره بالمصرف».

واتهم مصدر أمني بارز في مدينة كركوك «تنظيم القاعدة في العراق» بتدبير الهجوم حيث «تشير البصمات والتحقيقات الأولية إلى اتباع أسلوب القاعدة في تنفيذ الهجوم باقتحام الأماكن المحصنة واعتمال المواد شديدة التفجير والاستعانة بانتحاري». وفي اتصال مع اللواء جمال طاهر قائد شرطة محافظة كركوك قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجوم وقع قرب مصرف الأول من حزيران القريب من مبنى مجلس إدارة المحافظة، ومن خلال التحقيقات الأولية يتبين بوضوح ضلوع تنظيم القاعدة في تنفيذ تلك الهجمة الإرهابية، ولكن قيادة الشرطة ماضية في جهودها لاستكمال التحقيقات بهذا الشأن وتحديد الجهات التي تقف ورائها».

وفي الوقت الذي أنهت فيه لجنة تقصي الحقائق للوضع الأمني بالمحافظة والتي أرسلها مجلس النواب العراقي، يبدي عدد من القيادات المحلية بالمحافظة حاجتها إلى دعم مكثف من قبل الحكومة العراقية لتحسين الوضع الأمني فيها.

فقد أشار راكان الجبوري نائب محافظ كركوك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «لجنة تقصي الحقائق البرلمانية اجتمعت بقيادات أمنية وإدارية بالمحافظة، واستمعوا إلينا وإلى حاجاتنا بالمجال الأمني ونحن بانتظار رفع اللجنة لتقريرها إلى مجلس النواب لكي يضغط بدوره على الحكومة من أجل تفعيل تعاونها الأمني مع إدارة المحافظة».

وحول الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس قال الجبوري «إن الهجوم وقع في منطقة حساسة، لذلك نشعر بوجود خرق أمني من قبل الإرهابيين، ولاحظنا أيضا أن مجمل السيارات المفخخة التي تنفجر في كركوك تأتي من الخط الواقع بين محافظة تكريت وكركوك، عليه فنحن بانتظار رد فعل الحكومة العراقية تجاه هذا الأمر لكي نتمكن من معالجة الوضع الأمني وتعزيزه في المحافظة».

من جهته أشار عرفان كركوكي رئيس حزب الشعب التركماني ومعاون محافظ المدينة إلى «أن تفجيرات اليوم (أمس) أكدت حاجة المدينة إلى المزيد من الدعم الأمني للتغلب على تلك الهجمات» مضيفا «فعلا أن هجوم يوم أمس كان تحديا واضحا من الإرهابيين بعد أن وصلت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، ويبدو أن الهجوم الإرهابي يوم أمس كان رسالة واضحة بهشاشة الوضع الأمني في المدينة رغم تحسنه النسبي في الفترة الأخيرة».