الإعصار «نيسات» يشل هونغ كونغ ويخلف 35 قتيلا في الفلبين

توقف الملاحة وإلغاء الكثير من الرحلات الجوية ونقل أصحاب المساكن الهشة إلى الملاجئ

TT

مع خلو الشوارع من المارة وإغلاق المدارس وأسواق المال وإلغاء الكثير من الرحلات الجوية وتوقف الحركة الملاحية، أصيبت حركة النشاط في هونغ كونغ بشبه شلل تام، أمس، بسبب اقتراب الإعصار العنيف «نيسات»، الذي توجه نحو جنوب الصين، بعد أن عبر الفلبين.

وكان مكتب الأرصاد الجوية ومرصد هونغ كونغ رفعا الليلة قبل الماضية مستوى التحذير من الإعصار إلى الدرجة الثامنة (من مقياس مكون من عشر درجات) في الوقت الذي عصفت فيه الرياح العاتية والأمطار الغزيرة بهذه المنطقة التي تضم سبعة ملايين نسمة. ومع وصول مستوى الإنذار إلى الدرجة الثامنة يتم إغلاق أسواق المال والمحاكم والمؤسسات الحكومية والمدارس. كما طلبت الكثير من الشركات من موظفيها عدم التوجه إلى أماكن عملهم، ودعت السلطات السكان إلى البقاء في منازلهم.

وفتحت ملاجئ واقية من الإعصار للأشخاص الذين يرون أن منازلهم لا تستطيع الصمود أمام الرياح والأمطار الغزيرة. وعند منتصف النهار خفت الرياح قليلا، إلا أن الشوارع التي تعج عادة بالمارة ظلت خالية لتبدو المدينة وكأنها تعيش نهاية العالم. وقد توقفت حافلات النقل البري والعبارات، وكذلك المرافق الملاحية، عن العمل.

وأصيب ثلاثة أشخاص على الأقل نتيجة سقوط أشجار أو سقالات حسب الإذاعة العامة. وعند منتصف النهار كانت ثماني رحلات قد ألغيت، وتم تأخير إقلاع 83 رحلة أخرى من مطار هونغ كونغ، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدثة باسم المطار.

وكانت عين الإعصار «نيسات»، المقبل من الفلبين، عند منتصف النهار على مسافة نحو 390 كلم جنوب وجنوب غربي هونغ كونغ. ثم انتقل إلى جزيرة هينان (جنوب الصين) حيث تم إجلاء مائة ألف شخص على سبيل الوقاية. وقد أغلقت أيضا المدارس وتوقفت حركة النقل العام في جزيرة ماكاو، وهي منطقة صينية أخرى تتمتع بوضع إداري خاص وتقع على بعد ساعة بالعبارة من هونغ كونغ.

وفي الفلبين ارتفعت الحصيلة صباح أمس بعد يومين من مرور الإعصار «نيسات»، الذي اغرق جزءا من جزيرتها الرئيسية لوسون. وقال بنيتو راموس مسؤول مكتب الدفاع المدني: «أحصينا 35 قتيلا وفرق الإغاثة تتنقل في قوارب ومراكب صغيرة لتقديم المساعدة» للمحتاجين. وأشار إلى أن المياه تنحسر ببطء، لكنها ما زالت تغمر مساحات شاسعة من الأراضي وخاصة الأراضي الزراعية. وأوضح أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع حيث لا يزال 45 شخصا في عداد المفقودين. ومعظم هؤلاء صيادو سمك خرجوا إلى البحر على الرغم من تحذيرات أجهزة الأرصاد الجوية. وعرض التلفزيون لقطات لمناطق شاسعة غارقة تحت المياه في الأقاليم الشمالية للجزيرة، حيث السهول الزراعية، وخاصة مزارع الأرز.

وقد اجتاح «نيسات» الثلاثاء السواحل الشمالية الشرقية لجزيرة لوسون، أكبر جزر البلاد، حيث يعيش أكثر من نصف عدد سكان الفلبين البالغ 90 مليون نسمة، مع رياح بلغت سرعتها 170 كلم في الساعة وأمطار غزيرة تسببت في خسائر جسيمة.